طرابلس تحرق نفسها ..!!

 

بِقَلَم العميد مُنذِر ألأيوبي*
ها هي المدينة ألفيحاء تحت الحصار باتت محاطة بأسوار ثلاث وباء كورونا ، جائحة الدولار ألأخضر ، المجاعة ،، و رغم إختلاف أيدي الساعين الى الفتنة لغايات و اهداف شتى ليس اولها إظهار عجز الحكومة و إفشالها تاليآ إسقاطها و لا آخرها خشية طبقة الدولة العميقة و اوليغارشية المال المنهوب و الفساد المُحَلَل ألمخلل من إنهيار هيكلها و ما بينهما الدفع ربما بإتجاه المؤتمر التأسيسي من قبل فريق فائض القوة و نفوذ السلاح فإن غضب الثائرين محق مخيف ، الأرض خصبة و الشارع قيد ألإنفجار بسرعة فتيل ألإشتعال ، كما ان أجهزة مخابراتية عديدة تستغل و تلعب ، إذ أن خشبة المسرح تتسع للجميع و قرار المخرج أو المخرجين حاليآ عدم إسدال الستارة ..
أما بعض الاطراف السياسية ألطرابلسية المتمول منها او المتجبر سواء الساكن في المدينة أو أولئك الذين باتوا خارجها او غادروا البلاد فتستسهل الفلتان إن لم نقل ترغب به نافضة يدها من حال البؤس العميم في عذر التخلص من ملامة الناس لا بل الكفر بهم نتيجة تقصيرهم المعهود و لامبالاتهم المذهلة لواجب حفظ الرعية و مساعدتها ضمن وقاحة متناهية مع تناسٍ مقصود ..!
بالأمس أضيء مسرح ألفوضى و هو متوقع و بدأ سَكب الوقود لإشعال المدينة ، و اذا كان اهلها على مشارف حرقها إراديآ و انتحارآ رافضين ذل السؤال و هم ما اعتادوا عليه لا بل يرذولوه ؛ فإن المعضلة بعيدة عن افق الحلول و سعير النار ألمُدَبَر إن تُرِك و اشتد سيطال البلد من زواياه ألأربعة و تخوم مدنه المتبقية القريبة و البعيدة ..
هذا الصراع السياسي المحوري و المصيري ألآن على مُرِ و مَرِ ألأزمات لطالما كانت جبهته المتقدمة طرابلس حيث يتمترس أطرافه الحزبية و ألإقطاعية و المذهبية كما الطارئين على خط نار الفقر في خنادق متواجهة حفرتها الازمة الاجتماعية و المعيشية عميقآ مستخدمين رصاص الدولار فألذخيرة كافية من مصادرها أَٰ كانت مصارف ام صرافين ..! ألمايسترو حدد توقيت الرماية بدقة و ذكاء مخطط مدروس في الشهر الفضيل
و للمدينة خلاله طقوسها الاجتماعية و الدينية الفضيلة فأصابت و تصيب من أهل البلد مقتلآ ، كما أن التصويب على الاهداف عشوائي مقصود طالما ان المطلوب الخراب ، تشظي الرصاص “الدُمدُم” سيؤكد شمولية ألإصابات ،، في حين أن صواريخ “أرغن ستالين” من عيار طائفي معتلم ستتكفل بحرق ما تبقى أما إعلان و ترويج إستهداف هذا المذهب او ذاك فصواعق مضمونة ألانفجار بألخبرة و التكرار ..!
ألأفق مسدود ؛ أعمدة البلد تتهاوى واحدة تلو أخرى .. ألجيش درع مضاد للحريق فهل يكفي ..؟ لهذه الحكومة فرصة ألإنقاذ خلال بضعة ايام لا أكثر ؛ إن أقدم رئيسها و ربانها فسيفوز بالضربة القاضية لا بألنقاط إذ الجولة وحيدة يتيمة على الحلبة و له بها شرف الانقاذ و إن فشل لا سمح الله فله ثواب المحاولة ؛ أما الوطن فسيعمه عندها الخراب و إنقاذه من لطف الله ؛ إذ أن الكوكب بات إستوائي ألحرارة تحت رحمة “كورونا” ولا من سيبالي بجبال ألصوان ..
بيروت في 28.04.2020