الدوائر العقارية في البيت الابيض..

 

بِقَلَم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي *

مُنذُ تَوَلي ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب سُدَة ألرئاسَة إختارَ طَريقآ مُختَلِفآ عن أداءِ أسلافِه شَكلَآ وَ مَضمونَآ ،، مِما جَعلَ ألكثيرين في حالةِ دهشَةً بِدايَةً ثُم رَفضآ وَ إستِنكارآ لاحِقَآ ،، سَواءً مِن قِبَل رؤساء دُوَل ألعالَم حَليفَةً كَانَت أَمْ عَدوَةً أم مِن جِهَة رِجال إدارتِه وَحِزبِهِ ألذينَ خَبَروهُ وَ أقيلوا أو إستَقالوا ..

مَا كانَ غَيرَ مُبَرَرآ وَ لا لُزومَ لَه سِوى إضافَة ألمَزيد من ألخُصوم و ألأعداء قَرارات إتَخَذَها إرتجاليةً رُبما
و تلك مُصيبَة أو مؤمِن بِصوابيَتَها و كَذا مُصيبَةٌ أعظَمُ ..!
إِنَ إلغاء ألإتفاقية ألمُتَعَلِقَة بألبَرنامَج ألنَووي ألإيراني INA ، لاقَى إستِهجانَآ من قِبَل أطراف ألإتِفاق ألأوروبيين ألمُوَقِعين ،، إلى حَد هَدَد وِحدَة حِلف شَمال ألأطلسي و حَفَزَ فِكرَة إنشاء ألجَيش ألأوروبي ألمُوَحَد ..!
أن ألإنسِحاب مِن مُعاهَدَة ألصواريخ ألنووية ألمتوسِطَة ألمَدى IRNFT ألمُوَقَعَة مع ألإتحاد ألسوفياتي ألسابِق أثارَ حَفيظَة موسكو و قَلَق دوَل ألإتِحاد ألأوروبي و أطلَقَ بِألتالي سِباقآ مَحمومَآ لِلتَسَلُح و تَطوير ألمَنظومات ألصاروخيَة ..!

لَم يَكُن ألإشتِباك ألإقتِصادي مَع ألصين C-US TA موَفَقَآ ، كما أن رَفع ألضرائِب عَلى مُنتَجات و حَظرِ أخرى لا يَصُب في مَصلَحة ألولايات ألمتحدة على ألمَدى ألطَويل ..!
كانَت ألخُصومَة ألإقتصاديَة و إلغاء ألإتفاقيات ألتِجاريَة مَع كندا وَ ألمكسيك NAFTA ثُمَ ألإكتِفاء بِتَعديلَها لاحِقَآ دونَ ما يَصبو إليه مِن مَردودٍ
مُفتَرَض ..!
إضافةً إلى جُملَة قَضايا ،، إذ أنَ ألتَشجيع وَ ألدَعم لِلتَحالُف في حَربِ أليَمَن مُستَهجَن ، ألإستِخفاف بِألعَلاقات مَع دُوَل ألخليج ألعَرَبي مُهين ، ألرِهان عَلى نَزعِ كوريا ألشماليَة أنيابَها ألنَوَوية مؤجَل ، و كَذَلِكَ ألتَدَخُل في ألأزمَة ألفنزويليَة و غَيرها ..!

