نصرالله: الانتقام الاسرائيلي المتوحش يعبر عن طبيعة وحقيقة الكيان
رأى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “ان هذه العملية كانت الأكبر والأعظم في تاريخ المقاومة”.
وقال نصرالله في كلمة القاها اليوم بمناسبة “يوم الشهيد”:” هذا اليوم هو يوم شهيد حزب الله ونقصد به كل شهيد من أول شهيد مع انطلاق مسيرة المقاومة في حزب الله عام 1982 إلى آخر شهيد تم تشييعه اليوم، واليوم قُرانا في الجنوب والبقاع وفي بيروت شيّعوا العديد من الشهداء الأعزاء”.
واشار الى ان “دماء الشهداء هي التي انتصرت على السيف الأميركي الاسرائيلي المسلَّط على شعوب منطقتنا، والشهداء في مسيرتنا لهم مكانة خاصة ونحن نشعر ببركاتهم في كل ساعة وكل يوم بالأمن والأمان والتحرير والحرية والشرف والحماية من خلال قوة الردع التي صنعوها”.
وقال : “أعترف لعوائل الشهداء بالثبات والتضحية والوفاء وبالتخلي عن كل أطماع الدنيا وهم الذين يدافعون عن هذه المسيرة وأشيد بكلام عوائل الشهداء منذ 8 تشرين الأول عن استعدادهم لتقديم المزيد دفاعًا عن لبنان وغزة”.
واعلن ان “هناك حدثان يتعاظمان الأول هو العدوان الصهيوني على المدنيين في غزة والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية ضد قوات العدو”.
وكشف ان “غزة تتعرض لعدوان مؤلم وجرائم عظيمة لم تتوقف منذ 7 تشرين الأول والغريب أن ضمن جرائم العدوان الاعتداء العلني على المستشفيات من قبل العدو بحجج واهية، وهذا الانتقام المتوحش يعبر عن طبيعة وحقيقة الكيان ويُراد منه اخضاع الشعب الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة وليس فقط أهالي غزة. العدو يريد تحطيم ارادة المطالبة بالحقوق المشروعة والدفع بثقافة الاستسلام وأن يقول لكل الفلسطينيين من خلال جرائمه في غزة انسوا أرضكم ومقدساتكم، وهنا العدو يخطئ من جديد في حساباته لأن جرائمه في فلسطين منذ 1948 لم توقف العمل المقاوم بل تعاظم وصولًا إلى ما أنجزه المقاومون في كتائب القسام في 7 تشرين الأول”.
وقال :”أيضًا المقاومة في لبنان منذ الـ82 حتى اليوم رغم المجازر لم يتركها الناس”.
ورأى ان “هناك وسائل إعلام عربية وكُتاب عرب يساعدون بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الهدف الاسرائيلي”.
واعتبر ان “شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزة وفي الضفة أيضًاً.
وأكد على انه “إذا كانت شعوبنا ترفض التطبيع بمعزل عن ارادة بعض الحكام قبل المجازر في غزة فهم بعد هذه الوحشية سيكون رفضهم للتطبيع مع العدو أصلب وأقسى وان شعوبنا لن تيأس لأن خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزة وفي الضفة الغربية ايضاً “.
كما شدد على ان “العدوان على غزة سبّب تبدل الرأي العام العالمي وكشف الزيف الاسرائيلي، وتبدل الرأي العام العالمي يخدم أهل غزة ومشروع المقاومة والأهم هي المظاهرات التي تحصل في واشنطن ولندن وباريس والدول الأوروبية لأنها تضط على حكوماتها”.
ورأى انه “لا يوجد من يدعم اليوم هذا العدوان إلا الإدارة الأميركية وتابعها الانكليزي وبسبب المجازر العالم لم يعد يتحمل هذا الأمر ما يشكل عامل ضغط عليهم”.
