“كوكسال بابا” أحد أشهر الأتراك وأحبّهم لقلب العالم فاقت شهرته الكثير من نجوم الفن والرياضة

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف*

تتعدد الأسباب والمواقف التي تخلق المشاهير في هذا العصر، فالبعض يُعرف لدوره في الرياضة أو في السياسة، وآخرون يقتحمون عالم النجومية فقط نتيجة لنشاطهم على الإنترنت؛ وأما (كوكسال بابا) فهو بالتأكيد من أهم مشاهير الانترنت في يومنا هذا.
“كوكسال بابا” هو أيقونة تطبيقات الهاتف النقال الذي ذاع صيته من خلال الفيديوهات المضحكة التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ويلقب بـ”المشاغب“ أو ”الرجل الصغير“، حيث فاقت شهرته الكثير من الفنانين والرياضيين ورجال السياسة.
الاسم الكامل والحقيقي لهذا الرجل هو (كوكسال بكتاش اوغلو)، وقد ولد في عام 1975 في ولاية (طرابزون) شرقي تركيا. لا توجد الكثير من المعلومات حول حياته الشخصية، لكن من المعروف أن والداه متوفيان ويعيش مع عمه. وقد وُلد (كوكسال) بخلل وراثي نادر يصيب البشر، لذا فإنه يشبه الأطفال بصوتهم وقصر قامتهم لكن ربما هذا هو الشيء الذي ساهم في شهرته وتميزه.


