كوفيد 19 في قمة ألعشرين ..!

 

بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*
في خطوة غير مسبوقة لكن مفروضة بعد أن أصبح فايروس “كورونا” أول ألأعداء مُتسيدآ الكوكب عُقِدت ألقمة 15 لمجموعة دول ألعشرين في ألرياض G20 Riadh Summit برئاسة خادم ألحرمين ألشريفين سلمان بن عبد ألعزيز و ذلك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ..
ثلثي ألتجارة ألعالمية و 90% من ألناتج ألمحلي ألخام هو ما تمثله مجموعة “ألدول العشرين” ألتي تأسست عام 1999 إثر أزمات مالية و إقتصادية هزت ألعديد من دول العالم ،، في أهدافها ألإستراتيجية تعزيز الاستقرار المالي و تأمين علاقة حوارية متواصلة بين الدول ألصناعية و تلك ألناشئة مع ألعمل على إيجاد ألأسواق و تحفيز ألإنتاج في تعاون وثيق لحل ألمشكلات و ألعقبات ذات ألإنعكاسات ألمشتركة على ألصعيدين ألدولي و ألإقليمي ..!
مئة و خمس و ثلاثون دقيقة إستغرقتها ألقمة بحضور ألرئيسين ألأميركي و ألروسي و رؤساء ألدول ألأعضاء ألملك ألمضيف عن ألسعودية، ألأرجنتين، إيطاليا، ألمملكة ألمتحدة، ألصين، ألهند، أليابان، أستراليا، البرازيل، كندا، فرنسا، ألمانيا، إندونيسيا، المكسيك، جنوب أفريقيا، كوريا ألجنوبية، تركيا، ألإتحاد ألأوروبي .. كما إستضافت ألقمة كل من رؤساء ألأردن،سنغافورة، إسبانيا، ألسنغال، سويسرا، فيتنام و ألإمارات ألعربية ألمتحدة ..! مع مشاركة عدد من مسؤولي و ممثلي ألمنظمات ألدولية ألكبرى ..
من ألواضح أن ألحدث ألطاريء ألذي إستدعى عقد هذه ألقمة ألإفتراضية عبر تقنية ألفيديو “الشبكة ألآمنة” Secure Network و نظام ألحواسيب ألمتواصلة المزودة ببرمجيات التشفير Encrypting و ألمحمية ب “ألجدار ألناري” Firewall هو مواجهة تفشي فايروس “كورونا” ألمستجد و ألتصدي لأثاره ألإجتماعية ألإقتصادية و الإستثمارية ألسلبية من خلال خطة عمل تحد من ألضحايا و تواجه حالة “ألركود في ألقعر” Bottom Slack سواء على صعيد إقتصاديات الدول أم على صعيد أسواق المال العالمية ، حيث إنكب وزراء مالية الدول الأعضاء و محافظو البنوك المركزية على وضعها و رسم خطوطها العريضة متضمنة دعم انتاج أدوات الوقاية ألشخصية للعاملين في مجال مكافحة الوباء و معالجة حالات الإصابة ، رفع قدرة تصنيع أجهزة التنفس ألإصطناعي بما يلبي ألحاجات ألطارئة لها ، إنشاء مستشفيات جديدة و مراكز عزل تلبي متطلبات ألواقع ألحالي و ألمستقبلي ، تقديم المساعدة ألمادية  للمواطنين ألمقيمين في ألحجر المنزلي و أولئك ألذين فقدوا وظائفهم أو علقت أعمالهم ومشاريعهم من خلال ضخ سيولة كافية مع منح مساعدات مالية عاجلة ، تعاون الدول الأعضاء و المختبرات الطبية بألتزامن مع تبادل المعلومات فيما خص العلاجات المعتمدة حاليآ بألتوازي مع سعي حثيث للوصول آلى اللقاح ألشافي ، دعم الدول الناشئة و ألنامية ماديآ وتقنيآ لمساعدتها على مواجهة ألوباء ، وقف الاتهامات المتبادلة حول مصدر الفيروس و ظروف تفشيه ، محاولة تعويم الاقتصاد العالمي عبر تخصيص ما يقارب خمسة تريليونات دولار من ضمنها مخصصات محاربة تفشي ألفيروس و تداعياته ألآنية مع تقديم ألمساهمات المالية اللازمة للمختبرات و مراكز الأبحاث ..
