حين تَسقُط الأقنعة.. يولَد الوعي..!

بقلم : د. ميشلين بيطار

كلّ جرح هو خطوة نحو الوعي ، ومع كلّ خيبة نقترب أكثر من فهم أنفسنا.. نكتشف يوميّاً أنّ القليل القليل يستحقّون مكانةً في قلوبنا، وأنّ الكثير من الخسائر التي ظننّاها كبيرةً ليست لنا أصلاً..

في المشاعر، لا نخسر إلّا أوهامنا، ونكتشف أن ما اعتقدناه قيمةً لم يكن إلّا سرابًا..
هي التجارب تأتي متأخّرة، تصقل أرواحنا لإعادة ترتيب أولويّاتنا..

على دروب الحياة ندفع الثمن وعلى دروب العاطفة نتجرّع الجِراح. هناك لحظة تكشف كل شيء “خلاف ، غياب ، وداع ، موقف وقرار” عندها نُدرِك أننا أمسكنا بأيدٍ لم تُمسِك بنا، وسرنا في خطوات لم تكن لنا..

نكتشف أنّ بعضهم جعل منّا محطة عابرة، فيما قلّة قليلة رأت فينا الرحلة بأكملها..
نُفرّق بين من استراح في ظلّنا لحظة، ومن اتَخَذَنا جذور حياة..

حين تسقط الأقنعة، نواجه مرارة الحقيقة؛ لقد صَرفنّا أعماراً على وهمٍ ، وتعلّمنا درساً لم يكن سهلاً..
لا تكسُ قلبك بمن لا يعرف معنى الاحتواء، فيمنحك التعرّي؛ ولا تتّكئ على من لا يعرِف معنى السَنَد، فَيُهديك السقوط..

الرصاصة القاتلة لا تأتي أبداً من الغرباء بل من الذين ظننّاهم الأمان. لكن الخيبات ليست نهاية الطريق، بل بداياتُ وعيٍ جديد يرسُم لنا درب القوة والوضوح…

——————————

*كاتبة، وطبيبة لبنانية