الشيخ قاسم : ما تسمعونه طحن في كركعة لأنه لم يُطرح إلى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل وقابل لنُناقشه
القى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها اليوم بعيد انتخابه شكر في مستهلها. “ثقة قيادة حزب الله، قيادة الشورى الموقرة المؤتمنة من المجاهدين والناس على هذه المسيرة، أنهم اختاروني لهذا الحمل الثقيل، ولكن هذا دليل ثقة، أطلب العون من الله تعالى أن أكون خادمًا لهذه المسيرة، مسيرةالمجاهدين والشهداء، وأن أتحمل هذا الحمل الثقيل إن شاء الله تعالى”.
وقال :”هذه الأمانة هي أمانة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه الذي قال لنا الوصية الأساس حفظ المقاومة. هذهالأمانة هي أمانة القائد الكبير السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وهنا استحضرت كلمته عندما استشهد سماحة الأمين العام السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه وخطب السيد حسن رضوان الله تعالى عليه فقال“أرادوا من قتلهم أميننا العام أن يهزموا فينا روح المقاومة وأن يحطموا إرادة الجهاد ولكن دماؤه سوف تبقى تغلي فيعروقنا وستزيدنا عزمَا على المضي في هذه الطريق“. هذه الأمانة هي أمانة السيد هاشم صفي الدين والشيخ راغب حربوالشيخ نبيل قاووق والقادة الشهداء عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، فؤاد شكر، ابراهيم عقيل، علي كركي، حساناللقيس، هؤلاء القادة الشهداء وغيرهم الكثير هي أمانتهم، أسأل الله تعالى أن يعينني لحفظ الأمانة وأن أعمل مخلصًافي طريق الجهاد والمقاومة”.
اضاف :”السؤال الطبيعي الذي يُطرح في أول لقاء، ما هو برنامج عمل الأمين العام؟ برنامج عملي هو استمرارية لبرنامج عملقائدنا السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في كل المجالات السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية،سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسيةالمرسومة، طبعًا نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بحسبها.
من هنا سأتناول بعض القضايا كمحطة لتبيانها وتحديد موقفنا منها:
أولًا، مساندة غزة، كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة ولحق أهل غزة علينا وعلىالجميع أن ينصروهم، لهم حق إنساني وعربي وإسلامي وديني وقومي، لا يُقال لنا لماذا ساندتموهم، بل يقال للآخرينلماذا لم تساندوا أهل غزة.
وُجدت مقاومتنا لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية ومن أجل تحرير الأرض، بعضهم يعتبر أنّ إسرائيل استُفزّت، وهلتحتاج إسرائيل إلى ذريعة؟ وهل نسينا 75 سنة من قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وسلب الأرض والمقدسات والأملاكوالقدرات وارتكاب المجازر؟ ورأينا فقط ما حصل في طوفان الأقصى كتعبير حقيقي عن هذا الرفض لهذا الاحتلال لمدة 75 سنة.
أما في لبنان قبل أن يكون حزب الله موجودًا اعتدت إسرائيل سنة 1978 ودخلت إلى جزء من الأرض ولم تخرج منها رغمالقرار الدولي 425. اجتاحت إسرائيل لبنان سنة 1982 ولم يكن حزب الله موجودًا بحجّة ضرب المقاومة الفلسطينيةوالمقاومة الوطنية اللبنانية بقيت من سنة 1982 إلى سنة 2000، لماذا؟ لأنها كانت تريد وتؤسس لشريط حدودي يُهيّئلها التوسع في المستوطنات وتستغل وجودها في الداخل اللبناني كي تضمن ألا يًعارضها أحد، لكن مقاومة حزب الله،مقاومة حركة أمل، مقاومة الأحزاب الذين اجتمعوا جميعَا على المستوى اللبناني في مواجهة العدو الإسرائيلي هي التيأخرجت إسرائيل، القرارات الدولية لم تُخرج إسرائيل، المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل في تضافر جهود بين المقاومةوالجيش والشعب”.
وتابع :”بعد عدوان تموز سنة 2006 كان القرار 1701 وانتهى العدوان بناءً للطلب الإسرائيلي وبناءً لقناعتنا أنّ هذا العدوانيجب أن يكون له حدّ، ماذا كانت النتيجة؟ من تموز 2006 إلى تشرين الأول 2023، أي 17 سنة، والعدو الإسرائيلييعتدي يوميًا على لبنان، اسألوا الجيش اللبناني واسألوا الأمم المتحدة واسألوا قوات الطوارئ الدولية، 39000 خرقجوي وبحري، 39000 خرق جوي وبحري، ماذا كانوا يفعلون؟ كانوا يصورون وكانوا يرصدون تحركاتنا وكانوايجمعون داتا للمعلومات حتى حصل ما حصل في هذا الوقت. فإذًا لا تقولوا كانت إسرائيل ملتزمة ونحن تحرّشنا بها، لمتكن إسرائيل ملتزمة، 39000 خرق هذا يعني أنّهم كانوا يعتدون. في 11 تشرين الأول أنتم تذكرون 7 أكتوبر طوفانالأقصى، في 11 اكتوبر بعد أربعة أيام كان هناك نقاش جدي في داخل الكيان الإسرائيلي مع الأمريكيين أن يخوضواحربًا ضدّ حزب الله في لبنان، أنّهم هكذا ودخلوا الحرب ضد غزة أيضًا يدخلون بالحرب ضدّ حزب الله، طالما الولاياتالمتحدة فتحت مخازنها وإمكاناتها وتعطي الأموال والدعم السياسي والعالمي والإعلامي يقول لك فرصة، لكن لم تقتنعالولايات المتحدة أنها فرصة، كان هناك خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية وإلا كان لديهم فكرة أن يعتدوا على لبنان في 11 أكتوبر.
إذًا النوايا موجودة قبل ذلك، عودوا إلى النقاشات، عودوا إلى التصريحات القديمة، كل الإعلام الإسرائيلي، كل النقاشاتكانت تقول يمكن أن تكون الحرب في لبنان في صيف 2023، لا في صيف 2024، لا ممكن في ربيع 2024، أي هميستعدون لفكرة حرب مفاجئة في وقت معين ويدرسون كل خطواتها بمعزل عن حصول طوفان الأقصى. هذا الكلام كانقبل طوفان الأقصى، وعندما بدأت الحرب ووصلوا إلى لبنان ماذا قال نتنياهو؟ قال هذا من أجل الشرق الأوسط الجديد،أعضاء في حكومته قال أحدهم أنه يريد أن ينشئ مستوطنات في داخل لبنان، غالانت اعتبر أنّ وجه الشرق الأوسطسيتغير من لبنان، كل هذه المعطيات ألا تُبيّن النوايا العدوانية الإسرائيلية؟ أننتظرهم حتى ينفذوا مشروعهم بالتوقيتالذي يريدونه!؟ الحمد لله الذي ألهمنا وتوفّقنا أنّنا دخلنا بجبهة مساندة بقلب طيب وعن نية صادقة من أجل دعم غزة،ولكننا كسرنا مجموعة من الأفكار ومجموعة من المباغتات التي كان يمكن أن تحصل في وقت معين”.
بالمقاومة نُعطّل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك، أما بالانتظار بحجّة عدم إعطاء الذريعة نخسر كل شيء، لأنّهيمكن أن يُباغتوننا بأوقات معينة وممكن أن يكونوا يعدّون إعدادات غير عادية. للذين يقولون لا تعطوهم الذريعة،إسرائيل ليست بحاجة إلى ذريعة، ومن ثمّ الأفضل أن يكون لدينا مقاومة ذات هجوم دفاعي من أن نكون من المنتظرين لانفعل شيئًا بانتظار أن تهجم علينا إسرائيل وتُباغتنا بطريقة أو بأخرى. على كل حال، نحن اعتبرنا أنفسنا في إطارالدفاع الاستباقي والجهوزية وهذا هو مسار الحماية والتحرير.
اليوم في غزة وفي لبنان وفي المنطقة نواجه مشروعًا كبيرًا، هذه ليست حرب إسرائيلية على لبنان وغزة، هذه حربإسرائيلية أمريكية أوروبية عالمية فيها كل الإمكانات على مستوى العالم حتى تقضي على المقاومة وتقضي علىشعوبنا في المنطقة، هذا مشروع بالحد الأدنى أمريكي إسرائيلي كامل التبنّي من قبل أمريكا. يُستخدم في هذا المشروعكل الوحشية والإبادة والإجرام، معقول 43000 شهيد في غزة ولا يهتز العالم!؟ 100000 جريح ولم يهتز العالم!؟ مجزرةجباليا أكثر من 100 شهيد دفعة واحدة لا يهتز العالم!؟ قتل الأطفال الذين يلعبون على الأرض وكلها صور تعرض علىشاشات التلفزة ووسائل التواصل ولا يهتز العالم! قصف الخيام حيث ينام الناس ولا يهتز العالم! نحن أمام بشاعة وأماموحشية وأمام إجرام، لا يجوز على الإطلاق أن نقف ونتفرج، يجب أن نواجهه، صحيح هذه المواجهة فيها ألم، وفيهاتضحيات، لكن تصوروا لو لم يكن هناك مواجهة، هم يريدوننا أن نصبح خانعين، مستسلمين، يتحكمون بحياتناومستقبلنا ومستقبل أجيالنا.
هذه المواجهة في كل الأحوال سستكشف أنّ القيم الغربية الذي يتحدثون عنها، حقوق الإنسان والطفولة والمرأة، جماعةكذابين من رأسهم حتى كعب أقدامهم، قال لديهم قيم، هذه القيم كلها سقطت، ما هذه القيم التي تكون مع شخصمتوحش، هذه قيم ليضحكوا فقط على من يؤمن بهم ويؤمن بأنهم هم ساداة العالم على مستوى التوجيه والتربوية،ليس لديهم تربية وليس لديهم توجيه ولا يساووا شيئًا، هؤلاء جماعة هم حثالة البشر بالتصرفات الشريرة التييرتكبونها.
