الانتخابات النيابية… صراع بين الاباطرة والطامحين الجدد..!

بقلم العميد منذر الايوبي*

لا يزال سطح المستنقع السياسي ينضح بفقاعات آسنة تؤكد مدى سُمية الدولة العميقة وتجذر فساد قياداتها كما اهتراء اداراتها. روائح كريهة مج منها اهل البلد، اذ لا يكاد يوم يعدم لا بل ساعات او عدة أُخَر دون اشتباك محوري الاطراف انعزالي الوجهة طائفي الفكر تخويني الاداء، يزيد من صدى دويه تمازج مع امن ممسوك لا متماسك، رهان على الخيط الاخير لبقاء شبه كيان واهٍ في تزاوج مع سياسة خبيصة..
في الخيبة؛ فقدان الرجاء؛ عدم تحقيق توقع مأمول من شعب يعيش على جمر انتظار، مصدر ضياع أمل سواء بإصلاح او انقاذ لإخفاق وفشل.. تلازم الخيبة مع اليأس والاخير يكون قبلها كما بعدها جليآ باد على الوجوه؛ اما القنوط فرفيق كلاهما معآ تبعا لسقوط او لجبن كما امتناع.. الطامة الكبرى ان ترافقت (الخيبة) مع خداع، هذا ما يمارس على حلبة صراع الثيران حيث اعضاء عصبة الحكم موزعين فرادى، كُلٌ شبه سحنة “المتادور” Torero؛ ثخينة هي جراح الوطن النازف تعقرها خناجرهم..! اما توأمة الخيبة مع الحظ فبساطة رؤيا او تسطح فكر، واذ يقال (خائب الحظ) فتأكيد تعاسة تزامنآ مع عجقة العرافين..!
في التعافي استحالة، انتقال من فشل لآخر ؛ مماطلة وتسويف، لا قيمة او اعتبار لحاجات الناس، معضلة فك اسرار جريمة متمادية ارتكبت بحقهم سبق تصور وتصميم؛ اركانها الأهم سطو على الاموال والودائع دون وازع، لا محاسبة مفروضة واجبآ لدى قضاء خجول او منكفئ ان لم نقل اكثر..! يشيحون وجوههم عن قصة “الكابيتال كونترول” عبارة صارت في التداول يتقاذفها المجلسان تملصآ في الطور الانتخابي لا اكثر، لبوسها كأخواتها من مصطلحات حرصٌ بَهِت على شحوبٍ نضوب اموال المودعين.. أَ ليس البهتان قذفآ بالباطل وكذبآ مفترى..!

في المراوغة إختتال، نفاق متقن اكبر من دجل معتاد، ؛ أفاكين لائحة من مكارين، تكاذب ونكران حقيقة مع تكالب على الادوار والمناصب.. المتفرجين العامة سلبت منهم بحبوحة حق، هم على مقاعد ممزقة بالية رث ثيابهم.. حُلُم بفارس بطل من نوع “روبين هوود” شبه “بابلو اسكوبار” Don Pablo El Patron ينقلهم الى الفردوس المفقود.. هو الذي ناهزت ثروته المئة مليار ((حجم موازنة وطن تعس، تساوٍ مع فجوة سرقة وهدر على مَرِ عقود بِمُرها)) انفق ملايينآ من اخضر ورقي لبناء مدارس حاجة ومستشفيات ضرورة، اما ملاعب كرة القدم فأكثر من ترفيه والكنائس ملاذ. مانحآ مساعدات ومبالغ شهرية لعيش الفقراء، عجز حكومة مبتسمة دومآ من صنف بلائنا قاصرة عن بطاقة تمويلية موعودة منذ شهور او يزيد..!
في الانتخابات؛ حجاب الليل يطغى عليه الهزيم؛ الخوف متبادل بين الاباطرة والطامحين، لكن السَحاب جاف والخشية الا تمطر تغييرآ.. مسألة السلاح ابعد من بازار او مزاد انتخابي، دخلت صلب معادلة الامن القومي ولوج باب لا يزال مواربآ عتبته استراتيجية دفاعية بوصاية او كفالة دولية إن دنت الساعة..! ثابت انعدام قدرة النفاذ من النفق المظلم فبصيص الضوء سراب، تقاعس حد التواطؤ، مسؤولين اتهمهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يومآ بارتكاب “الخيانة الجماعية” بحق لبنان واهله عن قناعة بعد تحقق… !

في الخيانة اشكال متعددة وابعاد متنوعة، تطال العقل والعاطفة، غَدرُ كثر تمرسوا بها، نقض للعقد الاجتماعي، غير قابلة الترميم لإنكسار ثقة سواء بدولة ام مصارف..! خيانة الوطن قد تكون تحالفآ مع اعداء وبالحد الادنى مع جهات خارجية، كما قد تكون الاخطر في ممارسة اداء ونهج حكم فاسد هدام لأعمدة الدولة ومصالح الشعب..! ساقط الرهان على مسامحة اللبنانيين او تسامحهم، كما مستبعد عامل النسيان.. القصاص بالقسطاس المستقيم وإن تأخر، المحاسبة بالعدل ولو على حديد القبان حاصلا مسلك انتخابات لمن استطاع اليها سبيلآ ..!

بيروت في 01.04.2022