العميد الحبيب عبد الكريم غندور

 

بِقَلَم العميد مُنذِر ألأيوبي *

قد زارني الالم ليلآ والنزف داخلي إذ توقف الزمن هنيهات .. في حُلكَتِهِ أدمعت العيون ،، ارتجف القلب اما الروح فهامت باكية .. ثم حملني الارق على رائحة المطر الاولى الى الذكريات و المسيرة حياة ،، فرأيت وجهه الرضي و الابتسامة شروق ..!
في توصيفه غبنٌ ،، الحزن فيه لا يضاهى و المراثي به لا تقارن مهما تكررت المحاولة ..!
ۗ”قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” .. (صاع)
قائدآ لمنطقة الشمال احتضنني رئيسآ و رفيقآ ،، أبآ و صديقآ ،، منذ بدء الخدمة العسكرية ضابطآ برتبة ملازم في مفرزة طواريء الشمال ،، عِشقُ ألبيريه الحمراء لون النجيع القاني ..! ما فتيء يبتسم لاندفاعة في المواجهة و لنجاح في قمع الجريمة كأني به يستذكر بداياته ،، لطالما حفز التضحية هي من صنفه خبز واجب لا تميز ..
في ألكاكي أناقة البزة و الزيتية ضرورة ألمواجهة ،، عَمَقَ على أكتافهم لمعان النجوم فأضحت أرزتها مكللة ببرق مضيء .. زرع روح الانضباط قناعة .. روى نفوسهم بحب الوطن ثم منحهم زادآ خميرة الوفاء و ألإباء سيان ،، فكان الاداء عظيمآ زمن فوضى حرب عصفت و نزق ميليشيات فتكت ..!
قائدآ هادئآ لم ينثني غصبآ او ينحني طوعآ ، اعصاب فولاذية و القبضة حرير .. لكل موقف سلاح في قراءته مقدمة القرار .. حضوره وقار .. لماح سريع البديهة بروح النبالة .. اوامره ايماءة تُفهَم فيها من الحكمة و الصبر الكثير ..! لم يساوم على حقٍ .. لم يتجاهل واجب .. و لم ترهبه نيران العمالة و لا البندقية المأجوره ..!

أئتمنه الشهيد الرشيد على المدينة ألأحب “طرابلس” فكان حسن الطالع رفيقآ اللواء مروان زين اطال الله بعمره و الاثنان لاهل الفيحاء نِعمَ الخيار .. الشمال في قلبه صُنوَ الجنوب و النبطية ثكلى ..!
و إذ متقاعدآ اضحى بقي مرشدآ و خير مثال .. يحضر متفقدآ بغلاف المحبة في عمقها أمنية رؤية الفتيان رجالآ ليطمئن على الامانة و عند المغادرة رضى ما غرس ..!
العميد الحبيب عبد الكريم غندور ..! كألنَرجَسِ ألغَض عطرك فواح ،، لست صفحة طويت في تاريخ المؤسسة الامنية .. عبورك دربها مِسكُ خدمة لا ختام في سمو التزام ،، منك النزاهة صُلبُ ارز و سنديان .. بخور روحك سيبقى عابقآ لمجد فارس رحل على نصلِ سيفِه كان القلم يرسم قضية وطن و عظمة الرسالة اما الحكايا فللأجيال تروى ..!
برحمة الله و رضوانه لك مثوى الخلود و لنا فرح اللقاء يومآ ،، و الباري عطوف رحيم ..

بيروت في 01.11.2020