ألمواجهة ألمحتدمة بين المملكة السعودية و روسيا حول أسعار ألنفط لم تكن بندآ أساسيآ إذ تم ألتطرق إليه بشكل عابر بدليل إستمرار تهاوي سعر برميل ألنفط إلى حوالي 22 دولارآ مسجلآ إنخفاضآ قياسيآ غير مسبوق .. تهدأة الخلاف بين الولايات المتحدة و الصين حول منشأ ألفيروس و مسالك إنتشاره أمر تم معالجته بغية توحيد ألجهود و تصريح ألرئيس ألآميركي ترامب ألإيجابي حول ألتعاون ألمخبري و العلاجي مع الصين خير شاهد و بألرغم من تزايد المخاوف بشأن إجراءات الحماية الاقتصادية التي جرى بحثها أو تبنيها إلا أن ألتصدي للوباء بات أولوية محسومة ..!
من جهة أخرى ؛ هو أمر ملحوظ عدم قدرة أحد على إستشراف مرحلة ما بعد ألوباء ألذي على ما يبدو سيستهلك وقتآ طويلآ للقضاء عليه فألتداعيات ألمستقبلية ستكون ضخمة و المعالجات معقدة .. إذ من غير ألمستبعد تداعي ألإتحاد ألأوروبي و تفككه نتيجة إنعدام ألتضامن و عدم ألإستجابة ألسريعة في مرحلة إنتشار ألجائحة و أعداد ألضحايا ألهائل ألذين سقطوا لا سيما في إيطاليا و إسبانيا ، ربما سيكون “مشروع مارشال” جديد مماثل لما جرى بعد ألحرب ألعالمية ألثانية أمرآ مطروحآ لا مناص منه ..! إستطرادآ من ملامح ألتداعيات ألتي برزت حاليآ و مباشرةً ما صدر عن صندوق النقد الدولي مؤخرآ معتبرآ حالة ألركود ألإقتصادي و ألمالي فاقت أزمة عام 2008 .. إضافةً إلى إعلانه أن 80 دولة قدمت طلبات عاجلة للصندوق بغية ألحصول على تمويل لمواجهة ألوباء ..!
بعد إبتسامات باهتة تبادلها ألرؤساء ألمشاركين أطفأت شاشات ألحلقة ألفيديوية ألمغلقة و عاد ألجميع إلى معضلة ألسعي لتخفيف أضرار ألكارثة ألوبائية عن بلده في ظل تخبط واضح حول بروتوكولات ألمعالجة ألطبية للمرضى التي تختبر حاليآ أو تلك ألممكن إعتمادها و ألغير محسومة ألنتائج ..!
هي ألحرب ألعالمية ألثالثة ألوبائية و ألبيولوجية بكل أبعادها فُرِضت على ألكوكب من قبل عدو قاتل غير منظور تمكن من حجز أكثر من 3 مليار إنسان في منازلهم و أسقط كل ألإستراتيجيات ألعسكرية كما أجبر أركان ألجيوش على إرتداء ألكمامات و ألقفازات ألعازلة في ثكناتهم مقررآ عنهم إقفال صوامع ألصواريخ ألباليستية و رسو ألغواصات ألنووية في قواعدها ألبحرية إلى أجل بعيد ، كما وحد ألقلق و ألخوف من إمكانية تطور ألفيروس مجددآ إذ أن ألإنسانية مهددة في وجودها و ألمصيبة تجمع على ما يُقال ..!
بيروت في 31.03.2020