أوقِفواالهُرَاء ..!

 
بقلم ألعَميد منذر ألأيوبي*
 
في معاجم أللغة ألعربية يُعَرَف ألهُرَاء أنَهُ “ألكلام ألكثير ألفاسد ألَذي لا نظام له” كما قد يُقال : رَجُلٌ هُرَاء بمعنى كثير ألكلام هَذَّاءً .. و ألهُرَاء صُنوَ ألثَرثَرة و في وقتنا ألحاضر يعتمد كثيرون عبارة Bla Bla و هي تعني ألكلام ألفارغ و ألتمتمة أيضآ ..!
سئم ألمواطن أللبناني من هذا ألهراء ألَذي يتصدر ألشاشات و وسائل ألتواصل ألإجتماعي صادر عن رجال سياسة و مَالُ و إقتصاد ، محللين و خبراء إستراتيجيين ، منسقين أضيف إليهم أليوم أطباء و علماء ألفيروسات و ألأوبئة وتجار ألكمامات ..! 
يقول ألعامة “شبعنا حكي” فألكل يرمي ألذنوب والأخطاء وانعدام ألمعالجات على ألكل ؛ حتى أن مقدمي برامج ما يسمى Talk Show أو Chat Show عجزوا و ضجروا من هذه ألأطقم ألمنظرة في كل شَأنٌ و حِين و موضوع ..!
و أذ بدأوا بسؤال ألضيف و حشره في كلامه و نقيض أفعاله : لماذا لم تفعل كذا أو تبادر إلى فعل ما يأتي ألجواب ألمبتذل ألمعتاد (تقدمت بمشروع قانون و بَقيَ في ألأدراج ، أو أن فريقآ آخرآ يعرقل ألتنفيذ) و هلم جرا إذ لا رأي لِمَن لا يطاع ..!
ومن ألردود ألمعلوكة أن بت قَرار ما يستوجب توافقآ لا تصويتآ ، تقاسمآ تحاصصيآ مضمرآ ، أن لا محاسبة دون إكتمال أعضاء هيئة بألتعيين أو نصاب مَجلِس إدارة بألحضور تارةً على خلفية حجة سياسية و تارةً أُخرى على خلفية طائفية و في أحيانٍ أُخَر بإنتظار ألوقت ألمناسب ..!
 
أما نقاش ملفات ألهدر و ألفساد فهو ثقافة أصبحت عادة و ألقنص على ألقضاء أو بعضه “جسمه لَبيس” على ما يقال ، ترمى عليه ألمثالب و مكافحة سرقة ألمكاسب مطوقآ بإنعدام ألنطق بإسم ألشعب أللبناني خِشيَة غَضب زعيم أو إفتئات مرجع ، ناهيك بإلإجراءات ألطويلة ألمُدَد حَتى تفقد ألعقوبة تأثيرها و ألبراءة إنصافها و “يا دار ما دخلك شر “.
 
في نصوص ألدستور ضرورات تبرر ألمحظورات ، ترى و تسمع ألعجب ألعِجاب إلتزام لنصوص من جهة وجوب تعديل من أخرى و ألأعراف تسود وِفقَآ لمصالح أيٍ من جزر ألديكتاتوريات أللُبنانية ألمنتمي إليها صَاحب العلاقة مع فخر ألإنتماء “صنع في لبنان” بألتزامن مع ترفع و رفعة في ألإعتراف بألآخر (مكون وطني) يستحيل شطبه من عديد أعمدة ألوطن ..!
 
ضيوف ألحلقات يتأخرون عن ألوصول لوجود عجقة سير تخطاهم ألوقت يسبغون نعمة على ألمواطن إنشغالهم به ، آخرين “ألكرافات” ربطة ألعنق شهادتهم بألوانها قوس قزح في سماء ألوطن ألداكنة تسمح بتبوأ ألشاشة مع عِدَة ألشغل من إستنكار ألشغب ، تهجم و رشق بمفردات مؤذية أو مبتذلة تعطي إنطباعآ عن جرأة و تشويق للمستمعين أو ألمشاهدين على ما يعتقدون ..!
 
كثيرين يدعون في ألعلم معرفة يغرفون من صحن لقاءاتهم ألزعيم ألفلاني أو ألمسؤول و ما نضح به فمه من مَعلومات (لا فض فوهه) .. أما خاصات ألسفراء من أهل ألبيت و مزدوجي جوازات ألسفر فحدث و لا حرج يخرج كلام ألمنتمي إليهم هادئآ خافتآ موحيآ بأنه حامل أختام ألكونغرس أو ألإليزيه و لا ينتهي بألمنظمات ألدولية و ممثلي ألأُمَم ألمتحدة ؛ أما رؤاه ترامب ألصديق أو ماكرون ألحليف مع حفظ ألألقاب في أحلامه فأضغاث لأمر متوقع مستحدث مستطاب ألتفسير ..!
 
ألإلتزام ألطائفي ألمريض ضَرورَة ألشعبوية في توجيه معنوي متألق ألتصنع في إفتئات مطلوب على طوائف و مذاهب أخرى من باب ألإنصاف و شرعة ألمساواة و حقوق ألإنسان ..!
 
ألموازنة و ألمصارف و رَأسٌ ألمال أمر معلوم للسائل و ألمحروم “ما جمع مَالُ إلا من شحٍ أو حرام” أما مقولة “ألسارق من ألسارق كألوارث من أبيه” فمصل حياة ..!
 
في ألحراك ، ألإنتفاضة ، ألثورة ؛ ألجميع منتمي إليها ، يصعد ألمُنَظر إلى ألبلاتوه حافظآ درسه و قيم ألشعارات : قد نطق زعيمه بما تريد ألثورة منذ زمن ؛ قد حذر من ألثورة منذ عقود ؛ هو صَاحب رؤية و رؤيوية توقع فيها كل شيء يَجري على ما جرى ؛ هو صاحب مباديء لطالما دعا إليها و هو أول من كسر عمدآ قواعدها إن درى ..إلخ ..
 
أتَى ألكورونا ليلطف هواء ألثرثرة ناقلآ ألناس إلى هم آخر في رداء أبيض و أجنحة حجر صحي ، تَغيير للمواضيع و ألطروحات ربما كان أمرآ مطلوبآ ؛ فأكتمل ألنقل بألزعرور على ألمَثَل ألبيروتي إذ حان آوان ألمغادرة و إنتهاء ألحلقة ..!
 
مئة عام من عمر ألوطن أللبناني دب ألخراب و ألهُراء زوادة ألحقبات ، أقفلت ألمؤسسات و طارت ألمدخرات ، تهجر ألأبناء و ألبنات ..! ألهاوية ضيقة ألمساحة ، عميقة ألغور و ألإنتشال إن كان ممكنآ يستلزم جنيآ ماردآ يخرج من قمقم نحاسي من نوع “شبيك لبيك عبدك بَينَ إيديك” وفق أسطورة طفولية رُبَما تنقذ ألوطن ألمحترق ألأسطورة ..!
————————-
 
بيروت في 23.03.2020
* مواطن