“ترامب” ألرئيس ألحَكيم ،، Trump The wise president .!

بِقَلَم ألْعَميد مُنْذِر ألأيوبي *

ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب شَخصية ذات فَرادة ، متميزة و مثيرة للجدل بشكل دائم ، قراراته تَأتي من تقييمه الشخصي للأحداث و الوقائع من منطلق ألواثق بنفسه لا من مَنطِق مُستشاريه ، يؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية حينآ و يودي نحو إرتدادات سلبية أحيانآ أخرى . رغم مرور نصف ولايته زمنيآ بقي مثابرآ على تفادي حروب مُكلِفة بشريآ و ماديآ مُكتفيآ بعقوبات متنوعة مالية و إقتصادية حَاوَلَ فرضها على ألأخصام و الأعداء مُراهنآ على حَصد نفس النتائج .

سلوكياته تحمل الكثير من علامات ألإستفهام و ألإعتراض لدى ألحلفاء ، هُم لم يعتادوا كلامآ صريحآ قد يصل إلى حد ألوقاحة تارةً أو إرتجاليآ تارةً أخرى ، في الحالتين يكون مقتنعآ برأيه قادرآ على التراجع عنه متى أراد ، دون ان يقيم وزنآ لنقد من هنا أو انتقاد من هناك و هذا يؤخذ له لا عليه .
تكمن في خلفية حكمه لا إراديآ رؤية و إستراتيجية رجل ألأعمال المستثمر الناجح ، هذا الأمر لا يُعَوِض قلة خبرته السياسية أو حنكة ربما تعوزه ، لكن الطاغي لديه يبقى عَظَمَة أميركا هيبتها و قدراتها .

أميركا ألدَولَة ألأولى في ألعالم حتى ألآن على معظم الصُعد سياسيآ، عسكريآ، تكنولوجيآ، إقتصاديآ و ماليآ ، هذه من نقاط قوتها و ضعفها في آن ، متأكد من ذلك الرئيس ترامب و يجهد للحفاظ عليه ..!

من منظوره حق معلوم ل واشنطن فرض مساهمات مالية أكبر و تسديد مستحقات متوجبة أكثر على ألدول الأوروبية الأعضاء في حلف NATO .. من جهة أخرى يستسيغ قبض ألثمن نفطآ أو مالآ من دول تحميها أميركا ..! غير خَجِل من ضبط موجات نزوح غير شرعية تشكل عبئآ إضافيآ على إقتصاد بلاده .. يسعى إلى ألإيفاء بوعده إعادة معظم جنوده إلى أرض الوطن و الحفاظ على حياتهم ..
مقتنع بضرورة تحسين و رفع مستوى حياة و معيشة الاميركيين إضافةً إلى تحديث البنى التحتية للمدن و الولايات .. توازن الميزان التجاري و مكافحة التجسس التكنولوجي و الصناعي سِواءً مع الصين أو غيرها من ألأولويات ، أمر مشروع بألنسبة له لا غبار عليه ..!

مُثيرَةٌ تهديداته ألعسكرية و تحركات أساطيله على مدى الكوكب ، “حِكمَة” بِرأيِه يُصيب فيها هدفان سويةً يُرهِبُ بِها أعداءه ما إستطاع و يمتص جنوح بعض إدارته نحو حُروب مستنقعات لا يرغب الغرق فيها ، نقطة الضعف كامنة هنا في “الحِفاظ على الهَيبَة” حَذارِ قد تجر في آخر ألمطاف إلى ألزر ألنووي ، ألكبرياء أمر قد يَفرُض ذلك ربما و قد يصل أحيانآ كثيرة إلى حَد ألإنتحار ، هذا ما لا يريد بلوغه و هو مُحِق في ذلك ..

فنزويلا حديقة خلفية للولايات المتحدة ، تَرَك الأمور فيها تأخذ مداها بين معارضة و موالاة ، لا يريد غزوآ يهواه أو يرغب به كثيرين في ألبنتاغون ، هو في ذلك يجاري الرئيس ألروسي بوتين و واثق من عقلانيته ..

يراعي وضع الكيان الصهيوني معتبرآ إياه ولاية اميركية إضافية و هذا أمر غير مستغرب أو نهج جديد ، إنه في صلب إستراتيجيات ألدَولَة العميقة أمر لا مناص منه ، ليس إستدارة طارئة بل تاريخ طويل من أداء السياسة الاميركية ألمنحازة منذ نشوء دولة إسرائيل المُغتصِبَة .

ألرئيس ترامب بِغض النظر عن مصالحه الانتخابية يعلم أن توقيع صك ضم الجولان لإسرائيل شيك
دون رصيد ، كما يعلم أيضآ أن إغتصاب ألأرض شيء أما تحريرها فرهن إرادة الشعوب و قدرتها فَ
“ما أخذ بالقوة لا يسترد بِألهِبة بل ينتزع بالنضال به تُستعاد ألحقوق”.!
مما لا شك فيه أن إقدامه على نقل ألسفارة ألأميركية إلى القدس الشريف معتبرآ إياها عاصمة الدولة ألعدو أمرٌ مُستهجن ، مُستنكر و مَرفوض لكنه بنظره حقيقة فرضها ألواقع أمام تخاذل أهلها من عَرب مُسلمين و مَسيحيين ..!
صفقة القرن لماذا يرفضها ؟؟ أو يمتنع عن السير بها طالما ان العديد من الدول العربية تؤيدها أو على ألأقل صامتة عنها ، أما التطبيع مع إسرائيل فَ جارٍ على قدم و ساق فهل يكون مَلَكيَآ أكثر من الملِك ..؟
في ليبيا ، السودان ، الجزائر و غيرها ..! شعوب عربية تَطحَن انظمتها و تسقطها دون بدائل أرقى تنتشلها من فساد و ظلم و تخلف فَعلام ألتدخل .؟

إنسحابه من ألإتفاق النووي ألإيراني خطأ جسيم و إن أعتبره مجحفآ أو غير كافٍ ، في المواجهة ألعربية الإيرانية ذات الأبعاد المذهبية السنية الشيعية لا مشكلة لديه طالما المصالح الاميركية مؤمنة ، أما حرب التحالف العربي على اليمن فألمشهد هو عَرَبٌ يَذبحون عَرَبَآ ..!

كِباش المواجهة مع طهران لعبة على نصل السيف ألأفضل ألتعادل دون أهداف ، مُخطيء من يظن أن هنالك مُنتصرٌ و مَهزوم ، أسلوبه شبيه أداء ألرئيس الراحل كنيدي Kennedy خلال أزمة خليج الخنازير أما الخوف و الخشية فهو أن يلقى نقس النهاية و ألقَدَر مَحتوم ، سيما و أنه منح إسرائيل و رئيس وزراءها نتنياهو كل ما في جعبته !

رُبَ قائل هذا مديح و آخر يَعتبره تقييم ، لكن ما ذُكر هو عَن مَسارِ رئيس توصيف لواقع و إستنتاج بعد وقائع ، إن كان خطأ فألأجر في المحاولة أما الصواب فله أجرآَن و ألمُستَقبَل فَيْصَل .

بيروت في 20.05.2019
*عميد متقاعد ، كاتب و باحث.