إستِطرادَآ ،، مَا ألدَاعي لِلإعتَرِاف بِألقُدس عاصِمةً لِلكَيان ألمُحتَل كَذَلِكَ تَطويب مُرتَفعات ألجولان لإسرائيل وَ هُما قضيَتانِ واضِحَتان في خَرقِ ألقانون ألدُوَلي و قرارات ألأُمَم ألمُتَحِدَة بِموازاة إستِعْداء ألعَالَمَين ألعَرَبي وَ ألإسلامي .؟
هَل باتَ إرضاء إسرائيل أهَم مِنَ ألحِفاظ على سُمعَة وَ مَنزِلَة ألولايات ألمُتَحِدَة كَدَولَةً عُظمى “زَعيمَة ألعالَم ألحُر” تَسعَى لِحَل قَضايا ألعَالَم بَدَل تَأجيجِ أتونِها..؟
إنَ ألتَوقيع “ألفَريد في شَكلِهِ وَ حِبرِهِ” وَ مَعنَاه “ألجَبَروتي” ألَذي خَطَهُ ألرَئيس ألأميركي عَلى “صَكِ ألوَهْبِ” أمام وَسائِل ألإعلام في ألمَكتَب ألبَيضاوي بَدا مُتَماثِلآ مَع خاتَم ألدَوائِر ألعِقاريَة ، كَما أتَى وِفقَ مَقولَة “أعطيني لِأُعطيك” فَ دَعم نتنياهو و تَلميع صورَتِه عَشَّيَة ألإنتِخابات ألإسرائيليَة و تَسْليفِهِ ثُمَ تَسليمَهُ “صَكَّي” ألقُدس وَ ألجَولان يُقابِلَهُ دَعمٌ مَضمونٌ مِن أللوبي أليَهودي لِ ترامب في مُواجَهَة مُعارِضيه وَ ضَمانِ إنتِخابِهِ رَئيسَآ لِوِلايَةٍ ثانيَةً ..

مِن هَذا ألمُنطَلَق سَيؤَدي هَذا ألتَطَرُف ألمُتَمادي
وَ ألإنحِياز ألمُطْلَق لِلعَدو إلى مَزيدٍ مِن ألعُنف ألدَمَوي كَما يُشجِع رَئيس وزراءِ ألكَيان عَلى مُواصَلَة سياسَته ألإستيطانيَة ألتَوَسُعيَة ،، وَ بِألرُغمَ مِن “ألضَوابِط ألروسيَة” ألمَفروضَة على أطراف ألنِزاع ألإقليمي في ألمِنطَقَة فَإنَ إنفِلاتِ ألأُمور مِن عقالِها مُمكِنٌ في أيَةِ لَحظَة مِما سَيَدفَع نَحوَ حَربٍ مَفتوحَة عَلى جَبهَة مُمتَدَة مِن ألناقورة إلى بُحَيرَة طَبَرَيا بِألتَوازي مع حُدود قِطاع غَزَة ألمُحاصَر في ألداخِل ..
إِنَ ضَم ألجولان ألمُحتَل يَسْتَتبِعُهُ حُكْمَآ دَفن تَسويَة “ألأرض مُقابِل ألسَلام”-إذا ما بَقيَ مِنْهَا أثَرٌ يُخَبِر – كَذَلِك سَيَضع مَزارِع شِبعا وَ ألجزء أللبناني من قَريَة ألغَجَر وَ تِلال كَفَرشوبا تَحتَ رَحمَة تَوقيع صَك وَهب “ترامبي” جَديد مُسْتَخِفَآ غَيرُ عابِئ بِألقرار ألأُمَمي 1701 ألأمر ألَذي سَيُحَفِز حَتْمَآ خَيار ألمُواجَهَة لَدى ألمُقاوَمَة كَذَلِكَ سَيَفرُض تَغيير قواعِد ألإشتِباك وَ لَو جِزئيَآ وَ يُفَجِر ألهُدوء ألهَش “تَوازُن ألرُعب” عَلى جانِبَي ألحُدود وَ عَمَليَة تَرسيمها بِرَآ وَ بَحرَآ ..!

حَتى ألآن يُلاحَظ أنَ لا قَرارآ أميركيَآ يَسمَح لِ نتنياهو ألإقدام عَلى أيَة مُغامَرَة عَسكَريَة ،، كَما لا سَماح بِعَودَة ألنازحين ألسوريين إلى ديارِهم ،، كَذَلِك لا قَرار بِتَفجير حُكومَة ألرئيس ألحَريري و أيضَآ غَير مَرغوب إنهِيار ألوَضع ألنَقدي و ألمَالي ..
لَكِن إلى مَتى ؟؟ هَل تَكُونُ نُقطَة ألتَحَول ألزَمَني ما بَعد إنتخابات ألكَنيست ألتاسِع مِن نيسان .؟؟
هذا ما حَاوَلَ وزير ألخارِجيَة ألأميركي “مايك بومبيو” رُبَما ألهَمس بِهِ !! وَ “ألشَهر وراء ألباب” كَما يُقال ..!!


*عميد، كاتب وباحث.