على كل حال انظروا، إنّ صمود المقاومة الأسطوري في غزة وفي لبنان ملحمة العزة وهي ستصنع مستقبل أجيالنا إنشاء الله تعالى.
ثانيًا، نحن الآن في مرحلة الحرب على لبنان، هذه الحرب التي بدأت بموضوع البايجر في 17 أيلول، قلنا مرارًا نحن لانريد حربًا، خلال 11 شهرًا من المساندة كُنّا دائمًا نقول لا نريد حربًا، سيدنا كان يقول دائمًا لا نريد حربًا، ولكن نحنجاهزون فيما لو فرضت علينا وسنواجهها بكل قوة وعزيمة وثبات وعزة وننتصر فيها إن شاء الله تعالى”.
واكد ان “حزب الله وأمل والقوى التي تقاتل معنا يواجهون العدو الإسرائيلي بقرارهم وإرادتهم لحماية أرضهم، يعني اليوم منيُقاتل؟ أصحاب الأرض، من الذي يواجه؟ أبناء الجنوب والبقاع، أبناء لبنان، أبناء الجبل، كل الذين يشاركون هم أبناءالبلد، لا أحد يقاتل نيابة عنّا. ليكن معلومًا للجميع نحن لا نقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد، نحن نقاتل من أجلمشروعنا، نحن مشروعنا حماية لبنان، نحن مشروعنا تحرير أرضنا، نحن مشروعنا مؤازرة إخواننا في فلسطين، نحنمشروعنا أن يكون بلدنا مستقلًا، نحن مشروعنا أن نمنع أمريكا وإسرائيل من أن تتحكم فينا، وهذا مشروعنا نحن وليسمشروع غيرنا في المنطقة. نحن ندفع الثمن ونحن نُقدّم التضحيات من أجل القناعات التي نحملها بالاستقلال والعزةوالتحرير، وكذلك الفلسطينيون.
أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهي تدعمنا لمشروعنا ولا تريد شيئًا منّا، نحن ماذا نُحرّر؟ عندما نُحرّر في الجنوبهل نُحرّر أرضًا إيرانية أو أرضًا لبنانية؟ عندما نقاتل إسرائيل مع شباب لبنانيين أين نقاتلهم؟ على حدودنا، فإذًا إيرانليست هي من تُقاتل بنا كما يقول البعض وليست بحاجة لقتالنا، نعم قناعتها مثل قناعتنا، إيمانها مثل إيماننا، تدعمناولا تريد منّا شيئًا والآن أنا أقول لكم نحن نُرحّب بأي دولة عربية أو إسلامية أو من هذا العالم إذا كانوا يحبون دعمنا فيمقاومة إسرائيل، هل قدّمت لنا الدول العربية سلاحًا لنقاوم وقلنا لهم لا؟ قدمت لنا الدول الغربية أو الشرقية سلاحًا وقلنالهم لا؟ فإذًا الموضوع هو من يؤمن بما نؤمن به”.
هنا لا بدّ أن نُحيّي بل نقف أمام هذه الشخصية العظيمة الفذة، شخصية الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة الذيكان ينظر بنور الله تعالى، هو الذي أطلق مشروع إزالة إسرائيل من الوجود تعبئة وجهادًا ودعمًا، من أجل من؟ من أجلأصحاب الأرض، من أجل هؤلاء المعذبين الذين يتحمّلون عبء إسرائيل سواء في فلسطين ولبنان أو المنطقة أو العالم. الإمام الخامنئي دام ظله حمل الراية بجرأة وشجاعة ورعاية دائمة وتوجيه وإعطاء كل الدعم المطلوب ماليًا وإعلاميًاوسياسيًا، وتوجيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتوجيه الحرس الثوري حتى يكونوا في خدمة المجاهدين ودعمالمجاهدين لأنّ قناعتهم أن يكون أصحاب هذه الأرض في فلسطين ولبنان والمنطقة أعزة، وتعرفون أنّ الجمهورية الإسلاميةتدفع ثمنًا كبيرًا من عشرات السنين بسبب موقفها من القضية الفلسطينية ونصرة فلسطين، كانت تستطيع بكل سهولة أنتقول لا علاقة لي بفلسطين، أريد أن أعمل على أساس ترتيب وضع إيران، كان الوضع مختلف تمامًا، لكن لا، هم يعرفونأنّهم إذا قاموا بهذا الموقف الشريف يعانون فترة لكن لاحقًا ستكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية راية الأحرار فيالعالم.
هنا لا بدّ من تحية خاصة لقائد محور المقاومة الشهيد قاسم سليماني الذي بذل كل الجهود وقدّم كل الإمكانات وكانيتجوّل بين إيران وسوريا والعراق ولبنان وكل المنطقة من أجل تعزيز دور المقاومة وإعطاء المقاومة الفلسطينية ما لميعطها أحد، هذا الشهيد الكبير من الذي اغتاله؟ أمريكا اغتالته، لماذا اغتالته؟ كرمى لعيون إسرائيل وكرمى لأهداف أمريكاالتي شعرت أنه سيكون مُعيقًا لاقتراحاتهم ولأعمالهم.
نحن نشكر جبهات المساندة وخاصة في اليمن والعراق لأنهم أيضًا يتحركون بقناعاتهم، لكن كل طرف منهم يعتبر أنّهيقوم بمسؤوليته، لا أحد يريد منّا شيئًا، جميعهم يُقدّمون من أجل قناعاتهم بالتحرير.
الصورة جليّة، نُقاتل على أرضنا ونُحرّر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منّا شيئًا ولا يلزمنا بشيء ولا نعمل من أجل أننعطي الآخرين شيئًا.
ثالثًا، الميدان هو الأساس، في 17 أيلول كانت أزمة اختراق البايجر وتفخيخ البايجر، الذي طال بين البايجر في 17 أيلولواللاسكي في 18 أيلول حوالي 4000 مجاهد ومجاهدة وأناس عاديين وأناس يعملون بالعمل الاجتماعي وأناسبالهيئة الصحية وأناس بأماكن مختلفة، أطفال ونساء، لأنه كان مستوى الانتشار مستوى يتجاوز الموضوع العسكريإلى الموضوع المدني لأنه وسيلة من الوسائل التي تستخدم في مثل هذه الحالات. خرجنا من هذه المعركة بشكل غيرعادي، لو كان حصل ما حصل بالبايجر واللاسلكي مع جيش لانهزم، مع دولة لتفكّكت، مع أي جهة على مستوى العالملعاشت حالة كبيرة من الضياع، نعم بالنسبة إلينا كان أمر مؤلم جدًا. جاء بعده اغتيال القادة واغتيال الشهيد الكبيرالقائد السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في 27 أيلول، من الطبيعي هذا المستوى من الاستهداف لهذا العددالكبير، 4000 طبعًا تضرر قسم منهمـ وأيضًا استهداف قائدنا الأول وقيادات أخرى من الطبيعي أن يؤدي لحالة منالاهتزاز ومن الطبيعي أن يؤثر على الوضع القائم، وبالتالي نقول لكم، نحن لم نتوجع؟! نعم توجّعنا، تألّمنا، كانت ضربةكبيرة. لكن، وبالتواريخ، بـ 08 تشرين الأول، اعملوا حسابًا، من 27 أيلول حتى 08 تشرين الأول، أي 11 يومًا، بدأ الحزبيستعيد وضعه بملء ووضع قيادات بديلة وبدأ العمل من أجل أن ينتظم كل شيء. على كل حال الميدان هو يُثبت ذلك. نحنالآن نسمع منذ عشرة أيام نسمع، الحزب تعافى، الحزب لديه قدره، الحزب شبابه يقاتلون بالميدان، الحزب يُحقّق إنجازات،الحزب يُحقّق انتصارات، ما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنّ هذه الضربة المؤلمة أوجعت وآلمت ولكن عدنا ونهضنا بحمد اللهتعالى لأنّ هذا الحزب مؤسسة كبيرة مُتماسكة، أعدادها كثيرة، إمكاناتها كبيرة، صدقوني أحيانًا إذا أحد أراد أن يسألنيأنّه كيف هي هيكلية الحزب مثلًا، لا أستطيع أن أشرح له، ماذا سأشرح له بهيكلية الحزب؟ على قدر ما هي واسعة وكبيرةومتشعّبة، أي تحتاج لخرائط حتى الشخص يعرف كم قسم وكم وحدة وكم شخص وكم مسؤول، حزب كبير، حزب لهتاريخ، جهادي حقيقي، منذ سنة 1982 هو الذي يُبنى، وكل سنة كانت تمر كان يكبر أكثر ويقوى أكثر ويكتسب خبراتأكثر ويصبح عنده قيادات أكثر.
قاعدة الصف القيادي الثاني، ما زال عندنا بعد قيادات من الصف الأول موجودين الحمد لله تعالى، على كل المستويات،لكن قاعدة الصف الثاني لأتحدث على الأقل بالموضوع الجهادي، أتستقلون بهم!؟ كل واحد منهم، هذا عنده هندسة،أجرى أربع دورات، هذه الدورة سنة ونصف وهذه الدورة ستة أشهر وهذه الدورة تسعة أشهر، شاركوا في الميدان وفيالجبهة، في سوريا، في مواقع مختلفة، يعني عندك مستويات بهذه الفئة التي اسمها الثانية، مستويات كبيرة جدًا،مهمة جدًا، مع سنوات خبرة، أي كفاءة علمية، كفاءة بالتدريب، كفاءة في الميدان، وبالتالي عندهم الحافز الكافي مع كلالمعطيات التي تجعلهم مؤهلين أن يكونوا قيادة صف أول. لذلك نحن ملأنا القيادات بشكل طبيعي، والآن أقول لكم كلواحد عنده نائب أول وعنده نائب ثانٍ على قاعدة أنّ هذه معركة لا نعرف ماذا يمكن أن يحصل، لكن لا أحد يخاف علينا،طبعًا أنا لا أقصد أنهم سيخافون علينا، لكن “نقذانين” منّا، ماذا يمكن أن أعمل مضطر “نقّذهم” لأنّه هذا واقعنا، واقعناأنّنا جماعة عندنا خبرة وعندنا قدرات بحمد الله تعالى.
