سبعة قتلى – شهداء مسيحيون (( أحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *سورة آل عمران ، آية: ١٦٩ )) و عشرون جريحآ ضَحية ألأعتداء ألأِرهابي “ألْكَمين” على حافلة تنقل حُجاجَآ أقباطآ كانوا عائدين من زيارة دير ألأِنبا صَموئيل في محافظة ألمنيا / صَعيد مَصر ..
تسعة عشر مُسلحآ إرهابيآ من ألمتورطين في ألإعتداء قُتلوا في إشتباك مع قوات ألأمن المصرية بعد مداهمة مَخبأهم في ألمنطقة ألصحراوية غرب ألمحافظة ..
ليس جديدآ مُسَلسل ألإعتداءات ألإرهابية على أقباط مصر ،، لكن ألمُستَغرَب و ألمُستَهجَن تكرار ألهجمات بنفس ألأسلوب “كمائن تستهدف حافلات الحجاج على الطريق ألصحراوية المؤدية إلى دير ألإنبا صاموئيل” !! و في نفس ألمكان الذي حَصَل فيه الهُجوم الدَموي العام الماضي “أيار ٢٠١٧”
و إستهدف أيضآ حافلة تنقل حجاجآ إلى الدير نفسه أسفر في حينه عن سقوط ٢٩ قتيلآ ،، و قد تبنى تنظيم “داعش” ألإرهابي كِلا ألهجومين و معظم ألإعتِداءات ألإرهابية ألأُخرى ..!
بشراسةِ و دموية ،، أستُهدِفَت أيضآ العديد من الكنائس القبطية الأرثوذكسية بتفجيرات سَقط فيها عشرات القتلى و الجرحى في وسط ألعاصمة ألقاهرة و مدن ألإسكندربة و طنطا و غيرها ..
مصر ليسَت ضعيفة و قواها ألأمنية مُحتَرِفة و فاعِلَة ٫٫ إلا أن تكرار الهجمات كما ذكرنا آنفآ (( ألأسلوب؛ ألمكان؛ أليات الدفع الرباعي؛ ألأسلحة المستخدمة؛ طرق الفرار؛ ألأوكار )) .. يستهدف أيضآ ثقة المواطنين ألأقباط بالدولة و أجهزتها ألأمنية و هنا مَكمَن الخُطورة ألإضافي ، إذ كان بالإمكان مُداهمة مَخابيء المسلحين في المنطقة الصحراوية غرب محافظة “المنيا” قبل حصول ألإعتداء كتدبير أمن وقائي ،، لا سيما و أن السفارة الاميركية في القاهرة حذَرَت ألقيادة الامنية المصرية قبل يومين من الهجوم عن تحضير داعش لإعتداءات و تفجيرات جديدة سَتستهدف أماكن تَجمعات المسيحيين الأقباط ..
لذا بدا للمصريين عامة و الطائفة المسيحية خاصة أن التَقصير ألأمني فاضح “صحيح”،، إنهيار المنظومة الامنية ألشرعية “غير وارد”،، إرتباط الهجمات و ألإعتداءات بما يحصل في شبه جزيرة سيناء “مؤكد” ..! فعمليات الجيش المصري للقضاء على التنظيمات الإرهابية ما زالت متواصلة و المتشددون الإرهابيون يَتحصَنون في مغاور و كهوف الجبال في صحراء محافظة أسيوط و ما هجماتهم الوحشية على ألأقباط إلا لتشتيت جهد القوى الامنية و العسكرية ..
زرع الفِتنة بين المُسلمين و الأقباط و ضرب الوحدة الوطنية في مصر هدفٌ يسعى إليه تنظيم “داعش” كما كُل تنظيمات الفكر التكفيري “تنظيم الحمدين ،، تنظيم أنصار بيت ألمقدس إلخ” ..
بصمتٍ دؤوب يقف يوسي كوهين رئيس جهاز مخابرات العدو “ألموساد” في خلفية المشهد و ليس خلف الستار ،، و ضمن ألمستوى ألإعدادي لتنفيذ صفقة القرن يعتبر تهجير ألأقباط المصريين من أرضهم في محافظة المنيا و شمال سيناء إلى ألإسماعيلية أو أماكن أخرى ضرورة في سياق تحضيرات إقامة دولة فلسطينية في غزة و شمال سيناء ،، إذ أن منازل الأقباط المصريين بعد تهجيرهم تكون جاهزة للفلسطينيين و البنية التحتية مؤمنة و بالتالي لا تأخير في تنفيذ المخطط الخطير و الجُهَنمي ..
