الحُب.. رحلة تمتحن الروح وتعيد تشكيلها

خاص – “الدنيا نيوز”

بقلم: د.ميشلين بيطار

هل نحب لأن الوحدة تهزمنا، أم لأن في الآخر مفتاحًا لجزء من كياننا لم نقوَ على اكتشافه بعد..؟

الحب الكبير ليس صدفة عابرة ولا لعبة عاطفيّة. هو رحلة تمتحن الروح وتعيد تشكيلها. هو تلك القفزة التي لا يمكن التراجع عنها..! خطوة في المجهول تحتاج إلى كثير من الجرأة، نوع من العمى، وسخاء لا يقاس..!

ليس الحب حسابًا للربح والخسارة، بل اندفاع يشبه الولادة الأولى في حياة جديدة. مقامرة بما هو أصدق فينا، امتحان لمن يجرؤ..!

يقول جلال الدين الرومي ان الحب مزيج من النعمة واللّعنة. في إشراقه يفيض القلب بنورٍ يشبه عظمة الله، وفي وصاله نلامس غموض الملائكة، وفي ناره نختبر شيئًا من عذابات الأنبياء.!.

الحب ليس علاقة بين اثنين فحسب، بل لقاء بين حدود الإنسان ولا نهائية الوجود.. فيه قبول بالألم، نعم، لكنه أيضًا ميلاد لأفق جديد.. هو بطاقة انتساب إلى مغامرة التحوّل ؛ فبينما يحرّرنا من ثقل العزلة، يضعنا أمام احتمال أن نصبح أخف، أعمق، أصدق، وأقرب إلى المعنى..!

ويبقى الحب أعظم مغامرة، لأنه لا يَعِدُ بالطمأنينة، لكنه يفتح باب الاحتمالات.. يجعلنا نرى أنفسنا بعيون أخرى، تُحبّنا رغم ظلماتنا، وتُذكرنا أننا وسط هشاشتنا قادرون على لمس السماء.

الحب هو أن تعطي أحدهم القدرة على تدميرك… وتصلّي في سرّك ألّا يفعل..!

———————

*كاتبة وطبيبة لبنانية