انتخابات نقابة أطباء الأسنان في الشمال.. هل سنكسر نمط الانحدار والتبعيّة والاستسلام..؟

خاص – “الدنيا نيوز”

 

كتبت دكتور ميشلين بيطار:

نقف اليوم أمام سؤالٍ يتجاوز حدود المهنة : هل يحمينا العلم من الخطأ وسوء التقدير..؟

العلم يضيء الطريق، نعم، لكنه لا يَسير بنا.
هو يُقلّل احتمالات السقوط، لكنه لا يلغي أثر الخوف، ولا ضغط العادة، ولا نفوذ المصلحة.

المعرفة وحدها لا تكفي، ما لم تُرافقها شجاعةٌ في الموقف، ووعيٌ في الاختيار، ونزاهةٌ في القرار. فالعلم لا يمنع الخطأ، لكنه أفضل ما نملك لتقليل احتماله.
إنّه نورٌ يوجّه العقل، لكنّ السير في الطريق يظلّ بحاجة إلى عقلٍ متزن، وضميرٍ حي، وتجربةٍ واعية، واستعدادٍ دائم للمراجعة والتصحيح.

وبذلك يصبح العلم حارسًا للعقل لا بديلًا عنه. ومن هنا تبدأ مسؤولية المهنة والنقابة والوطن معًا.

في المهنة: نواجه واقعًا صعبًا: هجرة الكفاءات، ارتفاع التكاليف، تراجع المستوى العلمي والعملي، التعدّي على المهنة، وضغوطًا كثيرة تهدّد جودة العناية وكرامة الطبيب. المهنة اليوم بحاجة إلى حماية علمية وأخلاقية وتنظيمية تضمن استمراريّتها وارتقاءها.

في النقابة: لدينا فرصة حقيقية لإعادة بناء بيتٍ مهني يليق بأطباء الشمال. نقابة قادرة على جمع الطاقات، وتنظيم الجهود، وإطلاق مسارٍ إصلاحيٍّ يرتكز على الشفافية وتحديث الأنظمة وحماية المهنة.
نقابة تُعيد الثقة بين الطبيب ومؤسسته، وتفتح أبواب التعاون، وتحوّل التحدّيات إلى فرص للنهوض، بدل أن تكون أسبابًا للتراجع.
إنها لحظة يمكن أن تستعيد فيها النقابة دورها الطبيعي: حامية للمهنة، لا شاهدة على تراجعها.

في الوطن: ماذا يبقى من الوطن إذا غادرته نخبتُهُ المتعلّمة الواعية العاملة المنتجة ..؟
وكيف يمكن لجسمٍ مهني أن ينهض في بلدٍ تتداعى فيه المؤسسات، وتتشظّى فيه الكفاءات، ويهتزّ فيه الاقتصاد..؟
لذلك تُصبح النقابات اليوم آخر المساحات القادرة على حماية ما تبقّى من قيم ومهنية ووحدة.

ويبقى السؤال الأكبر : هل سيتمكّن المتعلّمون من كسر نمط الانحدار والتبعيّة والاستسلام..؟
هل نملك الشجاعة لنقرّر كما يجب، لا كما يُراد لنا..؟
هل نستخدم علمنا لبناء مستقبل وليس لتبرير واقعٍ يزداد سوءًا..؟

الاختيار الصحيح يكون بمرشّحين نزيهين، كفوءين، واضحَي البرنامج، مستقلّي القرار، يضعون المصلحة المهنيّة أولًا، ويحملون رؤية نهضوية حقيقية للنقابة.

عشيّة الانتخابات، الخيار واضح: إمّا أن نصنع تغييرًا حقيقيًا، وإمّا نعيد إنتاج أزماتنا بوجوهٍ جديدة…!

📢 اشترك بقناتنا على واتساب
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.
انضم الآن