تأخير الانفجار ساعة…على أمل الشفاء من شلل العقول

 

بقلم العميد مُنذِر الايوبي*

خمس مضوا والشهر السادس على العتبة، والبحث جارٍ بالسراج والفتيل عن رئيس للجمهورية المحطمة ولا من متعفف او مريد معلن.. مزايدة على الاسماء كأني بها رؤوس خيل دون ألجمةٌ عارية في حقل تسريح (حقل تريض الخيل) بانتظار اشارة بدء السباق، وفي السياق تجاوز قياس اوزان الفرسان والصفات..! رفع الراية الحمراء يوقف مجرى السبق، اذ يشير إلى حالة خطرة على المضمار، ليعاد الانطلاق أو يتابع السباق حسب ما يرى المنظمون..! الجولات مستمرة نظريآ انى لأفراس الرهان او الشبق تنطلق وابواب الخانات مقفلة كما جرس الانطلاق خَرِس في غياب الحكم والحكمة..!

في مستجد الرهانات شهدت وتشهد العاصمة الثكلى مؤشرات سلبية ثلاث : زيارة بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة أرنستو راميريز ؛ زيارة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايراني كمال خرازي؛ زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف..! في نتيجة الاولى اصابة البعثة بدوار من نوع الصداع النصفي نتيجة لقاءاتها المسؤولين مع متلازمة القيء الدوري رغم تناول اعضائها مضادات الغثيان قبل كل لقاء لتخفيف الاعراض على الاقل..!


في الثانية، تحذير من بناء آمال على التفاهم السعودي- الايراني او ربطه بحلول للمعضلة اللبنانية وبقاء سدادة القمقم تمنع جني الاماني من الخروج والتحرر؛ مع تذكيرٍ غير معنيين به اصلآ، تحريم مرشد الثورة الايرانية الامام علي خامئي انتاج القنبلة النووية رغم قدرة الوصول تقنيآ الى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%..! اما الاخيرة فتدخل في اطار الفحص العيادي للواقع المرضي بعد تكليفها من ادارتها هوامش الملف، دون عرض معالجات تفرمل على الاقل تفاقم الحالة الميؤوسة الخطرة للوضع اللبناني..! يبقى ان المشترك بينهم القول والتفهم ان “لبنان في وضع خطير للغاية”..!

في انتظار الانفجار؛ حل الوقت هدف تأخير ساعة..! خرق خط التاريخ الدولي International Date Line قد يصنف تحررآ من خط استعماري، منه يبدأ اليوم وإليه ينتهي، ويمر على خط طول 180° عن مدينة غرينتش الانكليزية..! رُب سائل ولا حاجة لسؤال، أَٰ من ارتباط صوم مؤمن بالتوقيت الزمني الارضي ام بالغروب..؟ كفى العالم شر بلاهة، يشهد على تفاهة مجموعة يوضاس، ظنهم قدرة وقف دوران الكوكب او تعديل محوره ان شاؤوا..! قضم الوقت لا شيء امام قضم الجغرافيا والترسيم البحري اثبات بلوغ بئر حلال..! اما قضم المهابة “مصدرها اللغوي هيبة” وهي ذات مقام عزيز وقور فقد قضي عليها منذ زمن إن قُدِمت الساعة او أُخِرت..!

في واقع المأساة عود الى بدء، كأن كل معاناة البلد واهله منذ سنوات اربع لاشيء؛ صفقة بالتراضي والمراضاة؛ تلزيم إنشاء مبنى ركّاب للرحلات السياحية في مطار رفيق الحريري الدولي -ترمينال ٢- لشركة «LAT» ممولة المشروع وتشغيله 25 عامآ باستثمار تتجاوز قيمته ١٢٠ مليون دولار…! الناس حائرة تتساءل عن ضرورة المشروع قانونية التلزيم ورشاد التوقيت..! انكار المسؤوليات اعتياد شبه انغماس في خيانة، لا مستنكف عن دعوة لانقاذ لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية- اقرار خطة التعافي- اعادة اموال المودعين..الخ.. كلام موجه الى ذات مجهولة والمتورط معلوم..! سلوكيات انفصام في الشخصية والتفكير،ضلالات وهلوسات..

 

في المسيحية لا اوقات معينة لصلاة هي في المبدأ تُركت لِ “أشواق القلب”؛ -من تعلق قلبه بالرب يصلي ولا يمل؛ لكن لا يكفي أن صلاته كلاما يسبح لله به فحسب، بل أعمالا يمجده الله بها-..! دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين للمشاركة في يوم “اختلاء روحي” وصلاة، الأربعاء 5 نيسان المقبل قد يؤخر ساعة من منطلق حرص على مسار تعايش ضال..! ان كان كأس الحوار على المذبح فليعلم ساسة منتمين الى الكنيسة ان أساسه اصغاء لقول الرب اذ ان كلام الله “نور وحياة”، امل معقود لا ميؤوس من وصول المصلين الى شفاء من شلل العقل عن الحقيقة، والإرادة عن الانانية، والمشاعر الوطنية عن المصالح الشخصية..

من منطلق النصيحة قد يفيد “التبخير الصباحي” جاء في المزمور: “لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ” لجعل الحوار ذو نتيجة والصلاة مقبولة؛ علة التنازل عن حسابات شخصية معلنة ومخفية فيها من التقية الكثير.. دفع سعي لاخراج الوطن من معاناة، وهو في الاساس حق اللبنانيين العيش بكرامة ورفاه وبالتالي حق الوجود على ارض مباركة..!

بيروت في 25.03.2023