في هذا السياق سُجِلَ :
*ناقش الكونغرس ألأميركي مشروع قانون حماية الأقباط في مصر و ربط ألمعونات ألأميركية بضمان مساواة المسلمين و الأقباط و عدم تهميشهم و حمايتهم ..!
*خطة “ترامب” بشأن الأقليات الدينية في الشرق الأوسط ؛ حيث أعلن سحب تمويل واشنطن للأمم المتحدة، وتحويله لدعم “الأقليات المضطهدة في الشرق الأوسط والمنظمات الدينية الخاصة ..
*إعلان الدولة الإسلامية “داعش” في شمال سيناء و استهدافها للأقباط على وجه التحديد و قرارها متابعة الهجمات ضِدَهُم في سيناء إلي حَد تَفريغهم منها و تهجيرهم ..
*كشف مجلة “إنتلجنس أونلاين” Intelligence On Line الفرنسية معلومات عن لقاء سري عُقد في العقبة بتاريخ 17.06.2017 جمع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي و قادة استخبارات دول عربية لتنسيق الجهود ضمن هذا الإطار ..
لا شك أن تبعات تلك الهجمات رغم دمويتها و ضحاياها توازي بِخُطورتها كما في نتائجها أيضآ ضَرب التعايش بين الطوائف الدينية ومستقبلها في مصر، فألعُنف الأهلي الموجه ضد الأقباط على خلفيات مشاحنات طائفية تتعلق مثلآ ببناء الكنائس أو التحول الديني و غير ذلك من أسباب دينية إجتماعية يَفرضُ على السلطات المصرية ضرورة التعامل معها بحزم و جدية حفاظآ على السلم الأهلي و الوحدة الوطنية .
القضية القبطية مشكلة تاريخية ونتاج لمنهج أنظمة متعاقبة لا بد من معالجتها عبرَ :
*وضعِ أُسسٍ دستورية لدولة المواطنة القادرة على إدارة مختلف شرائح المجتمع في إطار القانون مع ضمان حقوق الإنسان المصري سواءً كان من الأقلية المسيحية أو الأغلبية ألمُسلِمَة ..
*تجفيف منابع ألإرهاب الفكري المتطرف و المالي و عدم الإكتفاء بالحل الأمني الذي لم يستطع القضاء على تلك المجموعات و إعتداءاتها و جرائمها المروعة بصورة جذرية ..
*تعاون ألأجهزة ألأمنية المصرية مع مثيلاتها في دول الجوار العربية و وضع إستراتيجية موحَدَة لِلمُكافحة ..
*دعم ألأجهزة ألأمنية بالعتاد و العديد اللازم و رفع ألمستوى ألإستخباري “ألتقصي،ألمُخبرين،جمع ألمعلومات” و تطوير تقنياتها و أسلوب تنفيذ مهامها ..
*إسقاط المخطط ألمرسوم و رفض الحلول التي تؤدي إلى إنهاء القضية الفلسطينية ،، خاصة و أن بعضها سيكون على حساب وحدة مصر و شعبها ..
*إلخ … مما سقط سَهوَآ ..
تاريخيآ ,, ألإضطهادات التي تعرض لها ألأقباط ألأرثوذكس تعود إلى عام 303 م على يَد “دقلديانوس- الدولة الرومانية” ،، و على مَرِ ألحَقبات و توالي الدول أستشهد ألألاف مما دفع الكنيسة ألقبطية إلى إعتماد تقويم الشهداء “ألروزنامة” و الذي يبدأ عام 284 م تاريخ بدءِ حكم هذا ألطاغية ..
و تاريخيآ أيضآ ..!! — “ماريا ألقبطية” إحدى زوجات ألنَبي مُحَمَد عليه السلام و أُم وَلَدِه إبراهيم ؛ قالت له : “عندما تَفْتَح مَصر كُن طيبَآ مَع ألأقباط لِأنَهُم تَحتَ حِماك وَ هُم جيرانَك وَ أنسِبائَك”..
وَ لَنا مِنَ ألتارِيخِ عِبَرٌ ..!!