فلوبير الواقعية الفرنسية. وبلزاك روح المرح٠ وبين الواقع والخيال كان أدب تيمور الذي تكشف عنه كليوباترا
خاص – “أخبار الدنيا”

بقلم : صافيناز مصطفى
لا شك أن الأدب الفرنسي كان هو بوابة التحديث في القصة العربية خاصة المصرية فمنذ منتصف القرن التاسع عشر بدأت البعثات المصرية إلي فرنسا وفي النصف الأول من القرن العشرين، كان الأدب الفرنسي هو المدرسة الأوضح تأثيرًا في كتّاب القصة العرب، خصوصًا في مصر، لأنه:
كان الأدب الأوروبي الأقرب ترجمة وانتشارًا
فهو ابتعد عن الخطابة واقترب من الإنسان وركز عل الشخصيات
ومن هنا جاء تأثيره الواضح على محمود تيمور ومحمد الأخ الأكبر، ولكن كان لكل واحد أسلوب خاص فى الكتابة
أولًا: محمد تيمور الذى رحل عن عالمنا فى ريعان شبابه توفي في 21 فبراير 1921 .
ولكنه يعد واحدا من أبرز رواد القصة العربية الحديثة كان الرائد الذي فتح الباب لفن القصة القصيرة
وهو يُعد من أوائل من نقلوا روح القصة الفرنسية إلى العربية،
خاصة القصة القصيرة جدًا ذات الحدث الواحد
التى تعتمد على نهاية مفاجئة
فعنده القصة ليست حكاية تُروى، بل لحظة إنسانية تُلتقط
وهذا مأخوذ بوضوح من الفهم الفرنسي لفن القصة.
الثاني محمود تيمور – التلميذ الذي أصبح أستاذًا الأديب محمود تيمور (16 يونيو 1894 – 25 أغسطس 1973
فكان تأثير بلزاك ظاهر فى أدب محمود تيمور في بناء الشخصية داخل القصة المرحة التى تريد أن تخلط الواقع بالخيال بمرح
فأونوريه دي بلزاك وهو روائي وكاتب فرنسي بارز في القرن التاسع عشر، ومؤسس ما يُعرف بـ “الكوميديا الإنسانية”، وهي مجموعة ضخمة من الروايات والقصص التي تهدف لتقديم صورة شاملة للمجتمع الفرنسي
أما جوستاف فلوبير فظهر تأثر محمود تيمور به في الدقة النفسية فكان فلوبير يخلق شخصية من الواقع او شخصية ذات طبيعة نفسية معينة كمحور لقصته التى تظهر فى مدام بوفاري » 1857 التي تمتاز بواقعيتها وروعة أسلوبها، والتي أثارت قضية الأدب المكشوف يعتبر فلوبير مثلاً أعلى للكاتب الموضوعي الذي يكتب بأسلوب دقيق ويختار اللفظ المناسب ويعتمد على الدقة فى عرض الفكرة
فجاء محمود تيمور ليمزج الفكر الفرنسي بالروح المصرية
جعل الشخصية المصرية تتكلم وتفكّر وتخطئ
وقد حظى محمود تيمور بحفاوة وتقدير الأدباء والنقاد، والجامعات المختلفة فى مصر والوطن العربى، كما اهتمت به جامعات أوروبا وأمريكا، ونال إنتاجه القصصى جائزة مجمع اللغة العربية بمصر عام 1947م، وحصل على جائزة الدولة للآداب عام 1950م، وجائزة “واصف غالى” بباريس عام 1951م، ومنِح جائزة الدولة التقديرية فى الأدب عام 1963م من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
من أعمال محمود تيمور على سبيل المثال لا الحصر “الشيخ جمعة”، “رجب أفندي”، “الحاج شلبي”، “نداء المجهول “،
كما كتب مسرحيات مثل: “حواء الخالدة”، “اليوم خمر”، “صقر قريش”، “عروس النيل”، “كذب في كذب”، و” أبو الهول يطير”،
أما روايته
“كليوباترا في خان الخليلي “، ”
