العلاقة بين السياسة والحرب: دراسة في قواعد الحرب وواقع الميدان

 

خاص – “الدنيا نيوز”

 

بقلم : الدكتورة ميرنا داود *

تعد العلاقة بين السياسة والحرب من الموضوعات الهامة التي تطرقت إليها العديد من الدراسات والبحوث. فالحرب هي ممارسة السياسة بوسائل أخرى، كما قال كارل فون كلاوزفيتز. ولكن ما هي قواعد الحرب؟ وما هي أهميتها؟

قواعد الحرب

قواعد الحرب هي مجموعة من القواعد التي تحكم سلوك الأطراف المتحاربة في النزاعات المسلحة. هذه القواعد تهدف إلى حماية المدنيين والأسرى، وتحديد الأسلحة المسموح بها، وتنظيم عمليات القتال.

أهمية قواعد الحرب

قواعد الحرب مهمة لأنها تحمي الإنسان وتقلل من الأضرار الناجمة عن الحروب. كما أنها تساعد على تحقيق الاستقرار والسلام في العالم.

العلاقة بين السياسة والحرب

السياسة والحرب مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. فالسياسة تحدد القرارات المتعلقة بالحروب والنزاعات المسلحة. كما أن الحرب هي امتداد للسياسة، وتستخدم لتحقيق أهداف سياسية.

ماذا تعني الحرب في السياسة؟

 

في السياسة، تعني الحرب استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهداف سياسية أو استراتيجية. يمكن أن تكون الحرب داخلية أو خارجية، ويمكن أن تكون بين دول أو بين جماعات مسلحة. الحرب هي أداة سياسية تستخدم لتحقيق المصالح الوطنية أو لتحقيق أهداف سياسية معينة.

نظرة تاريخيّة لواقع الحروب بين البشر

منذ فجر التاريخ، عرف البشر الحروب والصراعات. من الحروب القديمة إلى الحروب الحديثة، شهد العالم العديد من النزاعات المسلحة التي تركت آثارًا دائمة على المجتمعات. الحروب كانت دائمًا وسيلة لتحقيق المصالح والسيطرة، ولكنها أيضًا كانت سببًا في دمار وتشريد الملايين. من حروب الإمبراطوريات القديمة إلى الحروب العالمية، يبقى السؤال: هل تعلم البشر من أخطائهم أم سيظلون يكررون نفس الأخطاء؟

مقاربات حول الحروب التقليدية والحديثة

 

الحروب التقليدية هي تلك التي تتم بين جيوش نظامية، وتتميز باستخدام الأسلحة التقليدية مثل المدفعية والدبابات والطائرات. أما الحروب الحديثة، فهي تلك التي تتم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الأسلحة النووية والروبوتات والهاكرز. الحروب الحديثة تتميز أيضًا بالاستخدام الواسع للوسائل الإعلامية والسيبرانية لتحقيق الأهداف السياسية. كما أن الحروب الحديثة غالبًا ما تتميز بالغموض والتعقيد، مما يجعل من الصعب تحديد الأهداف والنتائج.

واقع الميدان

في واقع الميدان، نجد أن الحرب هي ممارسة السياسة بوسائل أخرى. فالقادة السياسيون هم من يتخذون القرارات بشأن بدء الحرب أو الاستمرار فيها أو إنهائها. كما أن الدبلوماسية تلعب دورًا هامًا في الحرب، حيث تستخدم للتفاوض على هدنة أو معاهدة سلام.

أمثلة تاريخية

هناك العديد من الأمثلة التاريخية التي توضح العلاقة بين السياسة والحرب. فمثلاً، الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية كانتا نتاجًا لتوترات سياسية وتحالفات معقدة بين الدول.

السياسات التي تؤدي إلى الحروب

هناك العديد من السياسات التي يمكن أن تؤدي إلى الحروب، مثل السياسات العدوانية والتوسعية. كما أن الصراعات الأيديولوجية بين الدول أو الجماعات المختلفة يمكن أن تؤدي إلى حروب .

هل تشن الحروب لدوافع اقتصادية ؟

نعم، يمكن أن تشن الحروب لدوافع اقتصادية. في الواقع، كانت الدوافع الاقتصادية أحد الأسباب الرئيسية للحروب عبر التاريخ. يمكن أن تشمل الدوافع الاقتصادية:

1. السيطرة على الموارد الطبيعية: مثل النفط، الغاز، المعادن، والأراضي الزراعية.
2. التوسع الاقتصادي: مثل التوسع في الأسواق، والسيطرة على طرق التجارة.
3. الحماية الاقتصادية: مثل حماية المصالح الاقتصادية الوطنية، ومنع المنافسة الأجنبية.
4. الديون والتعويضات: مثل المطالبة بالديون أو التعويضات من الدول الأخرى.

أمثلة على الحروب التي شنت لدوافع اقتصادية:

1. الحرب العالمية الأولى:

كانت أحد الأسباب الرئيسية للحرب هو التنافس الاقتصادي بين الدول الأوروبية.

2. الحرب العالمية الثانية:
كانت أحد الأسباب الرئيسية للحرب هو التوسع الاقتصادي لألمانيا واليابان.
3. الحرب الأهلية الأمريكية:

كانت أحد الأسباب الرئيسية للحرب هو الخلاف حول التجارة والاقتصاد.

في العصر الحديث، أصبحت الدوافع الاقتصادية أكثر تعقيدًا، وتشمل عوامل مثل:

1. العولمة:

وهي التكامل الاقتصادي العالمي.

2. التكنولوجيا:

وهي التطورات التكنولوجية التي تغير الطريقة التي يتم بها إنتاج وتوزيع السلع والخدمات.

3. المنافسة الاقتصادية:

وهي المنافسة بين الدول والشركات للسيطرة على الأسواق والموارد.

————————

* كاتبة واستاذة جامعية

📢 اشترك بقناتنا على واتساب
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.
انضم الآن