دبلوماسية بريطانية أخرجت مبالغ كبيرة من مطار بيروت ووزير الخارجية يؤكد انها ضمن المسموح

تحت عنوان :”هكذا أخرجت دبلوماسيّة بريطانيّة ملايين الدولارات عبر حقيبة شخصيّة من مطار بيروت الدولي”، كتب نضال حمادة من باريس:

“ان ما حصل ليس نقلاً عن شاهد عيان ولا نقلاً عن مصدر موثوق، إنما حصل أمام أعين كاتب هذه السطور وفي مطار بيروت الدولي.

في التفاصيل وأثناء سفري يوم أمس (أول أمس) الخميس من بيروت الى روما، وحوالي الساعة السابعة صباحاً أثناء تواجدي في مطار بيروت الدولي أمام ماكينات سكانر تفتيش الحقائب، كان أمامي امرأة غربية الملامح وبيدها حقيبة متوسطة الحجم، وضعت السيدة الحقيبة في جهاز السكانر الخاص بالأمن الداخلي في مطار بيروت الدولي فتم تحويلها الى الجهة اليسرى للتفتيش اليدويّ لكون الحقائب التي تمر على السكانر ولا تحتاج الى تفتيش يدويّ تمر يمين الجهاز بينما تحول الحقائب التي تحتاج الى تفتيش يدويّ الى اليسار.

لحظة تحويل الحقيبة الى التفتيش اليدوي طلب الشرطي اللبناني من السيدة فتح الحقيبة، رفضت وصاحت أنا دبلوماسيّة وأخرجت جواز سفر بريطانياً دبلوماسياً،

لكن الأمن الداخلي أصرّ على فتح الحقيبة. رفضت السيدة متسلحة بجواز سفرها الذي ظل في يدها التي رفعتها عالياً فيما كان صوتها يعلوا أكثر من يدها تصيح أنا دبلوماسية، وامام رفضها فتحت الشرطة اللبنانية الحقيبة التي كانت مليئة بالدولارات الأميركيّة كل حزمة منها مغلفة بنايلون. ملايين الدولارات في حقيبة شخصية لدبلوماسية أجنبية تخرج من لبنان، وللحقيقة لم أرَ هذه الكمية من الدولارات الا في الأفلام أما على أرض الواقع فكانت المرة الأولى. ردّدت السيدة بصوت عال انا دبلوماسية فيما حاول أفراد الشرطة الذين كان مصدومين من منظر الدولارات في الحقيبة إفهامها ان عليها أن تقدم كشفاً خاصاً يسمح لها بإخراج هذه الأموال من لبنان، لكنها لم تقدم أي وثيقة، وبعد أخذ ورد تم تحويل الدبلوماسية البريطانية الى مكتب الضابط، وما لبثت أن خرجت بعد دقائق وفي يدها الحقيبة ودخلت الى السوق الحرة تتسوّق وكأن شيئاً لم يكن.

أمام هذا المشهد الذي رأيته بأم عيني يحق لنا نحن اللبنانيين الذين نئن ونتوجع تحت ضغط أزمة اقتصادية سببها شح الدولار الأميركي في بلد تمت دولرة اقتصاده، وتم في هذا البلد السطو والسيطرة على أموال المودعين اللبنانيين بحجة شح الدولار وفقدانه من السوق، يحق لنا أن نسأل:

1 – هل هذه هي الطريقة التي يتمّ عبرها إخراج العملات الصعبة من لبنان عبر دبلوماسيي دول معروفة بسياساتها الاستعمارية؟

2 – من أين اتت هذه الدبلوماسية البريطانية بهذه الأموال الكاش في لبنان؟

3 – كيف تمّ السماح لها بحمل هذه الكمية الكبيرة من الدولارات؟

4 – لماذا لم تبرز وثائق طلبها منها الأمن الداخلي اللبناني؟

5 – هل حصل تدخل ما حتى خرجت هذه السيدة مع الأموال؟

6 – من الواضح أن الدولارات خرجت في حقيبة شخصية تابعة لدبلوماسية وليس في حقيبة دبلوماسيّة، وفي وقت تمنع المصارف على اللبناني سحب ما يسدّ به رمقه من جنى عمره من أمواله المحجوزة لدى المصارف هل سمح مصرف لبنان أو أحد المصارف للدبلوماسية البريطانية بسحب هذه الملايين؟

7 – هل هذه الملايين فعلاً لهذه الدبلوماسية أم لشخص آخر وتتولى هي نقلها لقاء مقابل مادي؟

8 – هل هذه هي المرة الأولى التي تخرج هذه الدبلوماسية ملايين الدولارات من لبنان أم أن لها سوابق في هذا المجال؟

9 – هل يعتمد مهرّبو الأموال من لبنان على الجسم الدبلوماسي المتواجد في بلاد الأرز لإفراغ البلاد من العملة الصعبة؟

10 – كيف خرجت الدبلوماسية من مكتب الضابط في مطار بيروت الدولي؟

أسئلة برسم الجهات المعنية أتمنى الإجابة عليها…

وبعيد ساعات رد وزير الخارجية والمغتربين بحكومة تصريف الاعمال شربل وهبي على ما الخير المتداول، فأكد وهبه انه بعد استفساره شخصيا عن التفاصيل، تبيّن بحسب ما تبلغ من الجهات الرسمية المختصة ان المبلغ الذي كان بحوزة المسافرة عبر مطار بيروت هو حوالي ١٢٠٠٠ دولار فقط، ووفقا للتعليمات المعمول بها يحق للمسافر إخراج ١٥٠٠٠ دولار دون الحاجة الى  التصريح عن ذلك.

وبالتالي فإن اخراج المبلغ المذكور ما يزال ضمن النطاق المسموح به بينما يتوجب التصريح عن نقل أي مبلغ يفوق هذه القيمة.

وعما اثير عن احقية تفتيش المسافرة من عدمه كونها ديبلوماسية، لفت وزير الخارجية الى انه تبين ان هذه المسافرة هي دبلوماسية غير معتمدة في لبنان وبالتالي لا تتمتع بالحصانة الديبلوماسية، لذا وبحسب القوانين الدولية فانه يحق للسلطات المعنية في المطار تفتيش حقائبها أسوة بالمسافرين العاديين.

واوضح الوزير وهبة انه تم تفتيش حقيبة السيدة أمام المسافرين وليس في مكتب جانبي كما ورد في الخبر وسمح لها بمتابعة سفرها من دون الحاجة الى تقديم تصريح.