نصرالله :انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “ان الشهداء هم الأحياء المستبشرون فهنيئًا لكل الشهداء، للشهداء المقاتلين والمظلومين من الرجال والنساء والأطفال”.
واضاف في كلمته التي القاها اليوم في احتفال تأبين “الشهداء على طريق القدس” الذي اقامه الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت : “يمتد تبريكنا وعزاءنا إلى كل عوائل الشهداء في كل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة طوفان الأقصى التي أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة”.
واعلن السيد نصرالله انه “لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية من الناحية الانسانية والأخلاقية والدينية لن نجد معركة كمعركة القتال مع هؤلاء الصهاينة المحتلين لفلسطين، وان هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات وهي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله”.
وتوجه نصرالله “بالتحية الى كل الذين تضامنوا وساندوا ودعموا على مستوى العالم من دول عربية واسلامية وأميركا اللاتينية ونخص بالذكر السواعد العراقية واليمنية التي دخلت الى قلب هذه المعركة المباركة”.
وشدد على ان “الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى مما جعل الوضع الانساني سيء جداً، كانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغيانا وقهرا فلذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصًا في واشنطن ولندن”.
وأكد على ان “مخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة”.
وقال ان “عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة”٠.
وكشف ان “هذا الأداء من الاخوة في حماس ثبت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء ان يزيفوا وخصوصًا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الاقليمية”.
وكشف ان “سرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجئة، وان هذا الاخفاء لم يزعج احدا في فصائل المقاومة على الاطلاق بل أثنينا عليه جميعا وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة”.
ورأى ان “هذا الأداء من الاخوة في حماس ثبت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء ان يزيفوا وخصوصًا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الاقليمية”.
كما اكد على ان “معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت ان هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف أقليمي ودولي”.
واعتبر ان “ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الاطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها”.
وقال ان “العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى الى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني أمني وسياسي ونفسي ومعنوي وكانت له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان”.
ورأى انه “مهما فعلت حكومة العدو خلال الشهر الذي مضى وخلال الأسابيع المقبلة فلن تستطيع على الاطلاق ان تغير من آثار طوفان الاقصى الاستراتيجية على هذا الكيان”.
واضاف “كشفت عملية طوفان الأقصى عن الوهن والضعف في الكيان وأنها بحق أوهن من بيت العنكبوت”.
وتابع “سارعت الادارة الاميركية برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل ان يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة”.
ورأى ان “هذه السرعة الاميركية لاحتضان اسرائيل ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان”.
وقال :أن يأتي الجنرالات الاميركيون الى الكيان وفتح المخازن الاميركية للجيش الاسرائيلي وطلب اسرائيل من اليوم الأول 10 مليارات دولار فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟”
واعلن ان “هذه النتائج يجب أن تُشرح وتُبيّن لنعرف ان التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان أنها تضحيات مستحقة”.
وكشف ان “هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر لذلك كان الخيار صائبًا وحكيمًا ومطلوبًا وفي وقته الصحيح ويستحق كل هذه التضحيات، وكان واضحًا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى ان العدو كان تائهًا وضائعًا”.
وقال “أمام غزة والحادث المهول الذي تعرّض له العدو يبدو ان حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الاطلاق”.
واعتبر ان “ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمي ونوعي ولكن من نفس الطبيعة”.
واكد على ان “من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها”.
وذكر انه “في عام 2006 وضعوا هدفًا يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الاسيرين من دون تفاوض وتبادل ولمدة 33 يومًا لم يحققوا أهدافهم واليوم في غزة الوضع نفسه لكن مع حجم الجرائم والمجازر”.
وشدد نصرالله على ان “ما يقوم به الاسرائيلي هو قتل الناس في غزة فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين ولا توجد حرمة لشيء فالاسرائيلي يدمر أحياء بكاملها”.
واشار الو اننا “كلنا شاهدنا بأم العين بطولات المقاومين في غزة فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة كيف سيتعامل العدو الاسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع”.
ورأى ان “المشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة تقول لهؤلاء الصهاينة مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة بأنك لن تستطيع من خلال القتل والمجازر ان تصل الى أي نتيجة”.
وقال :”اليوم شهداء غزة وأطفالها والنساء يكشفون كل هذه الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل اعلام عالمية ودولية للتغطية عن هذا الكيان”.
واكد على ان “ما يحصل في غزة يكشف المسؤولية الاميركية المباشرة عن كل هذا القتل والنفاق الأميركي”.
واضاف :”ما يجري في غزة يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا، ومشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو”.
واعتبر ان “أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة واسرائيل هي أداة فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف اطلاق النار”.
وشدد على ان “الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة لذلك أتى قرار المقاومة الاسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا وهو قرار حكيم وشجاع”.
