علبة الكبريت …!

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*

من ألمتوقع خلال 48 ساعة قيام حكومة جبل طارق Gibraltar ألمتمتعة بألاستقلال الذاتي عن التاج البريطاني بألإفراج عن ناقلة النفط ألإيرانية Grace-1 ألتي سَبَقَ و احتجزتها منذ حوالي 40 يومآ تقريبآ قوة من مشاة البحرية البريطانية للإشتباه بإنتهاكها عُقوبات ألإتحاد ألأوروبي و نقلها شحنة نفطية “مليوني برميل” إلى سوريا ..!

بألمقابل سيكون ألأسبوع ألمقبل موعد ألرَد ألإيجابي عبر قرار سلطة موانيء بندر عباس بألإفراج عن ألناقلة ألنفطية ألبريطانية Stena Emperor ألمحتجزة منذ 19 تموز ألماضي من قبل ألبحرية ألإيرانية لمخالفتها قواعد ألملاحة ألبحرية في مضيق هرمز ..!


لا شك أن عملية إنهاء ألحرب ألنظيفة “دون ضحايا” عبر إحتجاز و مصادرة ألسفن ألعابرة مضيق هرمز من و إلى موانيء النفط ألمتعددة ستؤدي إلى تبريد مياه ألخليج ألفارسي و بحر عُمان حيث ألتوتر على أشده حاليآ ..
توازيآ ، بألرغم من أن “سيناريو” Scenario ألتبادل هو ألوحيد ألممكن عاجلآ أم آجلآ لعدم وجود أثمان إضافية يتوجب دفعها من أحد ألطرفين ، فقد نفت حكومة جبل طارق ما ورد من معلومات متتابعة كان أولها أن أحتجاز السفينة الإيرانية تم بناء لقرار من واشنطن في عملية إستطلاع نوايا غير مباشرة ، كذلك نفي نيتها ألإفراج عن ألسفينة ألإيرانية قريبآ تحت عنوان إستمرار ألتحقيقات .. في حين تملصت وزارة الخارجية البريطانية من مسألة التبادل معلنة عبر ألناطق بإسمها أن المسألة تخص حكومة جبل طارق حَصرَآ ..
في نفس ألسياق ، لم يسجل أي تغيير إستراتيجي منذ إعلان وزير الخارجية ألأميركية “مايك بومبيو”
في 29 تموز الماضي نية واشنطن إنشاء تحالف لضمان أمن الناقلات النفطية و حرية الملاحة ، إذ أن طهران ثابتة على مواقفها و تعتبر هذا ألتوجه من شأنه زعزعة أمن ألمنطقة و إستقرارها ، كما تعتبر أيضآ أن أمن مضيق هرمز مسؤوليتها و أمن منطقة ألخليج مسؤولية ألدول ألمتشاطئة عليه ..

من نفس ألمنظور ألإستراتيجي ، فإن إبقاء منظومة ألعُقوبات ألأميركية ألمفروضة على إيران ترد عليه ألأخيرة عبر مواصلتها رفع مستوى مخزونها من أليورانيوم ألمخصب Oralloy بنسبة 4.5% – 400kg.
تزامنآ ، بدأت منظمة ألطاقة ألنووية ألإيرانية بناء مركزها لِأبحاث ألنظائر ألمستقرة U235 في محطة “فوردو” Fordow ألنووية على بعد 32km من مدينة “قم” على ما أعلنه ألناطق بإسمها “بهروز كمالوندي” …

ميدانيآ ، و بإنتظار إنضمام بعض ألدول ألخليجية فألتحالف ألأمني ألبحري بقيادة ألولايات ألمتحدة
ما زال مقتصرآ على مشاركة ألفرقاطة ألبريطانية HMS Kent و مثيلتها Duncan في حين ترسو ألبارجة Montrose في ألبحرين ، أما ما رفع منسوب ألتوتر مؤخرآ فهو إعلان وزير خارجية العدو الاسرائيلي “يسرائيل كاتس” أن تل ابيب ستشارك في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن لحماية امن الملاحة البحرية في الخليج و مضيق باب ألمندب مؤكدآ انها تساهم حاليآ في ألجوانب ألإستخباراتية ألأمر الذي حذرت منه طهران بشدة معتبرة هذه ألمشاركة مشروع حرب مفتوحة ..!

من جهة أخرى ، باتت مياه ألخليج ألفارسي و ألمضائق تَعجُ بألقطع ألبحرية ألحربية لدول غربية و عربية لدرجة” ألإتصال بألنظر” Visual Communication ، كما أصبح ألوضع أكثر سخونة ألأمر الذي يتطلب تفادي أي خطأ في قواعد ألإشتِباك أو تهور في إتخاذ قرار ، زاد من هذه ألحقيقة و ألوقائع ألتصريح ألأخير لوزير ألخارجية ألإيراني محمد جواد ظريف من ألعاصمة ألدوحة حيث أعتبر أن ألولايات ألمتحدة حولت ألمنطقة إلى “علبة كبريت” قابلة للإشتعال ..!
أخيرآ ، يعود ألرهان على ألعقلانية دائمآ و على توازن ألرعب ألمحقق و توافق أو تضارب ألقوى و ألمصالح ألدولية ألمتشابكة على مسرح ألكَوكَب ألمثقل بألأحداث ، إذ أن عود ألثقاب لهبه ثوانٍ لكن نيران ألحَريق تسابق ألريح ..

*عميد، كاتب و باحث
.بيروت في 15.08.2019

(ملاحظة : أوردت وكالة رويترز ألساعة 12:15 بتوقيت بيروت أن سلطات جبل طارق أفرجت عن قبطان ألناقلة Grace 1 ألإيرانية ألمحتجزة و ثلاثة من أفراد طاقمها.)