الأمن العام احبط مخططاً خطيراً للموساد..”روبوت” للاغتيال وطرق إجرام جديدة رمت لحصد اعداد كبيرة من الضحايا
علم ان المديرية العامة للأمن العام إحبطت مخططاً إسرائيلياً كبيراً كان يهدف إلى إحداث تفجيرات تشمل اغتيالات باستخدام متفجرات وعبوات ناسفة شبيهة بتلك التي أُستخدمت في تفجير أجهزة النداء “البيجر” في ايلول / سبتمبر من العام الماضي، خلال إحياء فعاليات الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله.
وكان المخطط، الذي وضعته شبكة يديرها شخص غير لبناني، يرمي إلى إحداث أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المشاركين في الفعاليات عبر اجراءات متعددة اولها دس دراجات نارية مفخخة بين الجموع في طريقهم نحو موقع الإحياء قرب ضريح السيد نصرالله. ولو حصل ذلك لارتفعت أعداد المصابين بسبب الذعر الذي سيثيره الانفجار. وتضمن المخطط أيضاً خططاً واضحة لتنفيذ “عمليات اغتيال” في سيناريو مكرر عمّا شهدته إيران قبل العدوان الأخير عليها.
فلقد أسفرت التحقيقات الاولية وتقاطع اعترافات مجموعة من المتورطين الذين ما زالوا موقوفين لدى المديرية العامة للأمن العام ويتواصل التحقيق معهم بإشراف القضاء، وبإطلاع المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير مباشرة الى رواية تقول الآتي :”قبل نحو خمسة أسابيع، وردت إلى المديرية العامة للأمن العام معلومة عبر “مُخبر” حول وجود حركة لأشخاص مجهولين يستخدمون مستودعاً في منطقة “النقّاش” عند ساحل المتن الشمالي. بعض المشبوهين كانوا يتنقلون بدراجات نارية.
وبناء لهذه المعلومة باشر الامن العام عمليات استعلامية واسعة ودقيقة لكشف هويات الأشخاص وطبيعة نشاطهم، شملت سحب أشرطة كاميرات المراقبة من المكان، ما أدّى إلى تحديد هوية شخصين يترددان بشكل دائم إلى المستودع.
وأظهرت التحريات في حينه أن أحدهما سوري الجنسية ويدعى خـ.ع.، وأن قيوده تُظهر دخوله إلى لبنان قبل فترة قصيرة عبر مطار رفيق الحريري الدولي مستخدماً جواز سفر أوكرانياً، بينما الثاني يُدعى مـ.ص. لبناني من البقاع الغربي، وهو الطرف الذي استأجر المستودع من شخص لبناني.
كما بينت التحريات أن المستودع استُأجر بمبلغ يُقدَّر بـ 30 ألف يورو لمدة ستة أشهر (أو سنة). ارتفاع قيمة العقد، إلى جانب استئجاره من شخص خارج المنطقة وبقاء المستودع من دون علامات واضحة تُدلُّ إلى الغاية التي إستأجر لأجلها، أثار شبهات لدى المحققين. وبعد إبلاغ قيادة الأمن العام بما تم التوصل إليه، جرت مخاطبة القضاء طالباً إشارته لتوقيف مـ.ص. لاستجوابه. وبالتزامن حصلت المديرية على إشارة قضائية لمداهمة المستودع المذكور.
بعد مواجهة الموقوف مـ.ص. عقب مداهمة المستودع وبإخباره أن شريكه خـ.ع. موقوف ويخضع للتحقيق، انهار وبدأ بالإدلاء باعترافات كشف فيها أنهما يعملان لمصلحة “الموساد” الإسرائيلي ضمن خلية واحدة، وأن خـ.ع. حضر إلى لبنان لتحضير عمل أمني.
