فانوس رمضان .. أصله مصري وحكاياته فاطمية

“الدنيا نيوز – دانيا يوسف

يقبل شهر رمضان على المسلمين لينشر البهجة والسعادة ويلقي بظلال الطمأنينة على قلوب الناس في كل أرجاء الدنيا.
أما عن الشوارع والمساجد والطرقات فهي تشكل جزءا هاما من ملامح الشهر الكريم، فهي تتحلى بحلة الألوان والضياء التي تكسو جنباتها وتتضاعف الإضاءة كأن الحياة كلها تستعد لاستقبال ضيف عزيز الخطى، كريم الأصل. كل حي وكل ركن يتزين بما يناسب ثقافة ومستوى ورفاهية قاطنيه، وتكتمل ملامح تلك اللوحة الفنية المبهرة بــ “فانوس رمضان”، ذلك الشيء المصنوع من مزيج من الحب والبهجة والحفاوة ليعطي الحياة في رمضان صبغتها الخاصة.
فما هي قصة ونشأة هذا المنتج الرمضاني العزيز، الذي لا يزال محتفظا بمكانه على عرش المنتجات الرمضانية ولم يفقد بريقه يوما ما.
فانوس رمضان ابداع مصري أصيل:
فانوس رمضان ليس اختراعا بالغ القدم، ولكنه ينتمي إلى قرون قريبة العهد بعصرنا هذا، فهو ينتمي إلى العصر الفاطمي، ودولة المعز لدين الله الفاطمي، فقد كان استخدام الفانوس بصورته البدائية جدا والبسيطة في الصنع مجرد وسيلة تستخدم الشموع للإضاءة في عتمة الليل، وقد كان الفانوس يوجد في بعض المساجد لغرض الإضاءة فحسب.
غير أن هناك حدثا ما خلق رباطا خاصا بين الفانوس وشهر رمضان تحديدا، وهناك أكثر من رواية تحكي وتفسر سر هذا الارتباط، ومن ذلك أن النساء في القاهرة لم يكن يمتلكن رفاهية الخروج في أي وقت أو لأي غرض، غير أنه كان هناك استثناء واحدا هو في رمضان فكانت النساء تخرجن وبرفقة كل امرأة طفل يسير أمامها حاملا فانوسا ليضيء لها الطريق ويكون بمثابة تنبيه للرجال أن يفسحوا لها الطريق حتى لا تنزعج من وجودهم.
ويقال أن انتشار الفوانيس مرتبط بالخليفة الفاطمي حيث كان يحرص على تفقد القاهرة وشوارعها ويخرج لرؤية هلال شهر رمضان، فكان أهل القاهرة يفرحون بمقدمه ومقدم الشهر الكريم ويضيئون له الطرقات بالفوانيس، فصار هناك ربط بين قدوم رمضان والفانوس.
أما الرواية الثالثة فتخبر أن أحد خلفاء العصر الفاطمي أراد أن يجعل ليالي رمضان مضيئة طوال الشهر فأصدر أمرا بتعليق فانوس أمام كل مسجد وإضاءته لتظل الشوارع مضيئة طوال الشهر الكريم.
ويقال أن أول استخدام جماعي للفانوس كان مع قدوم الخليفة الفاطمي إلى مصر والذي تزامن مع اليوم الخامس من شهر رمضان لسنة 538 هجرية، حيث خرج الناس لاستقباله والاحتفاء بقدومه حاملين الفوانيس المختلفة، وتكاد تكون تلك الرواية هي الأقرب للحقيقة.
تطور صناعة فانوس رمضان:
بدأ الفانوس بدائيا بسيطا في تكوينه وتصميمه والخامات المستخدمة فيه، وتطور تطورا ملحوظا فأصبح يصنع من خامات عالية الجودة وغالية الثمن وأضيفت إليه الكثير من اللمسات التي تحاكي التطور العلمي الحديث، فأصبحت الإضاءة فيه متقدمة وأضيفت له الكثير من المؤثرات الصوتية، كما أصبح منتجوه يتنافسون في تصميمه بأجمل الطرق الإبداعية والفنية الحديثة المبهرة، وأصبحت صناعته تجارة رائجة وتعد مصر من الدول المصدرة لمنتج الفانوس الذي أصبح له ألاف التصميمات والأحجام والأشكال والإمكانيات أيضا ليرضي رغبة كل راغب في اقتنائه سواء كان بسيطا أو متوسط الحال أو غنيا مرفها، فالجميع من حقه أن يمتلك فانوس رمضان.