وهنا أقول لكم الإمكانات متوفرة بحمد الله تعالى ومُوضّعة بما يتلاءم مع ميدان الحرب الطويلة، نحن لا نراهن على أنّالحرب تنتهي غدًا أو بعد غد، لا، كل هذه الاستعدادات هي على أساس أنه يمكن أن نقع بحرب طويلة، وبالتالي تشاهدونالميدان في الجنوب. شباب المقاومة في الخطوط الأمامية، ما هذه القدرة العظيمة الموجودة عندهم، قرأت أنّ الإسرائيليينبدأوا يقولون أنه يا أخي يستعملون رصاصًا لا أدري ما شكله، يستعملون بعض القذائف لا أعرف ما هي نوعيتها، أناأقول لك، هذا رصاص معه إيمان وتوكل على الله، طبعًا لن تجد مثله في السوق، هذه قذائف مشحونة بحب الحسينوعشق الحسين، طبعًا لن تجد مثلهم بالسوق، أنتم تعرفون أنّ هؤلاء الجماعة الموجودين على الخطوط الأمامية، هؤلاءتشبّعوا من روح الحسين سلام الله تعالى عليه، تشبّعوا من روح السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، هؤلاء جماعة علىمسار أهل بدر، تقرأون قرآن، ماذا يقول الله عز وجل عن أهل بدر، يقول “إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ“، أيالواحد بعشرة، الآن تقول لي كيف يعني الواحد بعشرة، مثل ما يحصل الآن، تأتي مجموعة إسرائيلية على أساس أنّدبابة و20 جندي مشاة و15 لا أدري ما قصتهم، فجأة تجدهم تناثروا يمينًا شمالا، من يُواجههم؟ ثلاثة، لكن هؤلاء الثلاثةبحجم ثلاثين، أقرب لكم الفكرة فقط، لماذا بحجم ثلاثين؟ لأنهم استطاعوا أن يواجهوا هؤلاء الثلاثين والأربعين، الروحية،الشجاعة، الإيمان، الصلابة، الموجودون على الجبهة هؤلاء استشهاديين، ولذلك لا أحد يستطيع أن يهزمهم، لا أحديستطيع أن يتقدّم عليهم، طبعًا نحن حسبما قال سيدنا قدّس الله روحه، نحن ننتظر الالتحام، أي معتبرين أنّ المواجهةالأمامية تأخذ عدة أيام وبعد ذلك الالتحام، وإن شاء الله يشاهدون الذي لا يُرى بالالتحام، فليقتربوا، طلعت النتيجة أنهميقفون على البوابة الأمامية وقالوا أنهم فقط يعملون على الحافة الأمامية، اقتربوا قليلًا إلى الأمام، من أجل الالتحام،فقالوا لا نحن نريد أن نُقلّل هدفنا، تريدون أن تقللوا هدفكم!؟ هم خائفين، مرعوبين، ولا تعرفون كيف تتخلصون منالموضوع، حتى قيادتكم بدأت تقول أنه نحن أنهينا أهدافنا، ألا تريدون أن تصلوا إلى الليطاني؟ لا تريدون أن تحققواأهدافًا إضافية؟ هؤلاء المجاهدين كل الإمكانات المطلوبة موجودة عندهم، كل العزيمة موجودة عندهم، كل الشجاعةموجودة عندهم. وأنا أقول لبيئة المقاومة ولكل الناس الذين ينتظرون وأنه ماذا بعد؟ لا يوجد ماذا بعد، هؤلاء الجماعةصابرين، صامدين، قادرين، إن شاء الله ينتهي الأمر بالنصر الأكيد إن شاء الله تعالى.
الآن نسمع أنّه كلما طال الزمن الخسائر تزداد عند العدو الإسرائيلي، أنا سأذكر فقط العدد الذي ذكرته غرفة عملياتالمقاومة يوم الاثنين، كونه شيء مُوثّق، غرفة عمليات المقاومة تقول خلال هذا الشهر 90 قتيلًا إسرائيليًا و750 جريحًاو38 دبابة ميركافا مُدمّرة وأربع طائرات مسيرة، وهناك أيضًا طائرة أسقطت يوم الثلاثاء، فأجريت عملية حسابية، قلت90 قسمة 30 تكون النتيجة 3، و750 قسمة 30 تكون النتيجة 25، أي المعدل اليومي 3 قتلى و25 جريحًا، طبعًا هناكيوم يكون هناك 10 قتلى و40 جريحًا، في يوم يكون هناك أقل من ذلك بقليل، لكن المعدل الوسطي، هذا معدل ليس سهلًا،وأين على الحافة الأمامية، لم يقتربوا.
من هنا أنا أقول لكم هذه مقاومة أسطورية، مقاومتنا أسطورية وهي مدرسة أجيال الحرية إن شاء الله تعالى.
طبعًا هذا قسم، القسم الثاني الصواريخ والطائرات، قالوا هناك مشكلة أنّه بإسرائيل لم يعرفوا بعد أن ينتجوا دواءًللطائرات، الحزب يطلق صواريخ زيادة فشيء يسقط وشيء لا يسقط، أسنرسل صواريخ على قدر ما تريديون؟ إذا أنتمفاشلين ولم تستطيعوا أن تعملوا دفاعات كافية هذه مشكلتكم. على كل حال، هذه الصواريخ والطائرات تضرب ضمنبرنامج مدروس يوميًا والحياة مشلولة عند مئات الآلاف من الإسرائيليين، مع العلم القلق موجود عند أكثر من مليونين. ألم تسألوا أنفسكم سؤالًا من أين تخرج الصواريخ والطائرات؟ كيف يستطيعون أن ينصبوا الراجمات والسماء كلهامقفلة بالطائرات الإسرائيلية؟ هذا شيء استثنائي، أتريدون أن أقول لكم أنّ هؤلاء جنود الله عزّ وجلّ وأنّ الله يُعمي أبصارالعدو حتى لا يرى الجنود، نحن هذا نؤمن بهذا، لكن إضافة إلى الكفاءة والاستعداد بحمد الله تعالى.
شاهدوا الفرق بيننا وبين إسرائيل، نحن نقاتل بشرف، نستهدف الثكنات والعسكر والدبابات والجنود، بينما هم يقتلونالمدنيين والعزّل ويُدمّر البشر والحجر، لأنّهم جبناء، لأنّهم ضعاف، لأنّه ليس لديهم أخلاق، لأنّ مشروعهم مشروع احتلالوفشل ووحشية، أتظنون أنهم إذا قاموا بذلك سيربحون؟ لا، هم سيزيدون الألم عندنا صحيح، لكن لأنّنا مصممين علىالاستمرار لا يستطيعون أن يربحوا، الذي حصل بقصف بعلبك الهرمل، قصف صور، قصف الضاحية، قصف أماكنمختلفة في الجنوب، النبطية، حتى بالخطوط الأمامية، عيتا والخيام وميس، كل هذه الأماكن التي يقصفونها يقصفونالمدنيين، على أي أساس؟ يريدون أن يصلوا لنتيجة؟ لا بصلون لنتيجة.
نعم، هم يحاولون أن يؤلموننا، لكن نحن أيضًا نؤلمهم، لا تنظروا فقط لجزء من الصورة، انظروا للجزء الثاني، المقاومةاستطاعت أن ترسل مسيرة على غرفة نوم نتنياهو، أتعرفون، نتنياهو يموت الآن من الرعب، نحن عرفنا من خلال بعضالاتصالات الدبلوماسية، بعضهم بعث لنا قال يا أخي كيف تستهدفونه هذا رئيس دولة، قلنا له هو من استهدف؟استهدف رئيس المقاومة. على كل حال، الآن هو “زمط“، يمكن أجله لم يأتِ بعد ويمكن يأتي على يد شخص إسرائيلييقتله، لا أعرف، لا تعرف كيف ربك يحبكها، بحيث أنه يمكن وهو في داخل احتفال يتحدث يخرج له إسرائيلي ويقتله،ممكن، كلّه جيد سواء قُتل هكذا أو قتل بطريقة ثانية، نحن مؤمنين أنه الذي يأتي أجله سيموت بنهاية المطاف مهما علا. نحن ضربنا بنيامينا، ما هذه القاعة الكبيرة التي كان فيها هذه الأعداد، أكثر من 80 شخصًا بين قتيل وجريح، هذا وجع،هذا ألم. بعض الأحيان تصل الطائرة المسيرة أو الصاروخ إلى تل أبيب، ينزل مليونين ومليونين ونصف و3 ملايينللملاجئ، حيفا صارت حبيبة قلب المقاتلين، أي دائمًا يستهدفونها حتى يتذكروها وتتذكرهم، حيفا وصفد وعكا والشمالوجنوب حيفا والقواعد التي في الأمام وفي العمق، كم عددهم هؤلاء الذين تعطّلت أشغالهم، يعيشون الألم. بالأمسنشروا أنّ هيئة البث الإسرائيليه تنقل عن وزارة الصحة الإسرائيلية أنه 300,000 إسرائيلي بعد الحرب سيدخلونللعلاج النفسي، لأنّه الآن غير قادرين أن ينشغلوا بهم، إن شاء الله يقدروا أن يعالجوا الجنود لأنه أيضًا عند الجنود هناك“طقّت رأس” عند هذا وعند هذا وعند هذا. من هنا أريد أن أقول أنّه أيضًا هم يتألّمون، يتألمون في كل الأماكن.
نحن قادرون على الاستمرار لأيام وأسابيع وأشهر ولن أقول أكثر من ذلك.