واعتبر ان “أميركا هي التي تدير هذا العدوان وهي من تستطيع وقفه وفي “اسرائيل” هناك حمقى يفكرون بمستقبلهم فقط كنتنياهو وغالانت”، مؤكدا على انه “لا يوجد من يدعم اليوم هذا العدوان إلا الإدارة الأميركية وتابعها الانكليزي وبسبب المجازر العالم لم يعد يتحمل هذا الأمر ما يشكل عامل ضغط عليهم، وكل الضغط والاستنكار يجب أن يتوجه إلى الأميركيين وكل عوامل الضغط يجب أن تتمركز على الادارة الأميركية لأنها صاحبة القرار”.
وذكر بأن “هناك قمة تجمع 57 دولة عربية واسلامية والعالم والشعب والفلسطينيون يتطلعون إلى هذه القمة ولا يطالبونها بارسال الجيوش وبما لا يقدرون عليه بل يطالبونهم بالحد الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن يطالبوا الأميركيين بوقف العدوان وأن يتوعدوا باجراءات جديّة”.
وقال ان “من جملة جبهات المساندة التي يتحدث عنها العدو هي جبهة الضفة الغربية التي تُقلق العدو ويخشاها، والجبهة الثانية هي اليمن الذي اتخذت قيادته وشعبه قرارًا جريئًا وارسلوا على دفعات الصواريخ والمسيّرات باتجاه الكيان الغاصب والتي تصدت لها أميركا وللأسف بعض الدول العربية”.
ورأى ان “ما قام به الأخوة في اليمن آثاره كبيرة ولو أن الصواريخ والمسيّرات اليمنية فرضًا لم تصل ففي اليمن هناك حكومة وجيش وليست كباقي حركات المقاومة ما أعطى دعمًا للمقاومة الفلطسينية، واليمن يقوم بخطوات كبيرة ومباركة مع العلم أنه وُجّهت اليهم باعادة العدوان عليهم وهي حرب أميركية بامتياز”.
كما اشار الى ان “المقاومة الاسلامية في العراق تستهدف القواعد الأميركية في سورية والعراق دعمًا لغزة وطرحت معادلة وقف العدوان على غزة حتى يتوقف استهداف قواعد الاحتلال الأميركي. حتى الأمس صباحًا اعترف بـ46 هجومٍ على قواعده في سورية والعراق وإصابة 56 جندي، وهذه شجاعة عالية من المقاومة العراقية لأنهم يقاتلون أميركا التي أساطيلها تملأ البحار وهم يواجهونها بالنار والأميركيون أرسلوا تهديدات للاخوة في العراق وهنا في لبنان”.
واعلن ان “السفيرة الأميركية في لبنان نفت أي تهديد لحزب الله من قبل الادارة الأميركية وهي إما كاذبة أو جاهلة، ومشيرا الى ان أميركا لم تترك قناة غربية وعربية ولبنانية لايصال التهديدات إلا وأوصلت عبرها التهديدات ولكن هذا التهويل لم يوقف العمليات لا في اليمن ولا في العراق ولا في لبنان”.
كذلك لفت الى ان سورية في الحقيقة تحمل مع محور المقاومة عبئًا كبيرًا جدًا وموقفها ثابت في كافة المحافل الدولية ، وسورية رغم موقفها الصعب اليوم إلا أنها تحضن حركات المقاومة وأي عملية من الجولان يقوم كيان العدو بقصف مطارَي دمشق وحلب”.
وكشف ان “المسيّرة التي وصلت إلى ايلات وأثارت الرعب هناك ضاعت “اسرائيل” في تشخيص الجهة التي انطلقت منها ووصلت في نهاية المطاف الى اتهام احدى تشكيلات حزب الله واستهدفت سورية وسقط لنا شهداء هناك”.
واضاف :”سورية التي تعرضت لحرب كونية على مدى 12 عامًا وتُحاصر بقيصر اقتصاديًا ولا يزال جيشها منتشرًا على مساحات واسعة لمواجهة الجماعات الارهابية”.
