“كوفيد 19” في مجلس ألأمن ألدولي ..

 

 

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*

 

دخل فيروس كورونا ألمستجد ضيفآ ثقيلآ على مجلس ألأمن الدولي ، إذ أعلنت مصادر ألأليزية أن إتصالآ هاتفيآ جرى يوم الجمعة الماضي بين الرئيس ألفرنسي إيمانويل ماكرون و نظيره الاميركي دونالد ترامب تبادلا خلاله ألرأي حول إمكان دعوة ألدول ألخمس الدائمة ألعضوية (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا و بريطانيا) مجلس الأمن الدولي للإجتماع بهدف إجراء محادثات تقييمية حول ألجائحة التي تضرب ألعالم و كيفية ألحد من تفشي “ألفيروس ألتاجي” لا سيما في مناطق الصراعات ألعسكرية ، من هذا المنطلق أعلنت الرئاسة ألفرنسية : “أن وقف القتال في هذه المناطق لأسباب إنسانية يجب مناقشتها بوضوح في مجلس الأمن الدولي للمضي قدمآ في هذا المسار”.

من ألمرجح أن إنعقاد الاجتماع سيكون خطوة غير مسبوقة على صعيد ألوباء السبب ؛ أما من حيث الشكل فسيكون أمرآ متعذرآ حصوله في مقر المنظمة الدولية في نيويورك حيث نسبة تفشي الوباء هي ألأعلى ، إذن ألتفاهم لإلتئامه سيذهب نحو أعتماد تقنية  “الدائرة ألفيديوية المغلقة” Closed Video Circuit حيث يفترض إقرار العنوان العريض “التعاون ألأقصى للقضاء على الوباء بما يضمن السلام و ألأمن الدوليين” .. كما من ألمؤكد ألبديهي أيضآ أن هذا الاجتماع مؤشر هام على خطورة الوباء على الصعيد العالمي و مايشكله من تهديد وجودي للإنسانية جمعاء .. 

 

بالمقابل تعتبر روسيا و الصين ان لا ضرورة لاجتماع مجلس الأمن بغية معالجة قضية صحية وبائية و لوان تأثيراتها ألسلبية ستكون إستراتيجية على الاقتصاد العالمي ، إذ أن منظمة الصحة العالمية هي ألمعنية في هذه المسألة و قد سبق أن صنفت عدوى فيروس كورونا بتاريخ 11 آذار ألماضي وباءً عامآ Epidemic مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لتحديد و تحييد المصابين مع تمتين التنسيق الدولي لمنع إنتشاره معلنة تجنيد كل امكاناتها لمواجهته بالتعاون مع الدول المنكوبة ..

في حين أن الرئيس ماكرون يرمي من خلال اقتراحه ذو الصبغة الإنسانية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بالإجماع يقضي بوقف إطلاق النار في جميع مناطق الحروب و بالتالي تسهيل وصول المنظمات الدولية الصحية و هيئات ألإغاثة إلى السكان المدنيين لمساعدتهم على مكافحة انتشار الفيروس ..

ينظر الكرملين إلى سابقة انعقاد إجتماع رفيع المستوى يتبنى قرارات ملزمة بقوة القانون الدولي عبر تقنية ألفيديو أمرآ غير مرغوبآ به لا بل يعارضه بشكل قاطع ، لكنه لا يمانع عقد جلسات غير رسمية من هذا النوع ،علمآ أن مقر المنظمة الدولية الخالي حاليآ لا يزال مفتوحآ و لو بشكل رمزي عملآ بقرار أمينها العام أنطونيو غوتيريش بينما تتحفظ غالبية أعضاء مجلس الأمن علىالتوجه إليه وتطالب بتصويت “افتراضي” Virtual عبر الانترنت .. 

وكان “غوتيريش” صرح ألأسبوع ألماضي في أول مؤتمر صحافي بالفيديو منذ بدء الوباء “إنني فخور جدآ لأنه حتى في هذه الظروف الصعبة تبقى أبواب الأمم المتحدة مفتوحة للعمل لدى الدول الأعضاء ألتي تحتاج إلى دعمنا ومساعدة الناس الأكثر ضعفآ”..

مصادر ديبلوماسية أممية أقترحت إعتماد “إجراء مختلط” يقضي بإستعراض المواقف و المناقشات فيديويآ في حين يتم التصويت عبر البريد ألإلكتروني على ان يعلن المجلس ألنتيجة  و ردود الدول أل 15 ألأعضاء في مجلس ألأمن ..

من جهة أخرى ، و بصرف النظر عن طريقة الاجتماع سواء بألحضور ألمباشر او عبر ألتقنية ألإلكترونية فإن تمديد مهلة إنتشار قوات الأمم المتحدة و سير عمليات حفظ السلام في بعض مناطق النزاعات سيكون بندآ على جدول الأعمال إضافة إلى أنشطة المنظمات الإنسانية ..

 

مما لا شك فيه أن إنهيار ألقطاعات ألإقتصادية كألنقل، السياحة، أسواق المال و البورصات العالمية، تسارع هبوط أسواق الطاقة، تهديد ألأمن ألغذائي إلخ .. هي من أولى تأثيرات إنتشار الوباء إضافة إلى ضعف إمكانات مواجهته بألتوازي مع طول المدة الزمنية التي سيستغرقها النجاح في الوصول إلى اللقاح المضاد.. 

على هذا الأساس فإن اتخاذ إجراء دولي عاجل للحد من تأثير وباء فيروس كورونا من ألأهمية بمكان كذلك فإن إقرار وقف إطلاق نار عالمي فوري لأغراض إنسانية بات ملحآ مما يسمح بألإستجابة الكافية لتقديم ألمساعدات ألطبية و تفعيل ألجهود ألمبذولة لمكافحة الوباء و إنقاذ السكان  ..

إستطرادآ ، يبدو أن إنعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي خلال هذا الأسبوع بات أمرآ واردآ و واجبآ حيث يرجح اعتماد آلية “إجراء ألصمت” Vote by Silence للموافقة على أي مشروع قرار إذ ان عدم التصويت بعد مرور وقت محدد يعتبر موافقة تلقائية ..

 

من منطلق إستحالة أن تهزم دولة بمفردها فيروس كورونا فإن مواجهة الوباء على ألصعيد الدولي أمر محتم ، الجهود يجب ان تنصب على تطوير بروتوكولات ألمعالجة Treatment Protocols و ألوصول تاليآ إلىالترياق ألشافي Vaccine إذ لا شيء أكثر أهمية اليوم من ذلك ،، في ظل القلق المتنامي من أعداد الوفيات الهائل 70 ألف إنسان حتى ألآن و أكثر من مليون و نصف إصابة لا يزال ألكوكب رهينة معادلة -ألأعداد/ألأيام- فمنحنى ألأعداد “الضحايا” في تصاعد كل يوم و شعار “خليك بألبيت” ضمانة و أحد أوجه المواجهة الناجحة إلى أن يقضي الله أمرآ كان مفعولآ ..!

 

بيروت في 06.04.2020