الثلاثي الأمني …

بِقَلَم ألْعَميد مُنْذِر ألأيوبي *

بدعوة من رئيس مجلس امن كيان العدو الاسرائيلي “مئير بن شبات” عقد أمس ألأثنين واليوم في مدينة القدس المحتلة الاجتماع الامني الثلاثي الاول من نوعه والذي ضم كل من المستشار الاميركي لشؤون الامن القومي “جون بولتون” و أمين مجلس الامن الروسي “نيكولاي باتروشيف”.. أما عنوان المؤتمر الأساسي فهو “ضمان أمن اسزائيل”..!
من الواضح أنه إستنادآ إلى مكان إنعقاد المؤتمر و هوية الأعضاء الثلاثة المشاركين فسيكون على طاولة البحث ملفات الدول العربية ككل بعروشها وقروشها وربيعها ألآفل دماءً و قبور .. أما العملاقين الإقليميين إيران وتركيا فَألقضايا ثُبحث مع كل منهما على حدة لا عنهما ..

في التحليل الجيو سياسي لما بُحث و سيُبحث في الاجتماع اضافة الى ما يُتوقع أن يخرج به من مقررات سواء في العلن أو تحت ظل الطاولة ألحاجِب للتواقيع ، بألإمكان اعتماد “قواعد طرائق التدريس” أو التعليم طالما ان المنهاج العربي هو الرضوخ و الاستسلام ..

أ- قاعدة التدرج من العام الى الخاص : سيتناول النقاش الامن ألإستراتيجي العالمي و الأقليمي كذلك التهديدات المحدقة بدءآ من – التسوية في سوريا و تقليص الوجود الايراني فيها بالتزامن مع خفض التصعيد كذلك استكمال تحرير مدينة إدلب و ريفها إضافةٍ إلى ما تبقى من مناطق خارج سيطرة النظام من هذا المنطلق أعلن “باتروشيف” ان امن إسرائيل يستوجب استتباب الأمن في سوريا ، مؤكدآ ان موسكو معنية بضمان امن الكيان العبري مما يعني حَتمَآ انه سيجري بحث الخطوات العملانية سواء لجهة متابعة الحرب على الإرهابيين من فلول داعِش و النصرة وصولآ الى إنجاز التسوية السياسية الداخلية و بالتالي السير بخطة اعادة الإعمار و تقديم المساعدات الإنسانية و اللوجستية للعائدين . إنتهاءً بِ – إعادة ساعة عميل الموساد في سوريا الذي أعدم أوائل ستينيات القرن الماضي الجاسوس الاسرائيلي “كوهين” و مواصلة البحث عن رفاته لإستعادتها ..

ب- قاعدة التدرج من الكل الى الجزء : السير بصفقة القرن عبر اخضاع الدول العربية و تاليآ السلطة الفلسطينية ترغيبآ بسعر 50 مليار $ أو ترهيبآ سواء عبر تغيير أنظمة بِإسقاط ملوكها ، رؤساءها و الأمراء أو متابعة لعبة التخويف بواسطة البعبع الإيراني المفترض ، أما في الجزئي فألبحث سيشمل الكوابيس الليلية لرئيس الأركان العامة في جيش العدو “أفيف كوخافي” حول أفاعي انفاق حزب الله على الحدود الشمالية اضافة الى إتهامات ألجاني بخروقات المجنى عليه “حزب الله” لِلقرار الأممي رقم 1701 ..

ج- قاعدة التدرج من السهل الى الصعب : ما يفترضه رئيس وزراء العدو “نتنياهو” هو ان الاعتراف بالنظام السوري و شرعية رئيسه بشار الأسد امر يسهل إقراره مقابل موافقة موسكو على كبح جماح التمدد الإيراني و تأثيراته في سوريا ، انتهاء بألصعب و هو إلغاء أو تقليص العقوبات المفروضة على موسكو بعد انسحاب واشنطن من معاهدة الحد من الصواريخ الاستراتيجية النووية القصيرة و المتوسطة المدى IRNF ..

د- قاعدة من المعلوم الى المجهول : من الثابت و المعلن حيازة إيران و تصنيعها الصواريخ الباليستية
الاستراتيجية البعيدة المدى اضافة الى “أرمادا” Armada طورتها ذاتيآ متنوعة صنوف الأسلحة و متقدمة التقنيات ، كذلك ان المعلوم في ترسانة حزب الله الصاروخية ذات أنظمة التوجيه الدقيقة مقلق كفاية ، لكن المفاجآت التي لطالما كان يعد بها الأمين العام لحزب الله جيش العدو موضوعة بألحسبان ، إذ لا تزال مصيدة دبابات “الميركافا” ماثلة في اذهان قيادة اللواء المدرع 847 خلال عدوان تموز 2006 ، و تقرير لجنة “فينوغراد” Winograd حول أخفاقات حرب لبنان الثانية محفوظ لدى قيادة العمليات العسكرية – مركز القيادة و السيطرة في “ألبئر” معسكر “هكرياه” Nuclear Potential Well وسط تل ابيب المصمم لتحمل ضربة نووية ..

من جهة اخرى ، يَبقى في مناهج التعليم ما يسمى “أسئلة ألتقويم الذاتي” :
هل من المصادفة انعقاد مؤتمر البحرين الاقتصادي في نفس التاريخ و التوقيت مع اللقاء الأمني الروسي – الاميركي – الاسرائيلي .؟؟
لا شيء في استراتيجيات الدول و حتى في تكتيكاتها متروك للصدفة ، لكن التوصيف الحقيقي سواء كان التزامن مخططآ له أم مصادفةً ان ما يجري في المنامة “بازار الخيانة = وفق صحيفة الأخبار” هو بصم الدول الفاشلة على صكوك الاستسلام في حين ان ما يحدث في القدس هو التوقيع على خريطة الطريق و مخططات تقسيم “قالب الجبنة” المنطقة العربية و توزيع ثرواتها . من الواضح ايضآ ان روسيا بعد تثبيت دورها الإقليمي لا تمانع الذهاب نحو مساحة اكبر من التفاهم مع تل ابيب بحضور العراب الاميركي دون انتقاص من علاقتها مع طهران فالعلاج هنا في “الجيوسياسي” موضعي أو على القطعة ، فهي~ روسيا ما زالت ترفض شيطنة إيران و اتهامها بتهديد السلم و الأمن الدوليين …

هل من مرحلة اشتباك جديدة .؟؟ مضى زمن “سفر برللك” Seferberlik في قاموس الدول العربية فالنفير العام يُدَق و ألحرب تُعلن بوجه الأشقاء لا مع العدو التاريخي ، أما كتاب الحلول Annals للمعادلات الرياضية Solver Equations فَلا يتضمن سوى ذل السؤال في مدرسة المنامة – البحرين
مع إتساقٍ مخزي لِبيانات شجب و إستنكار صادرة عن دول “اوليغارشية” Oligarchy ناطقة بألضاد ..!

ألسؤال ألأخير من سيحرق أموال الرشوة و صكوك صَفقة القرن و وهب القدس و الجولان .؟؟
ألرهان على البالونات الحارقة التي يرسلها فتيان غزة مع الرياح في حين ان صليات صواريخ الكاتيوشا المنطلقة من “حي الشجاعية” في القطاع المحاصر قادرة على مجابهة ما تفتقت عنه عبقرية “جاريد كوشنير” المتماهية مع ضحالة الفكر العربي .!

————————

*عميد متقاعد .
بيروت في 25.06.2016