جورج ناصيف رحل تاركاً نهجاً وراية

 

بقلم :  هناء حاج

غاب عن الساحة الاعلامية اللبنانية قامة من قامات الفكر والصجافة اللبنانية والعربية، جيث غيّب الموت الصحافي جورج ناصيف عن اثنين وسبعين عاماً بعد ان انهك المرض جسده، غاب تاركاً رصيداً من الفكر والأدب والكتابات التي شكّلت نهجاً صحافياً غير في الكثير من المراحل بوصلة العمل السياسي والفكري بأسلوبه الانساني المثقف. حتى في أخطر وأقوى الكتابات رافقته السلاسة بعيداً عن الهجومية.

جورج ناصيف ابن بيروت «أم الشرائع» عاشها في كل مراحلها وآلامها وقضاياها، حملت كل قضايا الأمة حتى باتت «أمّ القضايا». من هذا المنطلق عرف الصحافي جورج ناصيف ـــ وهو علَمٌ من أعلام الحركة الوطنية اللبنانية، كان منفتحاً على تيارات وعقائد أخرى بأسلوب حضاري، ثقة منه أن خلاص الوطن وقضيته جمع الفكر الوطني. بدأ مسيرته الصحافية في جريدة «لسان الحال»، ثم جريدة «الوطن» وبعدها جريدة «السفير» عند تأسيسها عام 1974. ومنذ منتصف الثمانينات لغاية 2008، عمل في جريدة «النهار» مسؤولاً عن صفحة «قضايا»، ثم في رئاسة قسم المحلّيات، وكتب في “الكفاح العربي” وفي جريدة «البيان» الإماراتية، إلى جانب عمله أستاذاً محاضراً في عدد من الجامعات من بينها «البلمند».

 

ان كتب يحمل راية الوطنية، وان نص نقداً نقرأ النضال في حروفه. شجاعة التعبير باتت مدرسة يحتذى بها، حمل القلم بيمينه والفكر النابض وطنية وغيرة على أرض دافع عنها بكل حرف ونص ومقالة. هو علم من أعلام الصحافة العربية الذي توسع نصه ليخرج من حدود المناطقية والشرذمة التي أرادها البعض في الصحف التي طغت عليها المحسوبيات.

لم يستمل فكر جورج ناصيف إلا وطنيته فقط، مهما كتب، لأن الموضوعية في عمله لم يكن للمهنة بل للصحافة التي أرادها أن توجه مسار بوصلة الوطن باتجاهها الصحيح،.