حتى نجد شيئًا يُعبّر لنا عن هذه الحرب، طلع معنا أنه بعد التداول مع بعض الإخوان من الجيد أن نُسمّي هذه الحرب،استفدنا من الآية القرآنية في سورة الإسراء عن اليهود، “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍفَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا“، ذوي البأس هم ذوي القوة والبطش في الحرب، فقلنا أحسن شيء نُسميهامعركة “أولي البأس“، الآن نحن نخوض معركة أولي البأس في مواجهة أعدائنا الإسرائيليين. أقول لهم، ستهزمون حتمًالأنّ الأرض لنا والله معنا وشعبنا مُتماسك وملتحم حولنا على الإيمان والأخلاق، اخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم،فإذا بقيتم ستدفعون الذي بعمركم لم تدفعوه، هذا يعود لكم، الله عزّ وجل يعمل مُقارنة بآية كريمة، يقول “أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْأُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ“، نحن نؤمن بالسننالإلهية وبالوعود الإلهية، إذا كان نتنياهو يقول لكم هناك نصر مطلق، لا، هناك هزيمة مُطلقه، لن تعيدوا سكان الشمالفي هذه الحرب، بل سيتهجّر المزيد ومئات الآلاف، اليوم عندما بدأ الجيش الإسرائيلي يقول نحن قريبون من انتهاءالمهمة، وغالانت بدأ يقول أهداف الحرب تحقّقت لكن لا تتحقّق جميعها في الميدان بل نحتاج للسياسة، ورئيس مجلسالأمن القومي السابق “غيورا آيلاند” يقول “أصبحنا غير يقظين لكثير من أثمان الحرب في غزة ولبنان ومع بحث جنونيعلى الاحتياطيين وسحق جيل كامل لسنوات طويلة“، أي أنهم يُسحقون لسنوات طويلة، أنا أقول لكم كما انتصرنا فيتموز إن شاء الله سننتصر الآن، سنبقى أقوياء مع نمو تصاعدي لقواتنا.
وردني منذ يومين في أحد التقارير أنّ السفيرة الأمريكية “ليزا جونسون” تجول على بعض القوى المعارضة لنا وتحاولأن تُبشّرهم بأنّ المقاومة مُدمّرة وأنّ القيادة قُتلت، أنا أقول لليزا لن تشاهدي لا أنت ولا الذين معك أي هزيمة للمقاومة،حتى بالأحلام لن تشاهدي، ستشاهدين هزيمة إسرائيل وهزيمتكم أنتم إن شاء الله.
رابعًا، هناك سؤال، بعضهم يقول كنتم دائمًا تقولون أنّ المقاومة تحمينا، أين حمتنا؟ ماذا يعني المقاومة تحمينا؟ المقاومةحمتكم من الاستسلام، من الذل، من الانكسار، لكن المقاومة ستمنع التضحيات؟ هي لا تمنع التضحيات، الإسرائيلي يلجأإلى أسلوب حتى يُفرّق بيننا، المقاومة جعلتنا نأخذ خياراتنا بكل فخر، هذا له ثمن وثمن مؤلم، كما تحقّقت حياة عزيزةبعد سنه 2006 سيتحقّق الأفضل إن شاء الله تعالى، سيخرج الحزب من هذه المواجهة أقوى ومنصور إن شاء الله تعالى.
خامسًا، يا أهلنا الأعزاء، نحن نعرف أنكم تدفعون ثمنًا كبيرًا وتضحيات كبيرة، لكن هذه المعركة تتطلب هذا المستوى منالتضحية، نحن اليوم في مرحلة إيلام العدو ولكن نُضيف إليها مرحلة أخرى هي الصمود والصبر، المسألة تحتاج لقليلمن الوقت، ونحن إن شاء الله سنخرج منتصرين. يا أهلنا الذين دُمّرت ديارهم وأخرجوا منها أنتم والله أشرف الناس وأعظمالناس وأحسن الناس، نحن نعرف أنّ الواحد منكم ابنه في الجبهة وابنه الثاني مستشهد وباقي العائلة بالنزوح وبعضالعائلات نصفها قتلت مع قتل المدنيين ونصفها هُجّرت، لكن أنتم أهل صبر، أنتم أهل إيمان، أنتم أهل المقاومة، لا يمكنللمقاومة أن تنتصر بدون تضحياتكم، وهذه التضحيات التي تقدمونها تدفع تضحيات كبيرة يمكن أن تكون فيالمستقبل، يجب أن نصبر نحن وإياكم، نحن نقدر الذي تقومون به، صحيح نحن وجّهنا إخواننا في الحزب أن يهتموابالنازحين وأن يعطوهم إمكانات وأن يساعدوا على قدر استطاعتهم والدولة لا تستطيع أن تقوم بالقدر الكافي، لكن أيًاكانت المساعدات سيبقى هناك ثغرات كبيرة يكفي أن الشخص خرج من بيته، نعرف أنّكم قمتم بشيء كبير. لكن أيضًاعندما نسمع منكم، واحدة زوجها استشهد تقول “أنا أريد أن أربي أولادي على طريق زوجي“، واحدة أخرى يقول لهاالمذيع أنّه تأسي بزينب، قالت له “لا تقل هذا الكلام، الذي قامت به زينب لم نقم بشيء منه“، ما هؤلاء الجماعة العظيمين،الآخرين دائخين، ماذا يسمعون من بيئة المقاومة، تضحية، ثبات، صبر.
على كل حال، نحن سنبقى مع بعض، سنتعاون مع بعض، سنعمّر مع بعض، سنرجع ونُطبّق الذي عملناه في 2006 فيإعادة الإعمار إن شاء الله، وكم ستطول الحرب؟ بالنهاية لها حدود ولها نهاية.
إعلموا أنّ حزب الله قوي في المقاومة ببركه المجاهدين، وقوي في الحضور السياسي الداخلي ببركتكم أنتم يا أهلنا، فإذاكان هناك أحد يُراهن بعد الحرب، أحيانًا يجرون مناقشات على التلفزيون أو ببعض الوسائل، يقولون أنه من بعد ماضعف حزب الله ماذا سنفعل؟ ألا ترى، حزب الله ضعف؟! هكذا وضعف!
على كل حال، سيبقى قويًا بالمقاومة، وسيبقى قويًا بالداخل، والجالس يربط أنّه لاحقًا ماذا سيفعل يجب أن تربط علىأساس أنّه سيكون الحزب بعد المعركة أقوى في الداخل والخارج، أي مع المقاومة أقوى وسيكون إن شاء الله بالسياسةأقوى. لمن يُراهن على ما بعد الحرب ستضطرون إلى لعن إسرائيل وأمريكا لأنّهم كذبوا عليكم بالتغيير.
هنا يأتي السؤال، هل تطول الحرب؟ الظاهر أنّ الانتخابات الأمريكية مفصل لأنّه يأتي رئيس يصبح قادرًا أن يأخذخيارات معينة، لا يبقى نتنياهو “فلتان” مثل ما يريد، لأنّ الأميركي يعتبر بشكل عام أنّ نتنياهو يُخرّب في بعضالمحلات، هم يُوافقونه على كل شيء، لكن يريدون تكتيكًا مختلفًا. على كل حال، واحدة من عوامل التأثير الانتخاباتالأمريكية ونتائجها. واحدة من عوامل التأثير خسائر العدو في الميدان والآلام التي يجبيها يوميًا، هذه ستفعل فعلها. واحدة من المؤثرات أنه لم يعد العدو قادر على أن يُراهن على تحقيق أهداف، لم يستطع تحقيق أي هدف، لأنّه نحنمستمرون في تعطيل أهدافه، نحن استعدينا لوقت طويل مع الصبر وأمل الانتصار، لذلك هو لن يستطيع أن يُراهن علىالوقت، لن يستطيع أن يُراهن على أن يفصل الناس عنّا، لن يستطيع أن يُراهن على ضعف قدراتنا، لن يستطيع أن يراهنعلى قلّة قوتنا وتماسكنا، فإذًا بالنهاية في مكان معين سيتوقف، متى؟ لا نستطيع أن نعرف متى تفعل هذه العواملفعلها.
انظر، حتى يكون عندك معرفة تامة، مع المقاومة لا أحد سيربح من جهة إسرائيل وجماعة إسرائيل، كل الذي مع إسرائيلسيخرج “بوش” وستشاهدون النتائج.
أما بالنسبة لوقف العدوان، نحن مستمرون في التصدي للعدوان، إذا قرّر الإسرائيلي أنّه يريد إيقاف العدوان نحن نقولنقبل لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومُؤاتية، لن نستجدي وقف إطلاق النار، نحن مستمرون ولا ننتظر، مهما طالت،وأي حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباشر، ودعامته الأولى وقف إطلاق النار ووقف العدوان، لاحقًا نُبيّن رأينابالتفاصيل.
نحن متضامنون نحن وحركة أمل في مواجهة العدوان مع الرئيس بري الذي هو محور التفاوض لإيقاف العدوان. حزبالله والحكومة والرئيس بري لهم طرقهم بالتفاهم على الحلول الأفضل، لكن أقول لكم إلى الآن كل الحراك السياسي الذيتسمعونه طحن في كركعة، لا يوجد نتيجة لأنه لم يُطرح إلى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويكون قابل لأن نُناقشه.
أختم بأمرين، أقول لكل الوطنيين، لكل أهلنا في لبنان، نحن نشكركم على هذه الحضانة، هذا النموذج، هذا التعاون بينالطوائف والمذاهب والمناطق والبلديات المختلفة وجهات المجتمع الأهلي، وإن شاء الله هذا يكون مؤشر للمزيد للمستقبل.