أظهرت التحقيقات أن الموقوفين خضعا لدورات تدريبية على يد “الموساد” الاسرائيلي في ثلاث دول أوروبية، وأن مهمة خـ.ع. كانت التفخيخ، بينما كانت مهمة مـ.ص. تأمين اللوجستيات من مواد وبريد ميت إلى مكونات تُستخدم في صناعة المتفجرات (كشفت التحقيقات أنه جرى إعداد 6 عبوات ناسفة لإستخدامها). وتبين أن شخصاً أجنبياً مقيماً في دولة أوروبية يُدعى “مارتن” هو المحرك الرئيسي للخلية، ويتم التواصل معه عبر تطبيقات محادثة مشفّرة.
وبحسب الاعترافات، عمل أفراد الخلية على تفخيخ “بطاريات سيارات” بمواد متفجرة شبيهة بتلك التي استُخدمت في هجمات أجهزة النداء “البيجر” في أيلول من العام الماضي، بهدف استخدامها في هجمات عند محيط ضريح السيد نصرالله وفي أثناء توافد المشاركين؛ وأقرّوا أن المواد المستخدمة متطورة وتُحدث أضراراً كبيرة بعد انفجارها، ما يوسّع دائرة الإصابات، خصوصاً أن الكمية الموضوعة داخل البطاريات كانت أكبر من تلك التي وُضعت في أجهزة النداء.
كذلك اكتشف المحققون من خلال اعترافات الموقوفين وجود مستودع آخر في منطقة دوحة عرمون. وبناءً على إشارة القضاء المختص، فدهمته بناء لاشارة القضاء ايضاً مجموعة من الأمن القومي في الأمن العام بالتزامن مع عمليات أخرى في خلدة ودوحة عرمون ودوحة الحص، أسفرت عن توقيف لبنانيين هما أ.ـ. و عـ.ش. من عرب خلدة. وقد استعانت المديرية العامة للأمن العام بالجيش اللبناني لفرض طوق أمني في المنطقة، وبعد الكشف على المستودع في دوحة عرمون، تبين تشابهه مع المستودع الذي اكتُشف في “النقّاش” ويُستخدم للأهداف نفسها.
واظهرت التحقيقات مع الموقوفين، أن المستودع استُخدم لتجهيز سيارة رباعية الدفع حمراء من نوع Jeep Wrangler لحمل مدفع رشاش آلي يمكن إخفاؤه والتحكم به عبر “روبوت” يُوجَّه لاسلكياً عن طريق الأقمار الاصطناعية، الهدف منه تنفيذ عملية اغتيال، في حادثة تشبه ما اكتُشف في إيران قبل العدوان الأخير عليها، حيث استُخدمت أجهزة مماثلة في اغتيال علماء نوويين.
وبينت الاعترافات أنه بعد علمهم بتوقيف خـ.ع. ومـ.ص. تم نقل سيارة الـ Wrangler إلى مستودع آخر في منطقة جونية بعد تفكيكها، وأن شخصين عملا على تجهيزها هما السوري عـ.ق. واللبناني أ.ي.، فرا مستخدمين جوازات سفر أوروبية إلى خارج الأراضي اللبنانية.
كما ورد في الاعترافات، انه كان من المقرر ركن هذه السيارة في المطار، وتحديداً في القسم المخصّص للشخصيات VIP. ويرجّح المحققون أن وضعها في هذا المكان كان يستهدف اغتيال شخصية إقليمية شاركت في إحياء سنوية السيد نصرالله، إذ تزامن الموعد المفترض لركن السيارة مع موعد وصول تلك الشخصية.
التحقيقات مع الموقوفين الآخرين حتى الآن أظهرت أن مشاركتهم اقتصرت على توفير ظروف لوجستية مثل نقل سيارات أو بريد ميت بإستثناء واحد إعترف بتورّطه في تقديم معلومات تقنية حساسة وأساسية للعدو الإسرائيلي تضمنت أرقام هواتف ومواقع منازل ومعلومات عن سيارات وآليات تخص قياديين في قوات الفجر – الجماعة الإسلامية، ما ساهم في تمكين الاسرائيليين من اغتيالهما باستخدام الطائرات المسيرة. كما أظهرت التحقيقات أن دولًا أوروبية أصبحت مواقع محتملة لتجنيد لبنانيين وسوريين بقصد تنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي اللبنانية.
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.