كتلة “الاعتدال” و”الخماسية الدولية” يبحثان عن رئيس مفقود..!


بقلم العميد مُنذِر الايوبي*

بين اللجنة الخماسية الدولية وكتلة الاعتدال النيابية المحلية تَقارب في بعض الآراء وتَفسخ مع مواقف أُخَر، حُكم اختلاف مصالح الخارج عن الداخل حد تناقض كثير مِن احيان، لا تكفِ النيات الطيبات إن وجِدت ولا الغيرة العصماء، اللقاءات مع الكتل والاحزاب تنضح بعض ايجابيات مُعلنات لكن المُضمرات صعب اكتنافها. حُكم العقل كامل رجحان إن طاش فهو عقيم، طوشة الخروج مِن ازمة الاستحقاق الرئاسي معجزة وطنية، لزوم عملية قيصرية إن توفر جراح ولُملِمَت معدات او عثر عليها. عُقدٌ هيولية هباء مُنبث، أهوائية ازالت مودة وجعلت نصر الحوافر قتل الحصان..!

لا يَزال البحث عن مواصفات الرئيس المفقود بعد لأي نقطة تقاطع هي نفسها مأزق التباعد، الخيار الثالث مخرج محبذ محظر في آن حتى يحين موعد الآن.. لا كفيل لضمانات والدستور يتيم، ان امتلكت الخماسية حق فرض او رفض ففي الحالين ابدال مكان الراء ولها جائز، يَبقى لكتلة الاعتدال اسمها مع سعي مأمول وتمنٍ مرتجى، لَم تستطع الاخيرة تعديل قَواعد الاشتباك السياسي اذ كل فريق متمسك بمرشح اما عَلى حد سيف كَهام ام عَلى لَّدد مَيلآ عن حق ، التشاور دفق ذو اتجاهين لآراء ومعلومات اداة تفاهم مع تبادل تصبح تجميلية ان لَم تصل الى صنع قَرار حقيقي مشترك أَ لَيسَ هذا واقع الحال..؟

في الاعتدال أصلآ واساسآ نزعة وسطية، نظرية في الفلسفة السياسية Modération Theory يرتبط بها وسط اليمين ووسط اليسار مؤشر تخلٍ عن مواقف متطرفة سياسية، قومية، دينية او اجتماعية.. في سعي الكتلة نزوع الى التوافقية Conciliatory المعتادة لكن الخشية تاريخيآ هنا إن توافق الطُغاة (معاذ الله محليآ)..
مِن الواضح رغم غبار أُثير ان لا علاقة لمسعاها بالسفراء الخمس كما لا ايحاء لاطلاق تحركها، الكل في نفق المعضلة ان اجمعوا عَلى مشترك فَنَبت نخل لنوى مجهول الصنف، وحدة الساحات ثَبُتت في السياسة ولم تحسم في الميدان فيما يبقى وطن معلق عَلى حبل التسوية الاقليمية..!
ببراءة وادعة قد تقرأ في اماكن جلوس سفراء الخماسية الدولية خلال لقاءاتهم المتعددة المتنورة مع اولي الامر منا طرفآ مِن رسالتها وواقع الحال: السعودي وليد البخاري، الفرنسي هيرفي ماغرو، القطري سعود بن عبد الرحمن على مقعد ثلاثي واحد فيما الاميركية ليزا جونسون منفردة قد يجانبها حينآ المصري علاء موسى..! في خانة المنطق استدلال وفي علمه تحديد صحة المفاهيم، لَن تفلح كتلة الاعتدال فيما لَم توفق به الخماسية، أنى لها نجاح وخطي التوازي بلينكن-عبد اللهيان على استحالة إلتقاء..

الفوضى مستشرية والمحاسبة منعدمة لا افق سِوى الضرائب، زيادة الرواتب “ابتلاع موسى” فقدت حالآ في سوق الغذاء وملاذ الدواء 37% مِن كتلتها الاصلية، فيما مصادر تغطية الانفاق صنو نفاق صنف مزايدات لجهابذة الشاشات.. لا خطط سوية والاخطاء تتراكم، تبقى الاصلاحات عَلى مر عبور السنونوات مطلب شعار..!

جنوبآ نُذر توسع الحرب معتلمة، العدوان الشامل يتراءى خلال رمضان المبارك.. الذئب لا يرعوي يثابر على التهام ابرياء غزة ما بَقي على كرسي الحكومة، ناقص القهم كثير المظالم.. إن انتهت الاخلاق سقط القانون وساد الطغيان لَن يأبه مَن حملوا ارواحهم عَلى الراحات مِن صَولَة المفترس خلال الشهر الفضيل..!

طرابلس في 02.03.2024
*عميد متقاعد، كاتِب وباحث