أغصاني .. وبحيرتك الراكدة ..

بقلم: فاطمة صالح*
______________________________

أسقطت ُ أغصاني على ماء البحيرة ِ ..
فاستفاق َ الموجُ ..
وارتعشتْ ظلالْ ..
نزلتْ سماءٌ في تسابيح ِ الأغاني ..
وتجمّعتْ لغة ُ المعاني ..
يا ظلالْ ..
هيا .. استفيقي ..
آنَ وقتُ الإحتفالْ ..
نقّتْ ضفادعُ ، في الشطوط ِ .. وفي الزوايا ..
ونزلتَ أنت َ .. بلا خطايا ..
أغراك َ ماءٌ ..
والسباحة ُ عشقك َ الأبديّ ُ ..
ألقيت َ العباءة َ ..
صرت َ مثل خليقة ِ الرحمن ِ ..
أروعَ ماتكون ْ ..
ها أنت َ تسبحُ ..
والمجرّة ُ دربُك َ التبّان ُ ..
والليلُ الجميل ْ ..
قمرٌ على دَوح ٍ ..
وآخرُ في البحيرة ِ يستريح ْ ..
وتؤرجحُ الموجات ُ أغصان َ الدوالي ..
ها أنت َ تسبحُ ..
هل نسيت َ – بغبطة ِ النشوان ِ – مَن ألقتْ صباها .. ؟!
من داعبتْ حبلَ الأماني ..!!
من أيقظت تلك المعاني ..!!
ها أنت َ تسبح ُ ..
ما لقاربيَ الصغير نسيته ُ ..
فذوى .. وماتْ .. !!
ها أنت َ تسبحُ ..
ما لفيض ِ الأمنيات ِ .. تجمّدتْ أوصاله ُ .. ؟!
كيف استرحت َ ..
وروحيَ الثكلى تئنّ .. على موانئ وحشتي ..؟!
كيف استطعت َ تحَمّل َ الأنات ِ .. يا ظِلّ َ الإله ..؟!
ها أنت َ تسبح ُ ..
والبحيرةُ غادرتْ أعشابَها ..
ها أنت تسبحُ ..
كيف تتركني بلا مأوى ..
ولا ملجا ..
ولا ركن ٍ ألوذ ُ بدفئه الحاني ..
وتنظر نحو جثتي َ الغشيمة ِ في الزوايا ..؟!
قد كنت ُ أحلم ُ أن تراقصني ..
وأن تسري معي ..
فخذ ِ الرغائب َ ..
والعجائب َ ..
والأملْ ..
فلقد حزمت ُ حقائبي ..
واستوطن َ السفرُ البعيدُ ، بروحيَ الظمأى إليك ْ ..
أنا لستُ خائفة ً عليك ْ ..
أنا هذه العصفورة ُ الثكلى ..
وذاك َ جناحي َ الدامي ينقّط ُ فوق ماء الساقية ْ ..
كبُرتْ صغاري ..
أو بَنت ْ أعشاشها ..
أبعَدتها عن عالمي ..
كي لا تضيع َ بوَحشتي ..
وبقيت ُ وحدي ..
في فضاء الريح ِ ..
أستجدي العزاء َ ..
ولا عزاء ْ
________

*كاتبة وشاعرة سورية