هي رواية تحكي عن حياة الشعب المصري أثناء الحرب العالمية الثانية. وهو يتمنى إنهاء الحرب من أجل تحقيق السلام
فهنا اختار تيمور كليوباترا بصفة خاصة ٠ كشخصية تاريخية، لأنها كانت تواجه قوة عظمي وعرفت بالدهاء والصمود
أما فكرة انه استدعها من العالم الأخر للعصر الحديث من خلال المندوب القادم من وزارة الخارحية الذى احضرها من جبل الموتى
هذا الاختيار كان عبقري لسببين:
جبل الموتى رمز:
للماضي للتاريخ للحضارة المدفونة التى تقول كلمتها أن مصر كانت من أقوى الدول واعظمهم حضارة
أما مندوب وزارة الخارجية:
فهو رمز الدولة الحديثة
و الواقع المعاصر
فجمع بينهما بعبقرية
التاريخ يمد يده للحاضر…
فكليوباترا
ليس ملكة منتصرة ولكنها كانت ذكية وقوية ولا امرأة جميلة فقط بل كانت حاكمة للدولة بجدارة
كليوباترا هنا ليست امرأة…
بل سؤال عبر الزمان
ماذا نفعل بقوتنا حين نواجه عالمًا أقوى؟
والأجمل فى الرواية أنه جمع عدد من الفرسان والقادة القدامى فى مصر وبين الحاضر الذى ظهر فى مندوب وزارة الخارجية فى حفل كبير للسلام
وبما أن الشيء بالشيء يذكر
أن أتيحت لي الفرصة أن اعبر عن رأي وأغير جزء من الرواية على سبيل الخيال وليس الواقع بالطبع
وأن امزج الواقع بالخيال
فيظهر المشهد كالأتي
ساحة ضخمة متلألأه بالأنوار والشموع فى القصر المنيع وسط الأسكندرية على الشاطيء فتدق الطبول آذانا بحضور الملكة كليوباترا وتدخل لمؤتمر السلام بالقصر الملكي المصري فى الأسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط ويتقدمها عدد من الواصفات والحرس ويتقدمهما ليكون بجانبها أو بعدها بخطوة مندوب وزارة الخارجية
فالكل يقف امامها لتحية الملكة ويبدأ مندوب وزارة الخارجية يقدم إليها كل واحد من ممثلين الدول الأخرى فتقف ثابتة واثقة من نفسها فيتقدم مندوب وزارة الخارجية إلي اول شخصية الذى يخطو خطوة للأمام فيبدأ يقدمه مندوب الخارجية جلالة الملكة هذا سيادة مندوب دولة أمريكا فتلتفت الملكة بأستغراب إليه مردده أمريكا !!؟
فيعلم أن عليه أن يوضح قائلا أمريكا هى الأمبراطورية العظمي أقوى دولة فى العالم الأن
فتبتسم ابتسامة صغيرة تنم عن الأستغراب قائلة تقصد روما ٠ ويظهر على. المندوب الإحراج أمام الرجل وتنتقل عينا بينهما فى خجل لا ٠جللتك روما الأن واحدة من الاتحاد الأوروبي وليس عظمي أما الدولة العظمي الأن هى أمريكا فتهز رأسها بأستسلام و تمد يدها وهى تنظر للأمام لتسلم على الرجل ثم تتوالى التحيات والتقديم لكل من حضر لنتهى الأحتفتال الملكة بكلمة الذى وقف الجميع عند انتظر قولها فوقفت فى المنتصف ثم
قالت بصوت قوى به نوع من الكبرياء ولكنه ينم عن الجمال الذى يتخبيء داخل كليوباترا
نتمنى الا تعود الحرب مرة أخرى فكيفي ما راح من ضحايا أبرياء من أطفال ونساء بلا ذنب فلماذا تستمر الحروب اذا كان ممكن أن يحل السلام بدلا منها
وهناك صفق الجميع تصفيق حار لملكة مصر كليوباترا ٠
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.