أرض الرجال السمر ..واللُقْلُقْ

بِقلم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*
خَطا لبنان خلال ربع قرن من الزمن أو أكثر خطوات هائلة متسارعة نحو إنهيار ألقيم ألأخلاقية ، إضمحلال ألتربية و المباديء الوطنية .. و لتلافي مراجعة تاريخ جُمهورية مَلهوجٌ ذكرها و مفروغ أمرها ، قد ناقش احداثها و مقوماتها نُخَب سياسية و اجتماعية ، اختصاصيون ، خبراء دوليون وباحثون من “إيرفد” Irvid 1958 إلى “ماكينزي” McKinsey 2018 ، كما تخاصم حول حاضرها وتقاسم مغانمها كثيرون حتى باتت مثالبها موضع تندر ورمز انحطاط ، دُهْمَة سوادها أحراج أبيدت حرقآ وتنقيبآ، أدخنة أغبرة ، آسن مياه وبحر وسماء، نَهبُ مال، فرض جزية وإختلاس “سَيْفُ صَدْقُ ألمُبتَذَل” ..
جمهورية في مُستقبلها ألإملاقُ دربها، رجال ألعَدَم يَعدُمون وطنآ يَنحُرون شعبٍآ و المكائد أساس ، أستُبدِلت هجرة اللقلاق بالفتيان وما إستحوا .. ( اللُقلُق Ciconiidae من الطيور المهاجرة ألكبيرة الحجم يتابعه متخصصين لدراسة حركة طيرانه وترحاله يستبشر به العامة عادة ) .. فَألُ خَير أسرابها إن عَبَرت غير سماءنا.
حِكمة يَمانية يوم كان أليمن ألسعيد تقول : “أسوأ الطيور الغراب ، أغباها الطاووس ، اشرفها وأعزها الصقر ، اقواها واحطها النسر”..! خَيمت غُربان ألخُزي إذ غزت من طرابلس إلى صُقع ألبقاع والحدود ، ألجوع كافر والطواويس بلوحات ثلاثية ألأرقام سياراتها تهوى ألتلألوء بين علب ليلٍ لطالما تَجدد ..! ألمال حرام ، عَسَس الظلام تحميها بألأخضر الرنان والميزان إن إستوى لَعمري يبقى مائِلآ حَيث تَميل ..
قال إيليا أبو ماضي عنه “وطن النجوم” فتراءت نجومه في عز الظهيرة .. إبتدعوا له ديموقراطية من دم و دموع شرنقة فساد عنها رووا وما إرتووا، التكنولوجيا خضعت وتميزت مزراب من ذهب “قاتل الله ألحسد” سماسرة أبنية وشبكات حتى ألألياف ألضوئية عُتِمَت.
يتمزق البلد أو يزداد تمزقآ مذهبيآ وطائفيآ، طبقيآ وإجتماعيآ، معيشيآ وإقتصاديآ ولا من “رَتَّا” حتى ، إبتدعوها كيانات مقدسات هيولية “Hyle” ، ألقديس عليها شبح ، ألجوهر صِفرٌ و عسل الكذِب مُصَفى ، ألنَحلُ العَسالُ عاقر رَمزُ فَناء ، ألناس نُحَل منهم من تأبط حقيبة و جواز ، آخرون تَبِعوا الشبح و الغالِبيَة أنطووا على جوع وحزن وبؤس حتى ألكُفر شُرِع ..!
“ألقشلَة” بناها ألعثماني حجارتها تئن من رحابة قاعات وضآلة قرارات ..! لا إصلاح أو ضرب فساد ، لِمامآ يُلَملِمَ ألجمعُ من سُكانها أنفاسه إن إجتمعوا ..! ألمسألةُ ألمُعضِلَة ألجديدة كلمة “ألقوي”..!
أما ألمعادلة Equation ألأشهَر فَ كُتبت على “بُردى” ألسياسة ، ألكل قوي إلا ألوطن هو “ألقاسِم ألمشترك” Facteur Commun ألأضعف ..!
ألأثمان يدفعها ألشَعب و هُم عنه غافلون ، لِكُلٍ بُستانه و قبر ألصَنم “شمون” شفيع ألزيت ، إذ صَار ألزيت دموعآ و هو في ألأصل مَصلُ علاج ، أما ألتحقيق فَمُحَققٌ عُبوره ألسحرة و ألمنجمون ، مُدَعووا ألغيب و علم ألفراسة وَ لَو صَدق ألقائمون بِه ..! ألكل خبير ، ألأرانب تحت ألأبط و ألطاولة سَنانيرها Lynx’es بِشَوق ..!
طافوا حول الطائف والطواف واجب، في كينونة ألدُستور تَوَجَب ألتفسير ولاح، بين علم قانون وعُرف ألضَلالة خيط رفيع مَشدود ألصلاحية على ضيم إنتقام من مَذهب وعلة وجود لِآخر ..! هي سَيان خَواء تلك ألمواد 95 – 19 – 59 إلخ ..! تفسير ألمُفٍسَر بعد ألجُهدِ بِألماء ألملوثَة .! وتبقى ألنفايات سؤال ..!
يُسألون عَن ألمال وَ لا يبالون ، بين خزنة ألمركزي و شارع ألضباب ضاع ألربح و ألرأسمال ، ألذهب خائف من تهجير و ألريح شَمال ، ألسندات تُطبع كأوراق الخريف و ألجِلدُ يباس ..!
جنوبآ دُر و إنتَصِر ، سَيَج ألحدود بجدران ألباطون و ألكوابيس في أحلامِهِ تَترى ، “ألخُلدُ” Mole في ألأنفاقِ إلى يوم ألدين ، مهندس بارع مدهش ، شبكة سراديب مُعَقدة ، ألبراثن مئة و خمسون ألفآ تعدادها و في ألدِقة فِخاخ ..!
إلى أين .؟ سيبكون أرزَآ ما عرفوا قيمته و منه بُني ألهيكل ..!
إلى أرض ألرجال السُمر – موريتانيا Mauritania أو ليس فخر ألبلاد رجالها .؟؟ دُرة ألمحيط ألأطلسي وكنز ألثقافة لِمن يجهل أو تَجَبَر ،، ماؤها زُلال ، بحرها مَوال ، كهرباؤها مَنال ، سَمكها حلال و سماؤها جلال .! ألآثار أركيولوجية Archaeology منذ ألحضارات ألقديمة تضاهي ألفنون ..! لها نَنحَني و نُبارك لرئيسها ألجديد “محمد ولد ألغزواني”، لَيتَهم يتشبهوا إن ألتشبه بألكرام فلاح …!
خِتامَآ ، مُلفِتٌ كفاءة جهاز ألطواريء في “نواكشوط” Nouakchott ألعاصمة : ألخدمات ألطبية 101 ألشرطة 117 ألحماية ألمدنية 118 لِأخذ ألعلمِ و ألسلام .
عَميد ، كاتِب و باحِث .
بيروت في 08.08.2019