في فلسفة العدل والعدالة وما بينهما!!

خاص – “الدنيا نيوز”

بقلم : الدكتورة ميرنا داود*

يعد العدل والعدالة من المفاهيم الأساسية في الفلسفة السياسية والأخلاقية، وغالبًا ما يتم استخدامها بشكل مترادف. ومع ذلك، هناك فرق دقيق بين الاثنين، وهو ما سنستكشفه في هذا المقال.

 

تعريف العدل وتعريف العدالة

 

العدل هو مفهوم يركز على تطبيق القوانين والقواعد بشكل منصف وعادل، بغض النظر عن النتائج. يركز العدل على الإجراءات والعمليات التي يتم من خلالها اتخاذ القرارات، وليس على النتائج النهائية. يمكن اعتبار العدل قيمة أخلاقية تتعلق بالمساواة والإنصاف.

العدالة، من ناحية أخرى، هي مفهوم أوسع يركز على تحقيق التوازن والتناسب بين الحقوق والواجبات، وتحقيق الخير العام. العدالة تتعلق بالنتائج النهائية والغايات، وليس فقط بالإجراءات. يمكننا اعتبار العدالة غاية أخلاقية تتعلق بالحق والباطل.

مفهوم العدالة في الفلسفة اليونانية

في الفلسفة اليونانية، كانت العدالة تعتبر ركن أساسي في المجتمع.
أفلاطون، على سبيل المثال، اعتبر العدالة قيمة أخلاقية تتعلق بالحق والباطل، وأنه يجب أن تكون العدالة هي الغاية الأساسية للمجتمع. في كتابه “الجمهورية”، يصف أفلاطون العدالة كحالة توازن بين الأجزاء المختلفة للمجتمع، حيث يقوم كل فرد بأداء دوره المناسب.

أرسطو، من ناحية أخرى، اعتبر العدالة كقيمة أخلاقية تتعلق بالمساواة والإنصاف. في كتابه “الأخلاق النيقوماخية”، يصف أرسطو العدالة كقيمة وسط بين الإفراط والتفريط، حيث يجب أن تكون العدالة هي الوسط بين الإفراط في العطاء والإفراط في الأخذ.

العدالة عند كانط

إمانويل كانط، الفيلسوف الألماني، اعتبر العدالة مبدأ أخلاقي مرتبط بالواجب الأخلاقي. في كتابه “النقد الثاني”، يصف كانط العدالة على انها قيمة أخلاقية تتعلق بالاحترام للإنسانية، وأنه يجب أن تكون العدالة هي الغاية الأساسية للمجتمع. كانط اعتبر أن العدالة يجب أن تكون مبنية على مبدأ الواجب الأخلاقي، وليس على النتائج أو الغايات.

الفلسفة في معترك العدل

الفلسفة تلعب دورًا هامًا في معترك العدل، حيث تسعى إلى فهم المفاهيم والقيم التي تقوم عليها العدالة. الفلسفة تساعدنا على تحليل المفاهيم والقيم، وتقييم الحجج والبراهين، وتطوير نظريات جديدة حول العدالة. الفلسفة أيضًا تساعدنا على فهم العلاقة بين العدالة والحقوق الإنسانية، والعدالة والمساواة، والعدالة والخير العام.

العدالة ومسار الإنصاف في التاريخ والفلسفة

 

تطورت مفاهيم العدالة والإنصاف عبر التاريخ بطرق مختلفة. في الفلسفة المسيحية، كانت العدالة تعتبر قيمة أخلاقية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحق والباطل، وأنه يجب أن تكون العدالة هي الغاية الأساسية للمجتمع.

توما الأكويني، على سبيل المثال، اعتبر العدالة مبدأ أخلاقي مرتبط بالحق والباطل، وأنه يجب أن تكون العدالة هي الغاية الأساسية للمجتمع.

في الفلسفة الحديثة، تطورت مفاهيم العدالة والإنصاف بطرق مختلفة. جون لوك، ، اعتبر العدالة هدف أخلاقي يرتبط بالحقوق الطبيعية، وأنه يجب أن تكون العدالة هي الأساس في تركيبة المجتمع.

مما سبق نستنتج :
– العدل يركز على الإجراءات والعمليات، بينما العدالة تركز على النتائج النهائية.
– العدل يتعلق بالمساواة والإنصاف، بينما العدالة تتعلق بالحق والباطل.
– العدل هو قيمة أخلاقية تتعلق بالقوانين والقواعد، بينما العدالة هي قيمة أخلاقية تتعلق بالخير العام.

————

* كاتبة واستاذة جامعية

📢 اشترك بقناتنا على واتساب
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.
انضم الآن