لبنان؛ القوة القسرية اداة الحل..!

بقلم العميد مُنذِر الايوبي*

يبدو ان اللحظة المفصلية لشد عقدة حبل مشنقةٍ أُتقِن جدله كما نصبها قد حان، الاوليغارشية الحاكمة بكامل اعضائها وادواتها من صنف الحفارون Diggers او الهدامين لهيكل الوطن، -«نقيض البناؤون الاحرار؛ “الماسونية” Freemasonry -بعيدآ عن ترويج- رغم كل ما اثير حول الاخيرة من سرية وغموض تعاليم، لكن يكفي صدقية اشهر رموزها تعامد مسطرة المعماري مع فرجار هندسي. ولهذا الرمز معنيان بسيط يدل على حرفة البناء وباطني يشير الى علاقة الخالق بالمخلوق»- فهرست غرفة عمليات البلوتوقراطية Plutocracy “حكم الاثرياء” الفاجرة المخطط، مطلقة اشارة عبور التقاطع إنتقاء مسار القتل العمد إراديآ ترادفآ مع شغب وتفلت امني يروج له عن حقيقة وبصيرة، عابرآ حدود شحوار يسمم الانفاس، إلهاء يحجب رؤية ما خطط وينفذ، منتهاه نقطة حرجة صنف حرب محدودة على المحور الجنوبي. اما المسلك الآخر فمع سيئاته بعيد المنال بعد إنعطاف، سيرته نسج توافق مزغول (لا غالب ولا مغلوب) على اعتياد، يُلجأ اليه كل عقدين تقريبآ، عملية لحم سطحية تجدد ميثاقآ مرحليآ لا يلأم حبل الوريد Jugular Veins او يرمم انسجة شاخت، يرقع اسيجة مزارع طائفية تساكنت مضضآ بحكم الجغرافيا لا اكثر، مهما اسبغ من مديح وفخر لاساطير الصباغ الارجواني ..!

بحر الاسبوع الماضي كان ملتهبآ يعكس حريق انفس انتفضت، بدت شوارع البلد مكسوة رمادا اسودا علامة معاناة في وَطَن الظلمات، دليل فجور وتفاهة ساسة، تناوبوا على اغتصاب وطن بالرداءة الاخلاقية والضمور العقلي، او بسوء الاداء وخبث النوايا. أرسُن قادة قيدت على مربط راع اقليمي او دولي لا يأبه ان رعوا على بيادر الفساد كما شاءوا، طالما خطومهم خياشيم عار ظاهر تجتر تاريخآ قد ضام جانبه ..!

ما قبل الجلسات الاحدى عشر طقس درج، اذ يسطو النزق على قاعات السكارى، تُدس في جيوبهم اوراق باغيات لا حبر عليها او حروف، أُخَرٌ تحمل اسماءً كندوب جروح، جماعات تعرت اخلاقيآ بالارادة وبفطرة التعري خلقيآ بالولادة، عُتِقت ارتكاباتها، استمادت اذ استحالت شظايا جارحات مسننة بلون الدماء فرشت على ارصفة مدينة منكوبة..!
في علامات الرسوب بعد فرز ما ينقص عن النصف والكل راسب، إن نجح هجين لج فرحآ قصرآ هوى، تاركآ للناس”ادمعا تَطِسُ الخُدُودَ كَما تَطِسنَ اليَرمَعا”..!
في دحض تكهنات اللامبالاة الدولية وتأكيد زعرنة قادة الأزقة، بَحث الخماسي الباريسي علاج إنسداد إستطال، طامحآ ولوجآ باحثآ عن ضياء عقل متزن متجاهلآ اصل الآلهة فأُسقِط في يده، مختتمآ لقاءً تمويهآ بعبارة “للبحث صلة”، لياقة صعوبة صدور بيان وحتمية فشل..!
بالتوازي كانت الناقلة SELIGER Aframax تغادر حقل كاريش البحري محملة الشحنة الاولى “700 الف برميل” من النفط النفط الخام متوجهة الى اوروبا، مسجلة انضمام اسرائيل الى الدول المصدرة للنفط.. ما يعني مستقبلا انضمامها الى منظمة OPEC ولا يخفى تأثير عضويتها على استراتيجية المنظمة، في حين انضم لبنان الى مجموعتي الدول الاكثر فقرآ والبلدان الاكثر فسادا دون ان يرف جفن مسؤول..!
في الصبيانية ميل الى لهو ونزق، “إن صابى الفارس سيفه فقد وضعه في غمده مقلوبآ” فما الحال مع صبية السياسة، ذا المتصابي منهم ام البكر الختين.. اقفال المصارف تصرف طيش وسوء تقدير؛ “ما هكذا تورد الابل” لإستساغة حلول وحفظ حقوق، والضرر لا يُزال بمثله او اعلى منه، اذ لا يحل دفع الهلاك عن المصارف باخذ اموال المودعين..!

