الوجع… الآخ..

بقلم العميد منذر ألأيوبي

 

مُؤلِمةٌ تلك الدَمعة تسيلُ على خَدِ مواطن سواءَ جهرآ أم صَمتآ ،، سقوط وطن و إنهيار دولة هو مُرادف تلك الدَمعَة الغالية ،، قهرٌ من حاجةٍ ، ألمٌ من كبرياءٍ و خوفٌ من رَحيل .. أسفي على محمود درويش : “وطني ليس حقيبة و أنا لست مسافر”!!

إذا كان العَدو الصُهيوني و حُكماء صهيون و سيكس – بيكو Agreement /ˈsaɪks piˈkoʊ/ و تآمر أنظمة و خيانة زعماء حِجَجُ سقوط فلسطين ألواهية و إحتلالها و تهجير أهلها ،، دون لومِ العَرَب العارِبَة “بني قحطان كما ورد في العهد القديم” .. او المُستَعرِبة “بني عدنان- العدنانيون” ..
فإن هذا الوطن مُحتَلٌ بكل بَساطة و مَسلوب ألإرادة من ألعربُ البائِدَة ألمُندَثرين يَوْمَآ كقومِ “عادٍ و ثَمود” .. رؤساء قبائل ، حُكماء ألجمهورية ،، مجموعة فاسدة تُفَقِرُ ، تُلََوِثُ ، تسرُقُ ، تُفسِدُ ، و تُهَجِرُ .. الأعذار أقبح من الذنب ،، كُفرٌ بعدالة و كُرهٌ لوطن ..!!
” إحزم أمتعة كبريائك و إرحَل ،، فالدمعة على ألخَدِ تسيل ” هذا مُرادهم أو بروتوكولهم The Protocols of the Elders of Lebanon دَروا أم لم يدروا و مؤكدآ يَدرون ألا يَرون ؟؟…

تَعُجُ ألصُحُف أو ما تَبقى منها رغم “ضآلة الصفحات ، ضَحالة المقالات و ضعف التحليلات”!! كما تزدحم وسائل التواصل ألإجتماعي رغم “إنهيار مَنظومة القيم الوطنية و ألأخلاقية فيها “!! بعناوين لِهُمومٍ مُتجذرة ،، مَطالبٍ مُحِقة ،، شكاوي مُزمِنة ،، مُعاناة قاتلة ،، فضفاضة حينآ أو تَبغي إجتذابَ قاريء أحيانآ لكنها بَغيٌ مؤكدٌ حتمآ و حُكمَآ ..

يَأْتِي ألصباح مُشرِقَآ على مجموع ألشعب أللبناني بإستثناءِ 10 ٪؜ أو أقل ،، مُمتطيآ موجات الخليوي ألصُغرية Microwave سواءً واي فأي Wi-Fi أو ثري جي 3G مُعَمِمَآ أخبارآ و مُتَعَمِمَآ مَآسي .. و إذا كانت ألموجات الكهرومغناطيسة Electromagnetic ما زالت مَدارَ بحثٍ علمي حول إمكانية تَسبُبِها بمرض السرطان ،، فإن ما يَرِدُ على مَتنها لِعَينَي ألمواطن اللبناني من عناوين و فلاشات و هاش تكات Hashtag بِواقعيتها مُسببٌ يوميٌ لهذا ألمَرَض القاتل بالتزامن مع جملةْ أمراضٍ أُخرى جَسدية ، عقلية و نَفسية لا مَناصَ مِنها أو مَفَر :
الدواء و المافيا ، الضمان الصحي و عدد ألأسِرَة ، البطاقة الصحية ، ضمان ألشيخوخة ، المستشفيات الحكومية ..!!
السيول ، الفيضانات ، ألمجارير ، ألآبار ، ألأنهر و البحيرات و البرك إن لم تنشف ..!!
التلوث ، الليطاني ، دواخين المعامل و كره الفلاتر ، الترابة ألبيضاء و السوداء و الكلس و الجفصين و جبال المنتهكة غصبآ ..!!
الطرقات ، عجقة السير ، الحفر و المطبات ، حوادث السير القاتلة “٥ قتلى و ١١جريحآ” ألبارحة كما كل يوم ..!!
الجامعة اللبنانية ، تعيين العمداء ، تعويضات التقاعد ،، الجامعات الخاصة و ألدكاكين ألطموحة ..!
ألمُحامين و ألتجاوزات ، القُضاة و قصور العدل المنهارة إسمنتيآ ، القوانين التي لم ولن تُطَبق نكاية بشريعة حمورابي 282 مادة طُبِقَت عام 1750 قبل الميلاد ..!
الكهرباء ، معامل الطاقة ، خطوط النقل ، القبول أويل ، ألعدادات و المولدات و أصحابها حيثُ جديد تطبيق القانون عِبارَة (( تَلَمَسَ )) مراقبو وزارة ألإقتصاد ليونة لديهم في تطبيق قرار الوزارة” ..!
التربية ، المتعاقدين ، المتقاعدين ، المدارس ، الشهادات ، إقفال المدارس و فتح السجون ..!
ألعنف ألأسري ، دخول القاصرين الملاهي الليلية Despacito ..
هدم الذاكرة التراثية ، المباني ألأثرية و تعميم لون الباطون الرمادي على أحياء المدينة ..!
المالكين ، المستأجرين ، متطوعي الدفاع المدني و تثبيتهم ، دفع متأخرات الضمان الاجتماعي تقسيطآ ، تفشي المخدرات ، تشريع الحشيشة ، إرتفاع الأسعار ، حماية المستهلك دون إستهلاك …إلخ ..

من نظريات أللاحُلول في علم ألنفايات اللبناني إلى الغذاء ألمُسرطن و أللفت المُخَلَل في ألطُب ألبديل تَجد البَلد و أولاد البلد في مرطبان الكَبيس piccalilli ،، إن إنتفضوا أو إعتصموا أو إحتجوا فنواطير لبنان لن تَغِب كَفيلَةٌ إقفال الغطاء بإحكامٍ أكثر ..!! ( نامَت نواطيرُ مِصرَ عن ثعالِبها .. فقد بَشِمنَ وما تُفنى العناقيدُ..) – ألمتنبي ..

هي مليارات تصرف على مرأى و مسمع المواطنين هدرآ و تجاوزآ لميزانيات دُونَ حسيبٍ أو رقيب ..
كَمٌ هائلٌ من الوجع .. لا يترك ثانية لدى اللبناني لعدم التفكير في ألهجرةً أو على الأقل تهجير أولاده “هجرة ألأدمِغة” ..
يأتي ألمَساء ،، تُخبِره العَرافات على شاشة ال TV أن لا حكومة قبل يوم أو يومين ،، شهر أو شهرين و ربما سنة أو سنتين ،، دون ان يُبالي او تَهتَزُ شَعرَةٌ من رِمشُ العَين فالدَمعةُ باتت على الخّدَينِ تَسيل ..