أجساد بلا أرواح يتحكمون بلبنان وشعبه

 

بقلم : البروفسور ايلي الزير*

 

 

الإنسان عبارة عن روح وجسد .

منذ ولادته يتكون الانسان من كيانين منفصلين تماماً عن بعضهما. وعندما يولد الانسان تدب الروح في جسد المولود، والروح هي روح الله. اما الجسد فهو المادة المحسوسة في الإنسان. ولذلك فإن كل ما هو مادي في الحياة يعزى الى جسد الانسان ، بينما يعود كل ما يتعلق بروحه الى السمو والى العلى والى الحقائق المطلقة، اي الى الله تعالى، وذلك ما تُجمِع عليه وتتفق حوله تعاليم كل الاديان والكتب السماوية وكل النصوص المقدسة.

ولأن الروح هي روح الله تعالى، وهي التي تسمو وتترفع عن كل الصغائر المادية وعن الدناءات واللهث وراء حطام العالم الفاني، يتضح لنا ان المسؤولين في لبنان وخاصة اولئك الممسكين بزمام المنظومة والذين يتنعمون بمكاسب السلطات واموال ابناء الشعب اللبناني التائهين في بلاد الله، بحثاً عن لقمة عيش شريف، هؤلاء الحكام باتوا مخلوقات مادية بحتة، اي انهم صبحوا عبيداً للمادة وابتعدوا كلياً عن الروح، حتى بات يصح فيهم القول انهم اجساداً خاوية من الروح.

وربما تكون هذه هي النقطة هي الاهم في مقاربة اسباب الازمة اللبنانية والركام الذي وصلناه على كل المستويات . فحين يكون الممسكون بزمام الامور اجساداً خاوية من الارواح، تكون المادة هي الهدف والمبتغى، وعندما تصير المادة هي الشغل الشاغل للحكام تصبح الحياة عبارة عن ميدان مليئ بالحطام الدنيوية المتراكمة فوق بعضها، ويبتعد الله عنا لأننا أبعدنا الروح.

ما أحوجنا في لبنان الى حكام ومسؤولين بشر، تتكامل  لديهم الروح مع الجسد…

——————————

*كاتب وأخصائي سمع