واكد على ان “واجب كل حر وشريف في هذا العالم ان يبيّن هذه الحقائق التي تحدثنا عنها في معركة الرأي العام والرأي العام العالمي بدأ ينقلب على هؤلاء الطغاة المجرمين الذين يقتلون الاطفال والنساء والرأي العام العالمي يرى ذلك، ويجب ان يتحمل الكل مسؤوليته”.
وذكر بأنه “في العام 1948 عندما تخلى العالم عن الشعب الفلسطيني قام هذا الكيان ودفع الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة تداعيات وآثار قيام هذا القيام ولبنان من اكثر الدول التي عانت من وجود هذا الكيان الغاصب”.
واكد على ان “ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها وهذا ما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية”.
واعتبر ان “هناك هدفان يجب العمل عليهما هما وقف العدوان على غزة والهدف الثاني أن تنتصر حماس في غزة”.
وقال ان “انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار الاسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصًا دول الجوار”.
وشدد على ان “انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار الاسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصًا دول الجوار”.
ورأى ان “العدو يغرق في رمال غزة ولكنه يستقوي ويتهدد الشعب اللبناني بدماء الأطفال والنساء في غزة والمساجد والكنائس فيها”.
وقال :”عليكم العمل من أجل وقف العدوان على غزة ولا يكفي التنديد بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء. وللأسف كان الخطاب في السابق اقطعوا النفط عن أميركا واليوم نطلب بوقف التصدير الى اسرائيل”!
وسأل :”أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟”.
واضاف:” بالرغم من كل التهديدات قام الشعب اليمني بعدة مبادرات وأرسل صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيرات الى إيلات وإلى القواعد العسكرية الاسرائيلية في جنوب فلسطين”.
وقال لمن ينتظرون اعلاننا اننا سندخل المعركة “نحن دخلنا المعركة منذ 8 تشرين الأول، وما يجري على جبهتنا مهم ومؤثر جدًا وان “ما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يتم الاكتفاء به على كل حال، رغم ان ما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان”.
واعلن ان “المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها، والجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا”.
ورأى انه “لو كان موقفنا التضامن سياسيا والتظاهر لكان الاسرائيلي مرتاح عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب الى غزة”.
واكد على ان “جبهة لبنان استطاعت ان تجلب ثلث الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع لبنان، وجزء مهم من القوات الصهيونية التي ذهبت الى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة ونصف القدرات البحرية الاسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا”.
وتابع :”ربع القوات الجوية مسخرة باتجاه لبنان وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجة باتجاه جبهة لبنان ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات. وهذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضًا لدى الأميركيين”.
وقال ان “العدو يقلق من امكانية ان تذهب هذه الجبهة الى تصعيد اضافي او تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل وعلى العدو ان يحسب له الحساب”.
ورأى ان “هذا الحضور في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعًا، وان عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك”.
وقال ان “هذه المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر ايمانا وقناعة بوجوب التحدي وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات والتضحيات”.
واضاف :”يتحمل العدو اليوم كل عمليات المقاومة ويضبط إيقاعه لأن لديه خشية حقيقية من ذهاب الأمور إلى ما يخاف، وهذه العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنهم”.
وكشف قائلاً:”قيل لنا منذ اليوم الأول اذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الاميركي سوف يقصفكم لكن هذا التهديد لم يغيّر من موقفنا أبدا”.
واعلن اننا “بدأنا العمل بهذه الجبهة وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان”.
وقال:”بدأنا العمل بهذه الجبهة وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان، وأحذر العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني”.
وتابع:”أقول بكل شفافية وغموض بناء ان كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وان كل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في أي وقت من الأوقات ويجب ان نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة”.
واعلن ان “أساطليكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الايام وأقول لكم ان اساطيلكم التي تهددون بها لقد أعددنا لها عدتها أيضًا”.
وتوجه للادارة الأميركية بالقول “ان الذين هزموكم في بداية الثمانينيات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم”.
وتابع :”من يريد منع قيام حرب أميركية يجب ان يسارع الى وقف العدوان على غزة واذا حصلت الحرب في المنطقة فلا اساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع”.
واحد على انه “في حال أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر”.
كذلك توجه السيد نصرالله الى “الشعب الفلسطيني ولكل المقاومين الشرفاء في المنطقة : ما زلنا نحتاج الى وقت ولكننا ننتصر بالنقاط وهكذا انتصرنا في عام 2006 وفي غزة وهكذا حققت المقاومة في الضفة انجازات”.
واعتبر ان “المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الانجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه ونحن جميعا يجب ان نعمل لوقف العدوان على غزة وتنتصر المقاومة في غزة”.
وقال :”أنا شخصيًا ومن موقع التجربة الشخصية مع الامام الخامنئي الذي كرر يقينه وايمانه ان غزة ستنتصر وان فلسطين ستنتصر وهو الذي قال لنا ذلك في الأيام الأولى في عدوان تموز”.
وختم بالقول :”غزة ستنتصر وفلسطين ستنتصر وسنلتقي قريبًا للاحتفال بذلك”.