سِباق الحواجِز ..!

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*
لم يعد المواطن اللبناني مهتمآ بما يجري من حوادث على صعيد الكرة ألأرضية حتى و لو تغير مَيلُ دورانها المحوري Earth’s Axial عن 23.4° أو توقفت عن ذلك ؛ كمًا إنفصل عن واقع قراءة أو كتابة أو ممارسة نشاطات إعتادها إذ باتت عيناه مسمرة على قيمة دولار تتصاعد بجنون غير مسبوق تنهش من لحمه ألحي مع كل شهيق أو زفير .. 
و إذا كانت فيروسات جائحة COVID 19 ألتاجية تقتحم ألرئتين مانعة التنفس فإن ألإختناق القسري أمام لوائح ألأسعار أمر 
و أقسى ..!
في معادلة توازن الرعب النووي بين جباري العالم سقط الهلع و صُفِرَت سيناريوهات الحرب التدميرية Game Over لم يعد من ضرورة لمرافقي ألرئيس الاميركي دونالد ترامب أو الروسي فلاديمير بوتين تأبط ألحقيبة ألسوداء المسماة Nuclear Football حيث رموز الزر النووي مدونة على ألبطاقة البلاستيكية Black Card و ألمتعارف عليها بإسم Biscuit ألتي تسمح بفتح صوامع الصواريخ العابرة للقارات و لائحة أو بنك ألأهداف ألدقيق ، كما سيوضع على أرفف مكتبة ألبيت ألأبيض كتاب (كسر ألغطاء) The Breaking Cover للكاتب Bill Gulley الكاشف عن الخلل المروع للقدرة النووية المضادة للولايات المتحدة زمن الحرب الباردة إذ سيعلوه الغبار طويلآ لسنوات كما تضاءلت أو انهارت غطرسة القوة Arrogance Of Power أمام ذلك الشبح “كورونا”..
أصبح بألإمكان إسداء ألنُصح للرئيس د. ترامب بضرورة إستبدال مرافقيه من فريق Delta و CIA بأكاديميي جامعة Johns Hopkins و أطباء مركز Mayo Clinic الطبي أو فريق عالِم الميكرو بيولوجي ألفرنسي Didier Raoult على أن ترافقه ألحقيبة الطبية ألمحتواة تشكيلة من مواد التعقيم ، الكمامات و القفازات و عبوات دواء “كلوروكين” Chloroquine الغير ناجع حتى ألآن ؛ إذ أن الحياة عزيزة و الحرب ألفيروسية تفرض نفسها ألآن ..!
بين تزامن فصح ألقيامة ألمجيدة و الشهر ألرمضاني ألمبارك تقاس المسافة نفسها في توقيتها الزمني كما بين كنيسة مار مارون في طرابلس و الجامع المنصوري الكبير ، لم يفصلهما ما خيم على أهل البلد من ألآلام ألمعوية ألمعدية ألناتجة عن جفاف بطانتها مدمرة البكتيريا الحميدة Probiotics في البطون الخاوية ..
إذ أعتلمت مؤشرات نوعية مستجدة في “المدينة النموذج” من صُلبِها هجرة البصيرة العلمية و ألثقافية كما أوجعتها “ألصدمة ألإنتانية” Septic Shock أعلى درجات ألإصابة بألوباء “كورونا” متسببة بتعفن دم Sepsis يسري في شرايينها مع فقر حال أدى إلى تصدعات مجتمعية هائلة في لا وعي شبانها إستدراج ناقم لعنف مفرط بات على العتبات مهما ترفعوا نتيجة صلابة قيمهم ألأخلاقية فألجوع كافر ؛ “عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرآ سيفه” قالها ألإمام علي (راع) ..
أصاب صممآ بعد طول إصغاء آذان اللبنانيين طنين مزعج تَمَثَل في معضلة Dilemma أرقام تتوالى عشوائيآ لعناوين متناقضة “ميزانيات ، قروض ، إختلاسات ، تحويلات ، إهدار و صفقات ، صندوق سيادي ، كابيتال كونترول ، هيركات” جميعها معروف مؤداها بخاصية مرونة سلبية Passive Flexibility في غطرسة السطو على المال العام كفروا بها و بأهلها و تبرير محلليها و المنظرين ؛ يريدون حقوقهم ألمسلوبة جهارآ نهارآ في المواطنية الحقة يرمقون مدخراتهم في عز الظهيرة تتبخر و هم منتظرين مردودها ليتابعوا كفاف عيشهم لكن ألعين بصيرة و اليد قصيرة .. إنهم اليوم أمام مشهدية تشابه سباق الحواجز Hurdling في العجز عن القفز فوق منظومة فساد مشتركة القواسم و المكتسبات سياسية، حزبية، إقطاعية، طائفية، كانتونية إلخ .. من أهمها ألرئيسي حاجز أوليغارشية مسيطرة Last Race Barrier في صعوبة أو فشل تجاوزه سيصيب من ألحكومة مقتلآ ، إنتحار دولة و تقويض نظام ..
في سياق متصل ؛ على سلاسة أو دقة المعالجات موضوعيآ و زمنيآ لا جراحيآ كما في إلتزام “ألخطوة ألمتأنية” ذات الوقت الثمين متضمنة البروتوكولات الدستورية و المسارات القضائية و التدقيق المحاسبي ، ستكون الأيام القادمة حارقة مؤلمة حبلى بألمفاجآت .. يبقى السؤال عن الحقيقة المرحلية هل ألأمل في إلتقاط خشبة النجاة من خلال إحتواء ألوبائين قائمآ ..؟ إذ لا حول لدى ألعامة و لا قوة .. توازيآ هل تحصل معجزة تخطي ألمطبات في مسار السباق عبر ترقيع رواتب الناس على ألأقل و إعادة الفيروس ألأخضر $ إلى حجمه الوبائي ألمزمن ..؟ و بعد ذلك لكل حادث حديث ..!
بيروت في 25.04.2020