أما المجاهدون، أنتم الأملاك، أنتم أمانة السيد، أنتم أهل الحسنيين، تسطرون اليوم كل المستقبل وتزرعون اليوم كل الأمل،انتم الجنود المجهولون في الأرض ولكنكم معروفون برفع راية النصر إن شاء الله، اثبتوا دائمًا، هذا من أجل أمتكم ومنأجل المستقبل، قال سيدنا ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات، نحن منتصرون إن شاء الله تعالى، اصبروا وصابرواورابطوا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
كر في مستهلها “ثقة قيادة حزب الله، قيادة الشورى الموقرة المؤتمنة من المجاهدين والناس على هذه المسيرة، أنهماختاروني لهذا الحمل الثقيل، ولكن هذا دليل ثقة، أطلب العون من الله تعالى أن أكون خادمًا لهذه المسيرة، مسيرةالمجاهدين والشهداء، وأن أتحمل هذا الحمل الثقيل إن شاء الله تعالى.
هذه الأمانة هي أمانة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه الذي قال لنا الوصية الأساس حفظ المقاومة. هذهالأمانة هي أمانة القائد الكبير السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وهنا استحضرت كلمته عندما استشهدسماحة الأمين العام السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه وخطب السيد حسن رضوان الله تعالى عليه فقال“أرادوا من قتلهم أميننا العام أن يهزموا فينا روح المقاومة وأن يحطموا إرادة الجهاد ولكن دماؤه سوف تبقى تغلي فيعروقنا وستزيدنا عزمَا على المضي في هذه الطريق“. هذه الأمانة هي أمانة السيد هاشم صفي الدين والشيخ راغب حربوالشيخ نبيل قاووق والقادة الشهداء عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، فؤاد شكر، ابراهيم عقيل، علي كركي، حساناللقيس، هؤلاء القادة الشهداء وغيرهم الكثير هي أمانتهم، أسأل الله تعالى أن يعينني لحفظ الأمانة وأن أعمل مخلصًافي طريق الجهاد والمقاومة.
السؤال الطبيعي الذي يُطرح في أول لقاء، ما هو برنامج عمل الأمين العام؟ برنامج عملي هو استمرارية لبرنامج عملقائدنا السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في كل المجالات السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية،سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسيةالمرسومة، طبعًا نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بحسبها.
من هنا سأتناول بعض القضايا كمحطة لتبيانها وتحديد موقفنا منها:
أولًا، مساندة غزة، كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة ولحق أهل غزة علينا وعلىالجميع أن ينصروهم، لهم حق إنساني وعربي وإسلامي وديني وقومي، لا يُقال لنا لماذا ساندتموهم، بل يقال للآخرينلماذا لم تساندوا أهل غزة.
وُجدت مقاومتنا لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسعية ومن أجل تحرير الأرض، بعضهم يعتبر أنّ إسرائيل استُفزّت، وهلتحتاج إسرائيل إلى ذريعة؟ وهل نسينا 75 سنة من قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وسلب الأرض والمقدسات والأملاكوالقدرات وارتكاب المجازر؟ ورأينا فقط ما حصل في طوفان الأقصى كتعبير حقيقي عن هذا الرفض لهذا الاحتلال لمدة 75 سنة.
أما في لبنان قبل أن يكون حزب الله موجودًا اعتدت إسرائيل سنة 1978 ودخلت إلى جزء من الأرض ولم تخرج منها رغمالقرار الدولي 425. اجتاحت إسرائيل لبنان سنة 1982 ولم يكن حزب الله موجودًا بحجّة ضرب المقاومة الفلسطينيةوالمقاومة الوطنية اللبنانية بقيت من سنة 1982 إلى سنة 2000، لماذا؟ لأنها كانت تريد وتؤسس لشريط حدودي يُهيّئلها التوسع في المستوطنات وتستغل وجودها في الداخل اللبناني كي تضمن ألا يًعارضها أحد، لكن مقاومة حزب الله،مقاومة حركة أمل، مقاومة الأحزاب الذين اجتمعوا جميعَا على المستوى اللبناني في مواجهة العدو الإسرائيلي هي التيأخرجت إسرائيل، القرارات الدولية لم تُخرج إسرائيل، المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل في تضافر جهود بين المقاومةوالجيش والشعب.
بعد عدوان تموز سنة 2006 كان القرار 1701 وانتهى العدوان بناءً للطلب الإسرائيلي وبناءً لقناعتنا أنّ هذا العدوانيجب أن يكون له حدّ، ماذا كانت النتيجة؟ من تموز 2006 إلى تشرين الأول 2023، أي 17 سنة، والعدو الإسرائيلييعتدي يوميًا على لبنان، اسألوا الجيش اللبناني واسألوا الأمم المتحدة واسألوا قوات الطوارئ الدولية، 39000 خرقجوي وبحري، 39000 خرق جوي وبحري، ماذا كانوا يفعلون؟ كانوا يصورون وكانوا يرصدون تحركاتنا وكانوايجمعون داتا للمعلومات حتى حصل ما حصل في هذا الوقت. فإذًا لا تقولوا كانت إسرائيل ملتزمة ونحن تحرّشنا بها، لمتكن إسرائيل ملتزمة، 39000 خرق هذا يعني أنّهم كانوا يعتدون. في 11 تشرين الأول أنتم تذكرون 7 أكتوبر طوفانالأقصى، في 11 اكتوبر بعد أربعة أيام كان هناك نقاش جدي في داخل الكيان الإسرائيلي مع الأمريكيين أن يخوضواحربًا ضدّ حزب الله في لبنان، أنّهم هكذا ودخلوا الحرب ضد غزة أيضًا يدخلون بالحرب ضدّ حزب الله، طالما الولاياتالمتحدة فتحت مخازنها وإمكاناتها وتعطي الأموال والدعم السياسي والعالمي والإعلامي يقول لك فرصة، لكن لم تقتنعالولايات المتحدة أنها فرصة، كان هناك خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية وإلا كان لديهم فكرة أن يعتدوا على لبنان في 11 أكتوبر.
إذًا النوايا موجودة قبل ذلك، عودوا إلى النقاشات، عودوا إلى التصريحات القديمة، كل الإعلام الإسرائيلي، كل النقاشاتكانت تقول يمكن أن تكون الحرب في لبنان في صيف 2023، لا في صيف 2024، لا ممكن في ربيع 2024، أي هميستعدون لفكرة حرب مفاجئة في وقت معين ويدرسون كل خطواتها بمعزل عن حصول طوفان الأقصى. هذا الكلام كانقبل طوفان الأقصى، وعندما بدأت الحرب ووصلوا إلى لبنان ماذا قال نتنياهو؟ قال هذا من أجل الشرق الأوسط الجديد،أعضاء في حكومته قال أحدهم أنه يريد أن ينشئ مستوطنات في داخل لبنان، غالانت اعتبر أنّ وجه الشرق الأوسطسيتغير من لبنان، كل هذه المعطيات ألا تُبيّن النوايا العدوانية الإسرائيلية؟ أننتظرهم حتى ينفذوا مشروعهم بالتوقيتالذي يريدونه!؟ الحمد لله الذي ألهمنا وتوفّقنا أنّنا دخلنا بجبهة مساندة بقلب طيب وعن نية صادقة من أجل دعم غزة،ولكننا كسرنا مجموعة من الأفكار ومجموعة من المباغتات التي كان يمكن أن تحصل في وقت معين.
بالمقاومة نُعطّل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك، أما بالانتظار بحجّة عدم إعطاء الذريعة نخسر كل شيء، لأنّهيمكن أن يُباغتوننا بأوقات معينة وممكن أن يكونوا يعدّون إعدادات غير عادية. للذين يقولون لا تعطوهم الذريعة،إسرائيل ليست بحاجة إلى ذريعة، ومن ثمّ الأفضل أن يكون لدينا مقاومة ذات هجوم دفاعي من أن نكون من المنتظرين لانفعل شيئًا بانتظار أن تهجم علينا إسرائيل وتُباغتنا بطريقة أو بأخرى. على كل حال، نحن اعتبرنا أنفسنا في إطارالدفاع الاستباقي والجهوزية وهذا هو مسار الحماية والتحرير.
اليوم في غزة وفي لبنان وفي المنطقة نواجه مشروعًا كبيرًا، هذه ليست حرب إسرائيلية على لبنان وغزة، هذه حربإسرائيلية أمريكية أوروبية عالمية فيها كل الإمكانات على مستوى العالم حتى تقضي على المقاومة وتقضي علىشعوبنا في المنطقة، هذا مشروع بالحد الأدنى أمريكي إسرائيلي كامل التبنّي من قبل أمريكا. يُستخدم في هذا المشروعكل الوحشية والإبادة والإجرام، معقول 43000 شهيد في غزة ولا يهتز العالم!؟ 100000 جريح ولم يهتز العالم!؟ مجزرةجباليا أكثر من 100 شهيد دفعة واحدة لا يهتز العالم!؟ قتل الأطفال الذين يلعبون على الأرض وكلها صور تعرض علىشاشات التلفزة ووسائل التواصل ولا يهتز العالم! قصف الخيام حيث ينام الناس ولا يهتز العالم! نحن أمام بشاعة وأماموحشية وأمام إجرام، لا يجوز على الإطلاق أن نقف ونتفرج، يجب أن نواجهه، صحيح هذه المواجهة فيها ألم، وفيهاتضحيات، لكن تصوروا لو لم يكن هناك مواجهة، هم يريدوننا أن نصبح خانعين، مستسلمين، يتحكمون بحياتناومستقبلنا ومستقبل أجيالنا.
هذه المواجهة في كل الأحوال سستكشف أنّ القيم الغربية الذي يتحدثون عنها، حقوق الإنسان والطفولة والمرأة، جماعةكذابين من رأسهم حتى كعب أقدامهم، قال لديهم قيم، هذه القيم كلها سقطت، ما هذه القيم التي تكون مع شخصمتوحش، هذه قيم ليضحكوا فقط على من يؤمن بهم ويؤمن بأنهم هم ساداة العالم على مستوى التوجيه والتربوية،ليس لديهم تربية وليس لديهم توجيه ولا يساووا شيئًا، هؤلاء جماعة هم حثالة البشر بالتصرفات الشريرة التييرتكبونها.
