لبناننا … أنشودة منذ الازل

 

بقلم : حسن علي شرارة*

 

لـبــنـانُ كـانَ ولـم يــزلْ

أنـشـودةً مُـنـذُ الأزلْ

بـلـدَ الـتّـمـيّــزِ والـفــرادةِ

والسّـيـادةِ والـقُـلـلْ

بـلـدَ الـتّعـايـشِ والـتّـسامـحِ

والـتعـلّـمِ والعملْ

بـلدَ الـعـبـاقـرةِ الأُلـى

ضاؤوا سما الدُّنيا شُعلْ

نشروا الحضارةَ أحرفاً

نسجوا المعاني بالحِلل

لكـنْ عـلى وَعـدِ العِـدا

ونـفاق سـاسـته اتّـكـل

يا حسرتي قد باتَ للـ

فوضى حِمًى يا للخجلْ

بـلـدَ التّـناحـرِ والـتّـناتـشِ

والتّـقاسمِ والشِـلـلْ

فيهِ الـرّؤوسٌ كـثـيـرةٌ

أرأيتَ مزرعةَ البصلْ

كـلٌّ يـرى في شخصِه

فــذًّا ونـبـراسَ الأمـلْ

قـد صــارَ كـلٌّ دولــةً

فتصارعتْ فيهِ الـدّولْ

هـذا يـشـدُّ إلى ألأمـامِ

وذا إلى الخـلـفٍ انتقلْ

يا بؤسَهُ كبـُـرَتْ رؤوس

فوق جسمٍ قدْ هزلْ

وكـرًا ومـزرعةً غـدا

بفـساده ضُـربَ المثـلْ

يا تعـسَه سـادَ الغَـبـا

وطغى على القومِ الهَبلْ

عُـدْنـا إلى صـنـمـيّـةٍ

جـهـلًا ومـجّـدْنـا هُـبَـلْ

وغـدا الـزّعـيـمُ مؤلّها

واللهُ أعـلى بــلْ أجـلّْ

تَحـمـيـهِ أشـفـارُ العيونِ

ونـفـتـديـهِ بالـمُـقـلْ

نِـمْـنا عـلى أوهـامِـنـا

ما هزَّنا الخطبُ الجللْ

وإذا أتــانــا مُـصــلـحٌ

ولّى كـما حـلَّ ارتحلْ

صرفوا الفهيمَ جهالةً

ولّوا الحرامي والخَوَلْ

منحوا العميلَ بـراءةً

نـبذوا المُجاهدَ والبطلْ

يا مُصلحون حنانَكم

هل من مجيبٍ من سألْ

اليـأسُ خـيّـمَ في البلادِ

أصابَها شِبه الشّللْ

فمتى نرى في أفقِـنا

أملًا يلوحُ بصيصَ حَلّْ

ويـعـودُ لـبـنـانُ الّذي

كـان المـلاذَ ولـم يزلْ

ومـنـارةً شـعّت هُدًى

بـدرًا مُـنـيـرًا مـا أفلْ

———————————-

*شاعر لبناني