في الحرص السيادي كثير من رياء؛ زيارة عتبات الكونغرس تنفيذ وثيقة اخضاع ارادي امام James Sullivan مستشار الامن القومي، نتيجة هباء لا بل عصف هجاء، عاد الوفد على الطوى رغم ما اهدى وحكى ابتذالآ من نميمة؛ هي من الكبائر عار للناقل قبل السامع.. عن الفقيه الظاهري والمجدد ألأندلسي “ابن حزم” نُقِل: «وما في الناس شرٌّ من وشاة هم النَّمَّامون، إنَّ النَّمِيمَة لطبع يدلُّ على نتن الأصل، رداءة الفرع، فساد الطبع، وخبث النشأة، ولابد لصاحبه من الكذب؛ وكلُّ نمام كذاب»..!

في الفراغ حيز من مكان فارغ او فضاء خال من مادة؛ التفريغ Discharge فيزيائيا يتم بالضغط او قوة الطرد، الحاكمية ارتقت في قراراتها الى هندسات مالية شبه الفراغية، خداع بالتوهج العدواني Agressive Flare “الليرة بخير”، منحت البنوك ما لا يُمنح اقرضت سادة الوهم دون ضمانات وحَولت من الايداعات ما لا يُحول خلو من ضوابط، تهريب بالغمز او نية بالتآمر. بقيت القواسم المشتركة للمعادلة الهندسية بين المتصرف والمصارف شبه افلاس احتيالي مع كباش قضائي، في حين عم العامة سمة اضطراب الطيف المعيشي عبء ارتزاق كما العاطفي والنفسي مثال اكتئاب وقلق يأس حد انتحار الخ…
الساحة الاقليمية مسرح الكراكيز Marionette في حالة تخبط، تشابك الخيوط يفسد العرض والغرض، رؤية Samuel Johnson “الكاتب المصنف رجل الادب الاكثر تميزآ في التاريخ الانكليزي” عن المسرح أنّه: “صدى لصوت الجمهور”. الكرملين في شبه تحالف مع “سعد آباد” القصر الرئاسي الايراني وعلاقة وطيدة تقارب الاستراتيجية مع الديوان الملكي السعودي علما ان طهران والرياض في اشتباك عسكري جيوسياسي.. العدو الاسرائيلي يقصف يوميآ التموضع الاستراتيجي للحرس الثوري الايراني حتى كفرسوسة متفقدآ بالنار الممر الاستراتيجي اللوجستي لحزب الله المؤدي الى المتوسط اللبناني، بينما موسكو تفرض مظلة الحماية على دمشق وقاعدة حميم للقوات الروسية لا تبعد اكثر من كيلومترات عن الاماكن المستهدفة؛ الخ…

يبقى السؤال من اين ينجو الوطن وهدف تدميره يختصر الأداء..؟ الشعب في ساح المعركة على شرفة الفقراء يمارس صبرآ مضضآ “يمهل ولا يهمل”.. المعاناة ستكون كبيرة وتتضاعف.! انتظار حلول مستوردة جناية، والمحلية من صنف النوادر تكدس سنينآ دون امل.. النظرية السياسية في فلسفة Thomas Hobbes “لا يوجد فرد متفوق قائد وبدون القوة القسرية للحكومة المركزية فإن مساعي الحياة المتحضرة ستكون مستحيلة”.. الجيش هو اداة الحل إن نقي القضاء، القَسَم كما اليمين كلاهما اقوى من حصار بالطائفية او بولاءات قادة وقضاة لمرجعيات سياسية..!

طرابلس في 21.02.202