على كل حال انظروا، إنّ صمود المقاومة الأسطوري في غزة وفي لبنان ملحمة العزة وهي ستصنع مستقبل أجيالنا إنشاء الله تعالى.
ثانيًا، نحن الآن في مرحلة الحرب على لبنان، هذه الحرب التي بدأت بموضوع البايجر في 17 أيلول، قلنا مرارًا نحن لانريد حربًا، خلال 11 شهرًا من المساندة كُنّا دائمًا نقول لا نريد حربًا، سيدنا كان يقول دائمًا لا نريد حربًا، ولكن نحنجاهزون فيما لو فرضت علينا وسنواجهها بكل قوة وعزيمة وثبات وعزة وننتصر فيها إن شاء الله تعالى.
حزب الله وأمل والقوى التي تقاتل معنا يواجهون العدو الإسرائيلي بقرارهم وإرادتهم لحماية أرضهم، يعني اليوم منيُقاتل؟ أصحاب الأرض، من الذي يواجه؟ أبناء الجنوب والبقاع، أبناء لبنان، أبناء الجبل، كل الذين يشاركون هم أبناءالبلد، لا أحد يقاتل نيابة عنّا. ليكن معلومًا للجميع نحن لا نقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد، نحن نقاتل من أجلمشروعنا، نحن مشروعنا حماية لبنان، نحن مشروعنا تحرير أرضنا، نحن مشروعنا مؤازرة إخواننا في فلسطين، نحنمشروعنا أن يكون بلدنا مستقلًا، نحن مشروعنا أن نمنع أمريكا وإسرائيل من أن تتحكم فينا، وهذا مشروعنا نحن وليسمشروع غيرنا في المنطقة. نحن ندفع الثمن ونحن نُقدّم التضحيات من أجل القناعات التي نحملها بالاستقلال والعزةوالتحرير، وكذلك الفلسطينيون.
أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهي تدعمنا لمشروعنا ولا تريد شيئًا منّا، نحن ماذا نُحرّر؟ عندما نُحرّر في الجنوبهل نُحرّر أرضًا إيرانية أو أرضًا لبنانية؟ عندما نقاتل إسرائيل مع شباب لبنانيين أين نقاتلهم؟ على حدودنا، فإذًا إيرانليست هي من تُقاتل بنا كما يقول البعض وليست بحاجة لقتالنا، نعم قناعتها مثل قناعتنا، إيمانها مثل إيماننا، تدعمناولا تريد منّا شيئًا والآن أنا أقول لكم نحن نُرحّب بأي دولة عربية أو إسلامية أو من هذا العالم إذا كانوا يحبون دعمنا فيمقاومة إسرائيل، هل قدّمت لنا الدول العربية سلاحًا لنقاوم وقلنا لهم لا؟ قدمت لنا الدول الغربية أو الشرقية سلاحًا وقلنالهم لا؟ فإذًا الموضوع هو من يؤمن بما نؤمن به.
هنا لا بدّ أن نُحيّي بل نقف أمام هذه الشخصية العظيمة الفذة، شخصية الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة الذيكان ينظر بنور الله تعالى، هو الذي أطلق مشروع إزالة إسرائيل من الوجود تعبئة وجهادًا ودعمًا، من أجل من؟ من أجلأصحاب الأرض، من أجل هؤلاء المعذبين الذين يتحمّلون عبء إسرائيل سواء في فلسطين ولبنان أو المنطقة أو العالم. الإمام الخامنئي دام ظله حمل الراية بجرأة وشجاعة ورعاية دائمة وتوجيه وإعطاء كل الدعم المطلوب ماليًا وإعلاميًاوسياسيًا، وتوجيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتوجيه الحرس الثوري حتى يكونوا في خدمة المجاهدين ودعمالمجاهدين لأنّ قناعتهم أن يكون أصحاب هذه الأرض في فلسطين ولبنان والمنطقة أعزة، وتعرفون أنّ الجمهورية الإسلاميةتدفع ثمنًا كبيرًا من عشرات السنين بسبب موقفها من القضية الفلسطينية ونصرة فلسطين، كانت تستطيع بكل سهولة أنتقول لا علاقة لي بفلسطين، أريد أن أعمل على أساس ترتيب وضع إيران، كان الوضع مختلف تمامًا، لكن لا، هم يعرفونأنّهم إذا قاموا بهذا الموقف الشريف يعانون فترة لكن لاحقًا ستكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية راية الأحرار فيالعالم.
هنا لا بدّ من تحية خاصة لقائد محور المقاومة الشهيد قاسم سليماني الذي بذل كل الجهود وقدّم كل الإمكانات وكانيتجوّل بين إيران وسوريا والعراق ولبنان وكل المنطقة من أجل تعزيز دور المقاومة وإعطاء المقاومة الفلسطينية ما لميعطها أحد، هذا الشهيد الكبير من الذي اغتاله؟ أمريكا اغتالته، لماذا اغتالته؟ كرمى لعيون إسرائيل وكرمى لأهداف أمريكاالتي شعرت أنه سيكون مُعيقًا لاقتراحاتهم ولأعمالهم.
نحن نشكر جبهات المساندة وخاصة في اليمن والعراق لأنهم أيضًا يتحركون بقناعاتهم، لكن كل طرف منهم يعتبر أنّهيقوم بمسؤوليته، لا أحد يريد منّا شيئًا، جميعهم يُقدّمون من أجل قناعاتهم بالتحرير.
الصورة جليّة، نُقاتل على أرضنا ونُحرّر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منّا شيئًا ولا يلزمنا بشيء ولا نعمل من أجل أننعطي الآخرين شيئًا.
ثالثًا، الميدان هو الأساس، في 17 أيلول كانت أزمة اختراق البايجر وتفخيخ البايجر، الذي طال بين البايجر في 17 أيلولواللاسكي في 18 أيلول حوالي 4000 مجاهد ومجاهدة وأناس عاديين وأناس يعملون بالعمل الاجتماعي وأناسبالهيئة الصحية وأناس بأماكن مختلفة، أطفال ونساء، لأنه كان مستوى الانتشار مستوى يتجاوز الموضوع العسكريإلى الموضوع المدني لأنه وسيلة من الوسائل التي تستخدم في مثل هذه الحالات. خرجنا من هذه المعركة بشكل غيرعادي، لو كان حصل ما حصل بالبايجر واللاسلكي مع جيش لانهزم، مع دولة لتفكّكت، مع أي جهة على مستوى العالملعاشت حالة كبيرة من الضياع، نعم بالنسبة إلينا كان أمر مؤلم جدًا. جاء بعده اغتيال القادة واغتيال الشهيد الكبيرالقائد السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه في 27 أيلول، من الطبيعي هذا المستوى من الاستهداف لهذا العددالكبير، 4000 طبعًا تضرر قسم منهمـ وأيضًا استهداف قائدنا الأول وقيادات أخرى من الطبيعي أن يؤدي لحالة منالاهتزاز ومن الطبيعي أن يؤثر على الوضع القائم، وبالتالي نقول لكم، نحن لم نتوجع؟! نعم توجّعنا، تألّمنا، كانت ضربةكبيرة. لكن، وبالتواريخ، بـ 08 تشرين الأول، اعملوا حسابًا، من 27 أيلول حتى 08 تشرين الأول، أي 11 يومًا، بدأ الحزبيستعيد وضعه بملء ووضع قيادات بديلة وبدأ العمل من أجل أن ينتظم كل شيء. على كل حال الميدان هو يُثبت ذلك. نحنالآن نسمع منذ عشرة أيام نسمع، الحزب تعافى، الحزب لديه قدره، الحزب شبابه يقاتلون بالميدان، الحزب يُحقّق إنجازات،الحزب يُحقّق انتصارات، ما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنّ هذه الضربة المؤلمة أوجعت وآلمت ولكن عدنا ونهضنا بحمد اللهتعالى لأنّ هذا الحزب مؤسسة كبيرة مُتماسكة، أعدادها كثيرة، إمكاناتها كبيرة، صدقوني أحيانًا إذا أحد أراد أن يسألنيأنّه كيف هي هيكلية الحزب مثلًا، لا أستطيع أن أشرح له، ماذا سأشرح له بهيكلية الحزب؟ على قدر ما هي واسعة وكبيرةومتشعّبة، أي تحتاج لخرائط حتى الشخص يعرف كم قسم وكم وحدة وكم شخص وكم مسؤول، حزب كبير، حزب لهتاريخ، جهادي حقيقي، منذ سنة 1982 هو الذي يُبنى، وكل سنة كانت تمر كان يكبر أكثر ويقوى أكثر ويكتسب خبراتأكثر ويصبح عنده قيادات أكثر.
قاعدة الصف القيادي الثاني، ما زال عندنا بعد قيادات من الصف الأول موجودين الحمد لله تعالى، على كل المستويات،لكن قاعدة الصف الثاني لأتحدث على الأقل بالموضوع الجهادي، أتستقلون بهم!؟ كل واحد منهم، هذا عنده هندسة،أجرى أربع دورات، هذه الدورة سنة ونصف وهذه الدورة ستة أشهر وهذه الدورة تسعة أشهر، شاركوا في الميدان وفيالجبهة، في سوريا، في مواقع مختلفة، يعني عندك مستويات بهذه الفئة التي اسمها الثانية، مستويات كبيرة جدًا،مهمة جدًا، مع سنوات خبرة، أي كفاءة علمية، كفاءة بالتدريب، كفاءة في الميدان، وبالتالي عندهم الحافز الكافي مع كلالمعطيات التي تجعلهم مؤهلين أن يكونوا قيادة صف أول. لذلك نحن ملأنا القيادات بشكل طبيعي، والآن أقول لكم كلواحد عنده نائب أول وعنده نائب ثانٍ على قاعدة أنّ هذه معركة لا نعرف ماذا يمكن أن يحصل، لكن لا أحد يخاف علينا،طبعًا أنا لا أقصد أنهم سيخافون علينا، لكن “نقذانين” منّا، ماذا يمكن أن أعمل مضطر “نقّذهم” لأنّه هذا واقعنا، واقعناأنّنا جماعة عندنا خبرة وعندنا قدرات بحمد الله تعالى.