وتحدث عن جبهة ايران فقال انها “تدعم بشكل كامل ومستمر حركان المقاومة واذا كان هناك من قوة للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي المنطقة فبالدرجة الأولى للدعم المالي والعسكري من ايران”.
واكد على انه “في الجبهة اللبنانية منذ 8 تشرين الأول العمليات مستمرة وفي ظل الحضور الدائم للمسيّرات المسلحة الاسرائيلية وهو عامل جديد في المواجهة عملياتنا مستمرة، وعندما يذهب أولادكم واخوانكم لاستهداف العدو بالصواريخ الموجهة أو القذائف المدفعية هم بمثابة استشهاديين وهذا يعبر عن مدى شجاعتهم”.
وكشف انه “حصل ارتقاء في العمل المقاوم كمي وبنوع الأسلحة وبالعمق فهذه المرة الأولى التي نستخدم المسيّرات الانقضاضية وصواريخ البركان حيث زنة المتفجرات فيه ما بين 300 إلى 500 كلغ تنزل على رؤوس قوات العدو”، مشيرا الى ان “هناك ارتقاء بالعمق سواء بالكاتيوشا أو بالمسيّرات وهذا ما استلزمته طبيعة المعركة”.
وذكر نصرالله بأن “أحد مستشفيات الجليل يقول إنه وصل الى مستشفاهم أكثر من 350 إصابة من الجنود والمستوطنين عدد كبير منهم يصل بجروح خطيرة”.
وقال :”كان هناك استهداف لمدنيين الأسبوع الماضي حيث تعرضت سيارات للاخوة في كشافة الرسالة وسقط لهم جرحى وتم الرد باحدى عمليات المقاومة على هذا الاعتداء.فقد تعرضت سيارة مدنية لعدوان صهيوني راح ضحيته جدة وحفيداتها الثلاث والتي ردّت عليها المقاومة وبسرعة وكانت المرة الأولى التي نستهدف كريات شمونة بالكاتيوشا. وهناك ما لم نُعلن عنه وهو الادخال اليومي لمسيرات الاستطلاع التي يصل بعضعها إلى حيفا وعكا وصفد ،بعض المسيّرات يعود وبعضها لا يعود ونحن نرغب بأن لا تعود لأنه يستنزف القبة الحديدية والباتريوت وهذا عمل يومي قد يصل إلى 3 مسيّرات”.
وخلص الى ان “مجموع الأداء في جبهة لبنان يعترف الاسرائيلي أنها ارتقت ما رفع لديه منسوب القلق لذلك سمعنا تهديدات جديدة من نتنياهو وغالانت. ونحن مستمرون بهذا الأداء ونقيّم يوميًا ونقرر وستبقى هذه الجبهة ضاغطة على العدو”.
واشاد نصرالله “بالمجاهدين الموجودين في الجبهات الامامية وبالبيئة الحاضنة التي تتحمل عبء التهجير وتقديم الشهداء، والموقف اللبناني العام المؤيد أو المتفهم لما تقوم به المقاومة جنوبًا إلا بعض الأصوات الشاذة والمحدودة”.
واعلن ان “المشهد العام الذي بدأناه من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان نقول إننا في معركة جمع الانجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بانزال الهزيمة بالعدو، وعندما نتحدث عن حركات المقاومة على مر العصور احتاجت لسنوات طويلة والى تضحيات متواصلة وتراكم انجازات”.
وقال ان “الفشل الميداني والخشية من انفتاح الجبهات باتجاه أوسع وضغط المهجرين لدى الكيان في الداخل ووضغط عوائل أسرى العدو ستضغط على العدو وتضيق الوقت لديه”.
وختم بالقول: “نعاهد كل شهدائنا الأبرار الأعزاء الأحباء بأن نمضي في هذا الطريق كمقاومة وبيئة وشعب وعوائل ومضحين ونحفظ ونصون أهدافهم ونراكم انجازاتهم لنصل الى النصر النهائي والنصر النهائي آت آت آت آت إن شاء الله”.