خاص – “أخبار الدنيا”

بقلم : الدكتورة ميرنا داود*
توازن القوى وتوازن المصالح هما مفهومان مهمان في العلاقات الدولية والسياسة العالمية،يشيران إلى حالة من الاستقرار والتوازن بين الدول والجماعات المختلفة، حيث يتمتع كل طرف بقوة ومصالح متساوية تقريبًا، مما يمنع أي طرف من السيطرة أو الهيمنة على الآخرين.
أشكال توازن القوى
1. التوازن المتعدد الأقطاب:
هو التوازن الذي يتكون من قوى كثيرة تعمل على موازنة بعضها بعضًا.
2. التوازن البسيط (التوازن الثنائي):
هو التوازن الذي تقوم بين دولتين أو كتلتين متعارضتين في حالة من التعادل النسبي.
3. التوازن المرن والتوازن الجامد:
التوازن المرن هو الذي يقوم بين دول تنتمي إلى فكر سياسي واقتصادي واجتماعي موحد أو متجانس، بينما التوازن الجامد هو الذي يقوم بين دول تنتمي إلى نماذج فكرية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حضارية متناقضة أو متنافرة.
التوازن الإقليمي وأثره في التوازن الدولي
التوازن الإقليمي هو توازن القوى الذي يتكون داخل أطر جغرافية محدودة، ويؤثر على التوازن الدولي. هذا التوازن يلعب دورًا كبيرًا في الصراع العالمي، حيث تستطيع القوى الكبرى مواجهة بعضها خارج أراضيها ودون خسائر مباشرة تقع على مدنها وسكانها ومواردها.
توازن القوى الدولي وتوازن القوى الإقليمي:
توازن القوى الدولي يشير إلى التوازن بين القوى العظمى في العالم، بينما توازن القوى الإقليمي يشير إلى التوازن بين القوى في منطقة معينة. توازن القوى الدولي يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك القوة العسكرية والاقتصادية للدول، والتحالفات الدولية، والمنظمات الدولية. بينما توازن القوى الإقليمي يتأثر بالعوامل المحلية والإقليمية، مثل الصراعات الإقليمية، والتدخلات الخارجية، والتعاون الإقليمي.
أهمية توازن القوى وتوازن المصالح
1. الحفاظ على الاستقرار في المنطقة أو العالم، ويمنعان الحروب والصراعات.
2. تعزيز التعاون بين الدول والجماعات المختلفة، ويحققان المصالح المشتركة.
3. حماية المصالح الوطنية،فهما يحميان المصالح الوطنية للدول والجماعات المختلفة، ويمنعان أي طرف من السيطرة على الآخرين.
الحروب وموازين القوى الدولية
الحروب هي أحد العوامل التي تؤثر على توازن القوى الدولية. عندما تنشب حرب بين دولتين أو أكثر، فإنها تؤدي إلى تغيير في موازين القوى الدولية. يمكن أن تؤدي الحروب إلى تدمير القوى الاقتصادية والعسكرية للدول المشاركة فيها،وهذا من شأنه ان يؤثر على توازن القوى لصالح الدول الأخرى.
أمثلة على توازن القوى وتوازن المصالح
١. _الحرب الباردة_: كانت الحرب الباردة مثالًا على توازن القوى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حيث كان كل طرف يتمتع بقوة عسكرية متساوية تقريبًا.
٢. _الاتحاد الأوروبي_: الاتحاد الأوروبي هو مثال على توازن المصالح بين الدول الأوروبية، حيث تتمتع كل دولة بمصالح متساوية تقريبًا.
٣. _توازن القوى بين الولايات المتحدة والصين_:
توازن القوى بين الولايات المتحدة والصين في منطقة المحيط الهادئ هو مثال على توازن القوى الدولي.
٤. _توازن القوى بين إيران والسعودية_: توازن القوى بين إيران والسعودية في منطقة الشرق الأوسط هو مثال على توازن القوى الإقليمي.
الحروب وموازين القوى الدولية
لقد أدت الحرب العالمية الثانية إلى تدمير القوى الاقتصادية والعسكرية لألمانيا واليابان، مما أدى إلى ظهور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوتين عظيمتين جديدتين.
هل يغذي ميزان القوى الصراع في الشرق الأوسط؟
الشرق الأوسط هو منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تتواجد فيه العديد من القوى الإقليمية والدولية. توازن القوى في المنطقة يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والحروب الاهلية التي شهدتها بعض دول المنطقة ، والتدخل الإقليمي والدولي وهذا من شأنه تغذية الصراع، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق مصالحه وتعزيز نفوذه.
في الحقيقة الأزمات الكبيرة لا تنته إلا إذا شعر جميع الأطراف المشاركين بها بالخسارة،…
يكفي ان يكون هناك طرف واحد رابح ،حتى يطيل عمر الأزمة إلى اجل غير مسمى …!!
من أهم دروس السياسة كي نحلل أي موقف بدقة :
قراءة موازين القوى بدون أي إضفاء للرغبات.
وميزان القوى واضح الكفة. يحاول البعض تعديله بدهاء … فيفشل!!.
والبعض الاخر يحاول تعديله بلغة الاقتصاد…
أحياناً أرى أن بعض الاطراف لا تحسب جيداً والغريب أنهم “بجربون المُجرّب”!!
حسناً لا مشكلة ولكن ألا يحسبون في موازين القوى… الردع.!؟
أرى بان العقل السائد من المُبكر أن يرتفع فوق ما عهده. صحيح أن الأزمات هي أكبر مُعلّم في التاريخ، ولكن للأسف الشديد ، نحتاج الى تراكم التجارب لإنتاج معرفة كفيلة بان تعلم الناس مالم يكونوا قد توقعوه أو ما لم يكن في جعبتهم المعرفية.
العالم يتغيّر ودول تصعد وأخرى عظمى تأفُل ولايزال البعض يتصور عودة العالم إلى ما تعوّد عليه، والحقيقة أن هؤلاء قد وضعوا شريطاً على عقولهم ، ورغم أن المشهد قد تغيّر إلا أنهم لايرون الا المشهد الذي في مخيلتهم ، على أساس أن الواقع خطأ وما في ذهنهم صحيح….!
——————-
*كاتبة وأستاذة جامعية
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.