وهنا أقول لكم الإمكانات متوفرة بحمد الله تعالى ومُوضّعة بما يتلاءم مع ميدان الحرب الطويلة، نحن لا نراهن على أنّالحرب تنتهي غدًا أو بعد غد، لا، كل هذه الاستعدادات هي على أساس أنه يمكن أن نقع بحرب طويلة، وبالتالي تشاهدونالميدان في الجنوب. شباب المقاومة في الخطوط الأمامية، ما هذه القدرة العظيمة الموجودة عندهم، قرأت أنّ الإسرائيليينبدأوا يقولون أنه يا أخي يستعملون رصاصًا لا أدري ما شكله، يستعملون بعض القذائف لا أعرف ما هي نوعيتها، أناأقول لك، هذا رصاص معه إيمان وتوكل على الله، طبعًا لن تجد مثله في السوق، هذه قذائف مشحونة بحب الحسينوعشق الحسين، طبعًا لن تجد مثلهم بالسوق، أنتم تعرفون أنّ هؤلاء الجماعة الموجودين على الخطوط الأمامية، هؤلاءتشبّعوا من روح الحسين سلام الله تعالى عليه، تشبّعوا من روح السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، هؤلاء جماعة علىمسار أهل بدر، تقرأون قرآن، ماذا يقول الله عز وجل عن أهل بدر، يقول “إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ“، أيالواحد بعشرة، الآن تقول لي كيف يعني الواحد بعشرة، مثل ما يحصل الآن، تأتي مجموعة إسرائيلية على أساس أنّدبابة و20 جندي مشاة و15 لا أدري ما قصتهم، فجأة تجدهم تناثروا يمينًا شمالا، من يُواجههم؟ ثلاثة، لكن هؤلاء الثلاثةبحجم ثلاثين، أقرب لكم الفكرة فقط، لماذا بحجم ثلاثين؟ لأنهم استطاعوا أن يواجهوا هؤلاء الثلاثين والأربعين، الروحية،الشجاعة، الإيمان، الصلابة، الموجودون على الجبهة هؤلاء استشهاديين، ولذلك لا أحد يستطيع أن يهزمهم، لا أحديستطيع أن يتقدّم عليهم، طبعًا نحن حسبما قال سيدنا قدّس الله روحه، نحن ننتظر الالتحام، أي معتبرين أنّ المواجهةالأمامية تأخذ عدة أيام وبعد ذلك الالتحام، وإن شاء الله يشاهدون الذي لا يُرى بالالتحام، فليقتربوا، طلعت النتيجة أنهميقفون على البوابة الأمامية وقالوا أنهم فقط يعملون على الحافة الأمامية، اقتربوا قليلًا إلى الأمام، من أجل الالتحام،فقالوا لا نحن نريد أن نُقلّل هدفنا، تريدون أن تقللوا هدفكم!؟ هم خائفين، مرعوبين، ولا تعرفون كيف تتخلصون منالموضوع، حتى قيادتكم بدأت تقول أنه نحن أنهينا أهدافنا، ألا تريدون أن تصلوا إلى الليطاني؟ لا تريدون أن تحققواأهدافًا إضافية؟ هؤلاء المجاهدين كل الإمكانات المطلوبة موجودة عندهم، كل العزيمة موجودة عندهم، كل الشجاعةموجودة عندهم. وأنا أقول لبيئة المقاومة ولكل الناس الذين ينتظرون وأنه ماذا بعد؟ لا يوجد ماذا بعد، هؤلاء الجماعةصابرين، صامدين، قادرين، إن شاء الله ينتهي الأمر بالنصر الأكيد إن شاء الله تعالى.
الآن نسمع أنّه كلما طال الزمن الخسائر تزداد عند العدو الإسرائيلي، أنا سأذكر فقط العدد الذي ذكرته غرفة عملياتالمقاومة يوم الاثنين، كونه شيء مُوثّق، غرفة عمليات المقاومة تقول خلال هذا الشهر 90 قتيلًا إسرائيليًا و750 جريحًاو38 دبابة ميركافا مُدمّرة وأربع طائرات مسيرة، وهناك أيضًا طائرة أسقطت يوم الثلاثاء، فأجريت عملية حسابية، قلت90 قسمة 30 تكون النتيجة 3، و750 قسمة 30 تكون النتيجة 25، أي المعدل اليومي 3 قتلى و25 جريحًا، طبعًا هناكيوم يكون هناك 10 قتلى و40 جريحًا، في يوم يكون هناك أقل من ذلك بقليل، لكن المعدل الوسطي، هذا معدل ليس سهلًا،وأين على الحافة الأمامية، لم يقتربوا.
من هنا أنا أقول لكم هذه مقاومة أسطورية، مقاومتنا أسطورية وهي مدرسة أجيال الحرية إن شاء الله تعالى.
طبعًا هذا قسم، القسم الثاني الصواريخ والطائرات، قالوا هناك مشكلة أنّه بإسرائيل لم يعرفوا بعد أن ينتجوا دواءًللطائرات، الحزب يطلق صواريخ زيادة فشيء يسقط وشيء لا يسقط، أسنرسل صواريخ على قدر ما تريديون؟ إذا أنتمفاشلين ولم تستطيعوا أن تعملوا دفاعات كافية هذه مشكلتكم. على كل حال، هذه الصواريخ والطائرات تضرب ضمنبرنامج مدروس يوميًا والحياة مشلولة عند مئات الآلاف من الإسرائيليين، مع العلم القلق موجود عند أكثر من مليونين. ألم تسألوا أنفسكم سؤالًا من أين تخرج الصواريخ والطائرات؟ كيف يستطيعون أن ينصبوا الراجمات والسماء كلهامقفلة بالطائرات الإسرائيلية؟ هذا شيء استثنائي، أتريدون أن أقول لكم أنّ هؤلاء جنود الله عزّ وجلّ وأنّ الله يُعمي أبصارالعدو حتى لا يرى الجنود، نحن هذا نؤمن بهذا، لكن إضافة إلى الكفاءة والاستعداد بحمد الله تعالى.
شاهدوا الفرق بيننا وبين إسرائيل، نحن نقاتل بشرف، نستهدف الثكنات والعسكر والدبابات والجنود، بينما هم يقتلونالمدنيين والعزّل ويُدمّر البشر والحجر، لأنّهم جبناء، لأنّهم ضعاف، لأنّه ليس لديهم أخلاق، لأنّ مشروعهم مشروع احتلالوفشل ووحشية، أتظنون أنهم إذا قاموا بذلك سيربحون؟ لا، هم سيزيدون الألم عندنا صحيح، لكن لأنّنا مصممين علىالاستمرار لا يستطيعون أن يربحوا، الذي حصل بقصف بعلبك الهرمل، قصف صور، قصف الضاحية، قصف أماكنمختلفة في الجنوب، النبطية، حتى بالخطوط الأمامية، عيتا والخيام وميس، كل هذه الأماكن التي يقصفونها يقصفونالمدنيين، على أي أساس؟ يريدون أن يصلوا لنتيجة؟ لا بصلون لنتيجة.
نعم، هم يحاولون أن يؤلموننا، لكن نحن أيضًا نؤلمهم، لا تنظروا فقط لجزء من الصورة، انظروا للجزء الثاني، المقاومةاستطاعت أن ترسل مسيرة على غرفة نوم نتنياهو، أتعرفون، نتنياهو يموت الآن من الرعب، نحن عرفنا من خلال بعضالاتصالات الدبلوماسية، بعضهم بعث لنا قال يا أخي كيف تستهدفونه هذا رئيس دولة، قلنا له هو من استهدف؟استهدف رئيس المقاومة. على كل حال، الآن هو “زمط“، يمكن أجله لم يأتِ بعد ويمكن يأتي على يد شخص إسرائيلييقتله، لا أعرف، لا تعرف كيف ربك يحبكها، بحيث أنه يمكن وهو في داخل احتفال يتحدث يخرج له إسرائيلي ويقتله،ممكن، كلّه جيد سواء قُتل هكذا أو قتل بطريقة ثانية، نحن مؤمنين أنه الذي يأتي أجله سيموت بنهاية المطاف مهما علا. نحن ضربنا بنيامينا، ما هذه القاعة الكبيرة التي كان فيها هذه الأعداد، أكثر من 80 شخصًا بين قتيل وجريح، هذا وجع،هذا ألم. بعض الأحيان تصل الطائرة المسيرة أو الصاروخ إلى تل أبيب، ينزل مليونين ومليونين ونصف و3 ملايينللملاجئ، حيفا صارت حبيبة قلب المقاتلين، أي دائمًا يستهدفونها حتى يتذكروها وتتذكرهم، حيفا وصفد وعكا والشمالوجنوب حيفا والقواعد التي في الأمام وفي العمق، كم عددهم هؤلاء الذين تعطّلت أشغالهم، يعيشون الألم. بالأمسنشروا أنّ هيئة البث الإسرائيليه تنقل عن وزارة الصحة الإسرائيلية أنه 300,000 إسرائيلي بعد الحرب سيدخلونللعلاج النفسي، لأنّه الآن غير قادرين أن ينشغلوا بهم، إن شاء الله يقدروا أن يعالجوا الجنود لأنه أيضًا عند الجنود هناك“طقّت رأس” عند هذا وعند هذا وعند هذا. من هنا أريد أن أقول أنّه أيضًا هم يتألّمون، يتألمون في كل الأماكن.
نحن قادرون على الاستمرار لأيام وأسابيع وأشهر ولن أقول أكثر من ذلك.