على الرغم من ذلك لا يخجل (كوكسال بابا) من الناس، ويسعى جاهداً ليكون بينهم ويعيش مثل أي شخص آخر. فكان مهتمًا بالملاكمة منذ صغره، حيث حاز على ألقاب محلية في طفولته على الرغم من صغر قامته. واستمرت حياته المهنية قرابة العشرين عامًا، وبعدها تقاعد رسميًا في عام 2010. غالبًا ما يتباهى بفوزه ببطولة الملاكمة التركية للشباب لمدة ثلاث سنوات.
بحلول عام 2015 أصبح الملاكم السابق نجمًا غير متوقع على الإنترنت عندما انتشر مقطع فيديو له وهو يقاتل رجلاً بضعف حجمه في الشارع، وقد حقق هذا المقطع أكثر من 9 ملايين مشاهدة حتى الآن، كان هذا الفيديو الذي انتشر بشكل كبير نقطة انطلاق (كوكسال) للوصول إلى الشهرة حيث أصبحت فيديوهاته وملصقاته موجودة في كل محادثة تقريباً بالإضافة إلى حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي التي جذبت الملايين في العالم العربي وأوروبا وآسيا وطبعا تركيا.
يعتبر (كوكسال) من أبرز الشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي حالياً، وعلى الرغم من أنه يعاني من إعاقة مرضية فقد كان من الطبيعي أن يتعاطف معه الناس حزناً وشفقًة إلا أنه استطاع كسر هذه القاعدة وزرع الابتسامة والسعادة في قلوب الناس.
اقترب حسابه على انستغرام من مليوني متابع وكذلك على فيسبوك مع مشاهدات مليونية على يوتيوب.
شاهد مستخدمو الإنترنت في بلدان مختلفة مقاطع الفيديو التي نشرها (بيكتاش أوغلو) على الإنترنت. نشرت صحيفة Il Primato Nazionale الإيطالية في عام 2016 تقريرًا يفيد بأن (كوكسال) يتابعه الآلاف من مستخدمي فيسبوك الإيطاليين ولديهم صفحة على Facebook تسمى il nano ottomano أو القزم العثماني.
أفادت الصحافة الإسبانية في نيسان 2020 بأن مستخدمي الإنترنت الإسبان أطلقوا على (بيكتاش أوغلو) اسم “نادي Nadie”، وأن مقاطع الفيديو التي تحتوي على محاكاة ساخرة لتحركاته المختلفة نُشرت تحت اسم “نادي” على تطبيق تيك توك.
بينما تعد شخصية (كوكسال) على تطبيق واتساب أكثر شخصية تتطرق إليها المحادثات، فعندما دخلت الملصقات عالم واتس اب أعطت (كوكسال) دفعة شعبية مضاعفة وأصبحت شخصيته هي اللاصق الذي يعبر عن ردة الفعل تجاه أي موضوع حتى لقب بـ “ملك الستيكرات”.
حصل (كوكسال) على الدرع الذهبي من يوتيوب بعدما تجاوزت قناته التي تحمل اسمه المليون متابع، حيث ينشر مقاطع الفيديو الخاصة به بانتظام والتي توثق حياته اليومية برفقة صديقه (سليمان كوس)، فمجموعة من أصدقائه القدامى هم السبب الرئيس في ظهوره على منصات التواصل الاجتماعي حيث يقومون بمشاكسته بأسلوب فكاهي ومن ثم تصويره وتوثيق ردود أفعاله كونه شخصية سريعة الغضب.
نلمس من خلال تعليقات المتابعين على مختلف حساباته محبتهم الكبيرة لـ (كوسكال) فيرسلون له التحيات من مختلف البلدان والقول بأنهم يحبون مشاهدة يومياته دائمًا ويرونه شخص لطيف وينال محبة الجميع بسبب نفسه اللطيفة، بيد أنه يغضب كثيرا لذلك يلقبونه بالشخصية الأكثر عصبية على منصات التواصل الاجتماعي، وأطرف رجل في تاريخ تركيا وأكثر رجل محبوب في المنطقة، كما أنهم يتمنون له السعادة والصحة الجيدة، ويتمنى الكثيرون مقابلته بالواقع ويشكرون أصدقاءه لاعتنائهم به ومساعدتهم له.
ونلاحظ سعادة المتابعين عند نشر كل فيديو لـ (كوكسال) بسبب الملصقات الجديدة التي سيحصلون عليها من ردّات فعله.
هناك بعض المتابعين يتساءلون عن طبيعة الصراع بينه وبين أصدقائه هل هو حقيقي أم روتين كوميدي! ولعل السبب الرئيسي في كونه شخصية مشهورة ومحبوبة هو تواضعه التام، وما يؤكد ذلك حرصه على تخصيص عدد من الساعات بشكل يومي للرد على معجبيه ومبادلتهم مشاعر الشكر والعرفان على دعمهم.
منذ عام أو أكثر، ومع زيارة زار الرئيس التركي ولاية (طرابزون)، أهدى لـ (كوكسال بابا) سيارةً حمراء تعمل على البطارية لعلمه بمحبته للسيارات، وهو عنده سيارة مفضلة من طراز (دودج أي إس 250) تنقل فيها مع والده قبل وفاته.
بالنسبة لحالته المرضية والتي تعتبر بحسب أصدقائه الموضوع الأكثر استفزازا له، فلم يستطع أحد أن يعرف بالضبط ما به ولكن قيل إن أمثاله يعيشون من 35 إلى 40 عاماً. ومع ذلك يبلغ عمر (كوكسال) الآن 45 عامًا، ويملك مطعم في مدينته طرابزون. حيث يعتبر مورد الغذاء الرئيسي للاعبي نادي (طرابزون) التركي وهو النادي الذي كان هو ووالده يشجعونه منذ صغره.
شارك في أحد الأفلام وله الكثير من المنتجات التي تحمل اسمه ومن المعروف عنه محبته للقيام بأعمال خيرية ومساعدة المحتاجين فقد تطوع في الكثير من الحملات والمشاريع وقام مؤخراً بإطلاق حملة لدعم أطفال المدارس في المناطق النائية. فقام بجمع الألبسة والأحذية ووزعها على الأطفال الذين أعربوا عن سعادتهم للقائه، كما استمع منهم عن خططهم المستقبلية، والتقط معهم الكثير من الصور.

———————————

*رئيسة القسم الثقافي في “الدنيا نيوز”.