حتى نجد شيئًا يُعبّر لنا عن هذه الحرب، طلع معنا أنه بعد التداول مع بعض الإخوان من الجيد أن نُسمّي هذه الحرب،استفدنا من الآية القرآنية في سورة الإسراء عن اليهود، “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍفَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا“، ذوي البأس هم ذوي القوة والبطش في الحرب، فقلنا أحسن شيء نُسميهامعركة “أولي البأس“، الآن نحن نخوض معركة أولي البأس في مواجهة أعدائنا الإسرائيليين. أقول لهم، ستهزمون حتمًالأنّ الأرض لنا والله معنا وشعبنا مُتماسك وملتحم حولنا على الإيمان والأخلاق، اخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم،فإذا بقيتم ستدفعون الذي بعمركم لم تدفعوه، هذا يعود لكم، الله عزّ وجل يعمل مُقارنة بآية كريمة، يقول “أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْأُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ“، نحن نؤمن بالسننالإلهية وبالوعود الإلهية، إذا كان نتنياهو يقول لكم هناك نصر مطلق، لا، هناك هزيمة مُطلقه، لن تعيدوا سكان الشمالفي هذه الحرب، بل سيتهجّر المزيد ومئات الآلاف، اليوم عندما بدأ الجيش الإسرائيلي يقول نحن قريبون من انتهاءالمهمة، وغالانت بدأ يقول أهداف الحرب تحقّقت لكن لا تتحقّق جميعها في الميدان بل نحتاج للسياسة، ورئيس مجلسالأمن القومي السابق “غيورا آيلاند” يقول “أصبحنا غير يقظين لكثير من أثمان الحرب في غزة ولبنان ومع بحث جنونيعلى الاحتياطيين وسحق جيل كامل لسنوات طويلة“، أي أنهم يُسحقون لسنوات طويلة، أنا أقول لكم كما انتصرنا فيتموز إن شاء الله سننتصر الآن، سنبقى أقوياء مع نمو تصاعدي لقواتنا.
وردني منذ يومين في أحد التقارير أنّ السفيرة الأمريكية “ليزا جونسون” تجول على بعض القوى المعارضة لنا وتحاولأن تُبشّرهم بأنّ المقاومة مُدمّرة وأنّ القيادة قُتلت، أنا أقول لليزا لن تشاهدي لا أنت ولا الذين معك أي هزيمة للمقاومة،حتى بالأحلام لن تشاهدي، ستشاهدين هزيمة إسرائيل وهزيمتكم أنتم إن شاء الله.
رابعًا، هناك سؤال، بعضهم يقول كنتم دائمًا تقولون أنّ المقاومة تحمينا، أين حمتنا؟ ماذا يعني المقاومة تحمينا؟ المقاومةحمتكم من الاستسلام، من الذل، من الانكسار، لكن المقاومة ستمنع التضحيات؟ هي لا تمنع التضحيات، الإسرائيلي يلجأإلى أسلوب حتى يُفرّق بيننا، المقاومة جعلتنا نأخذ خياراتنا بكل فخر، هذا له ثمن وثمن مؤلم، كما تحقّقت حياة عزيزةبعد سنه 2006 سيتحقّق الأفضل إن شاء الله تعالى، سيخرج الحزب من هذه المواجهة أقوى ومنصور إن شاء الله تعالى.
خامسًا، يا أهلنا الأعزاء، نحن نعرف أنكم تدفعون ثمنًا كبيرًا وتضحيات كبيرة، لكن هذه المعركة تتطلب هذا المستوى منالتضحية، نحن اليوم في مرحلة إيلام العدو ولكن نُضيف إليها مرحلة أخرى هي الصمود والصبر، المسألة تحتاج لقليلمن الوقت، ونحن إن شاء الله سنخرج منتصرين. يا أهلنا الذين دُمّرت ديارهم وأخرجوا منها أنتم والله أشرف الناس وأعظمالناس وأحسن الناس، نحن نعرف أنّ الواحد منكم ابنه في الجبهة وابنه الثاني مستشهد وباقي العائلة بالنزوح وبعضالعائلات نصفها قتلت مع قتل المدنيين ونصفها هُجّرت، لكن أنتم أهل صبر، أنتم أهل إيمان، أنتم أهل المقاومة، لا يمكنللمقاومة أن تنتصر بدون تضحياتكم، وهذه التضحيات التي تقدمونها تدفع تضحيات كبيرة يمكن أن تكون فيالمستقبل، يجب أن نصبر نحن وإياكم، نحن نقدر الذي تقومون به، صحيح نحن وجّهنا إخواننا في الحزب أن يهتموابالنازحين وأن يعطوهم إمكانات وأن يساعدوا على قدر استطاعتهم والدولة لا تستطيع أن تقوم بالقدر الكافي، لكن أيًاكانت المساعدات سيبقى هناك ثغرات كبيرة يكفي أن الشخص خرج من بيته، نعرف أنّكم قمتم بشيء كبير. لكن أيضًاعندما نسمع منكم، واحدة زوجها استشهد تقول “أنا أريد أن أربي أولادي على طريق زوجي“، واحدة أخرى يقول لهاالمذيع أنّه تأسي بزينب، قالت له “لا تقل هذا الكلام، الذي قامت به زينب لم نقم بشيء منه“، ما هؤلاء الجماعة العظيمين،الآخرين دائخين، ماذا يسمعون من بيئة المقاومة، تضحية، ثبات، صبر.
على كل حال، نحن سنبقى مع بعض، سنتعاون مع بعض، سنعمّر مع بعض، سنرجع ونُطبّق الذي عملناه في 2006 فيإعادة الإعمار إن شاء الله، وكم ستطول الحرب؟ بالنهاية لها حدود ولها نهاية.
إعلموا أنّ حزب الله قوي في المقاومة ببركه المجاهدين، وقوي في الحضور السياسي الداخلي ببركتكم أنتم يا أهلنا، فإذاكان هناك أحد يُراهن بعد الحرب، أحيانًا يجرون مناقشات على التلفزيون أو ببعض الوسائل، يقولون أنه من بعد ماضعف حزب الله ماذا سنفعل؟ ألا ترى، حزب الله ضعف؟! هكذا وضعف!
على كل حال، سيبقى قويًا بالمقاومة، وسيبقى قويًا بالداخل، والجالس يربط أنّه لاحقًا ماذا سيفعل يجب أن تربط علىأساس أنّه سيكون الحزب بعد المعركة أقوى في الداخل والخارج، أي مع المقاومة أقوى وسيكون إن شاء الله بالسياسةأقوى. لمن يُراهن على ما بعد الحرب ستضطرون إلى لعن إسرائيل وأمريكا لأنّهم كذبوا عليكم بالتغيير.
هنا يأتي السؤال، هل تطول الحرب؟ الظاهر أنّ الانتخابات الأمريكية مفصل لأنّه يأتي رئيس يصبح قادرًا أن يأخذخيارات معينة، لا يبقى نتنياهو “فلتان” مثل ما يريد، لأنّ الأميركي يعتبر بشكل عام أنّ نتنياهو يُخرّب في بعضالمحلات، هم يُوافقونه على كل شيء، لكن يريدون تكتيكًا مختلفًا. على كل حال، واحدة من عوامل التأثير الانتخاباتالأمريكية ونتائجها. واحدة من عوامل التأثير خسائر العدو في الميدان والآلام التي يجبيها يوميًا، هذه ستفعل فعلها. واحدة من المؤثرات أنه لم يعد العدو قادر على أن يُراهن على تحقيق أهداف، لم يستطع تحقيق أي هدف، لأنّه نحنمستمرون في تعطيل أهدافه، نحن استعدينا لوقت طويل مع الصبر وأمل الانتصار، لذلك هو لن يستطيع أن يُراهن علىالوقت، لن يستطيع أن يُراهن على أن يفصل الناس عنّا، لن يستطيع أن يُراهن على ضعف قدراتنا، لن يستطيع أن يراهنعلى قلّة قوتنا وتماسكنا، فإذًا بالنهاية في مكان معين سيتوقف، متى؟ لا نستطيع أن نعرف متى تفعل هذه العواملفعلها.
انظر، حتى يكون عندك معرفة تامة، مع المقاومة لا أحد سيربح من جهة إسرائيل وجماعة إسرائيل، كل الذي مع إسرائيلسيخرج “بوش” وستشاهدون النتائج.
أما بالنسبة لوقف العدوان، نحن مستمرون في التصدي للعدوان، إذا قرّر الإسرائيلي أنّه يريد إيقاف العدوان نحن نقولنقبل لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومُؤاتية، لن نستجدي وقف إطلاق النار، نحن مستمرون ولا ننتظر، مهما طالت،وأي حل سياسي يحصل بالتفاوض غير المباشر، ودعامته الأولى وقف إطلاق النار ووقف العدوان، لاحقًا نُبيّن رأينابالتفاصيل.
نحن متضامنون نحن وحركة أمل في مواجهة العدوان مع الرئيس بري الذي هو محور التفاوض لإيقاف العدوان. حزبالله والحكومة والرئيس بري لهم طرقهم بالتفاهم على الحلول الأفضل، لكن أقول لكم إلى الآن كل الحراك السياسي الذيتسمعونه طحن في كركعة، لا يوجد نتيجة لأنه لم يُطرح إلى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويكون قابل لأن نُناقشه.
أختم بأمرين، أقول لكل الوطنيين، لكل أهلنا في لبنان، نحن نشكركم على هذه الحضانة، هذا النموذج، هذا التعاون بينالطوائف والمذاهب والمناطق والبلديات المختلفة وجهات المجتمع الأهلي، وإن شاء الله هذا يكون مؤشر للمزيد للمستقبل.
أما المجاهدون، أنتم الأملاك، أنتم أمانة السيد، أنتم أهل الحسنيين، تسطرون اليوم كل المستقبل وتزرعون اليوم كل الأمل،انتم الجنود المجهولون في الأرض ولكنكم معروفون برفع راية النصر إن شاء الله، اثبتوا دائمًا، هذا من أجل أمتكم ومنأجل المستقبل، قال سيدنا ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات، نحن منتصرون إن شاء الله تعالى، اصبروا وصابرواورابطوا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته”.