الزيارة الخاطفة والزيارة الواثقة …

 

بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*

بِغَض ألنَظر عَن ألمَشهَدية ألمُربِكة و ألخارِجَة عَن ألمألوف قَبل إلتِئام ألقمة ألعربية ألتنموية ألإقتصادية و ألإجتماعية في دَورتها ألرابعة في ألعاصمة بيروت التي إنتهَت مٍساء أمس و ألمُقررات ألإيجابية ألجَيدة ألصادِرَة عَنها و لَو بِألحٍد ألأدنى إذ “لَم يَكُن بِألأمكان أفضَل مِما كان” عَلى أمَل تَنفيذَها و العَمل بِها “إنَما ألأعمالُ بالنيات”..
فَأنَ مَا يُمكِن تَسجيله على هامِش ألقِمَة هو حُسن ألتَنظيم ألأداري و أللوجِستي وَ كَذلِك ألرُقي في أداء قواعد ألبروتوكول Protocole « مَجموعة مِن قواعِد المُجامَلة الدولية ألديبلوماسية الراسِخة تَستند على مَباديء التحضّر » مِن قِبَل ألفَريق ألمُختَص ..
و أخيرَآ ألأداء ألأمني ألصَارِم وَ ألمُنضَبِط في آنٍ مَعآ ألذي نَفَذَته وَحدات ألجَيش و ألحَرَس ألجمهوري كَذلك ألأجهِزَة ألأمنيَة دونَ تَهاون أو إستِلشاء مِن مُنطلَق أن ” ألقِمَة قِمَة بِمَن حَضَر ” و لا عَلاقة لِلأمر بِعَدد أو نَوعية و مُستوى ألمُشاركين فألمِصداقية أساس إذ “لا إنتِقائيَة في ألأمن”…

مِن جِهةٍ أُخرى ،، عَلامَتان بارِزتان كانَتا مُدويَتان خَطفتا ألأضواء لَم تَنَل مِنهُما خُصومات ألداخِل السياسي اللبناني “مَن مَع إنعِقاد ألقِمة وَ مَن ضِد” سِواءً عَن حَقٍ أو عَن غيرِ حَق ،، و لا ألمُقاطعة أو ألمُشارَكَة ألخَجولَة لِلدوَل ألعَرَبية …
ألعَلامَة ألأولى هيَ حُضور و مُشارَكة كامِلَة لِرَئيس جُمهورية موريتانيا مُحمد وِلد عبد ألعزيز ، إذ بَدا هذا ألرجُل شَخصيَة مُمَيزَة في إستقلاليته عَن سياسَة ألمَحاوِر ألعَرَبية و خُصومات ألأخوَة ألألِداء ، رائعٌ ، واثِقُ ألخُطوَةِ يَمشي مَلكَآ ..
أما ألعَلامَة ألثانيَة فَهي ألزيارَة ألخاطِفَة لِرئيس دَولة قَطر تَميم بن حمد آل ثاني ألَتي أتَت دَعمآ مَعنويآ لِلقِمَة وَ لِرَئيسها ألَذي لَم تُثنِهِ ألضُغوطات وَ ألأعتِراضات و ألمُقاطعَة عَن إلغاءِها أو تأجيلَها “مَع إختلافِ ألرَأي أو وجاهَة ألأسباب”.. و بِألإضافَة لِحُضوره ألمُفاجيء فَقد وَجَه ألأمير تميم خلال أربع ساعات أمْضاهُم في بيروت أربَعَة رَسائِل لِمَن يَهمُه ألأمر في آنٍ مَعآ :
• كَسر ألحِصار ألخليجي ألسياسي عَن دَولة قطر وَ عَدَم ألإمتِثال لِقرار مُقاطَعة ألقِمة أو تَذويبَها .
• تَمَتُعِه بِألرعايَة ألأميركية الَتي تَمنَحُه هَامِشآ كَبيرآ لِلمُناورة ألسياسية بِموازاةِ ألدول ألخليجية وَ في ألإقْليم عُمومَآ ، فَهوَ يُحافِظ عَلى عَلاقة جَيدَة مع طهران و مُتَمَسِك بِألتحالُف مَع تركيا – أردوغان وتاليآ بَقاء ألقُوات ألتُركية في قطر ..
• تَصْفير ذَلِك ألتَهويل ألَذي أُطلِقَ حَولَ حزب الله كَ “فَزاعة” بِهَدَف ثَني دُوَل ألجَامِعة ألعَربية عَن ألمُشاركة ..
• تَأييدَه ألتَسوية ألمَعقودَة بَين التيار ألوَطَني ألحُر و تيار ألمُستقبل و ألَتي أفْضَت لِوصول ألعِماد عَون إلى رئاسة ألجمهورية و سعد ألحريري إلى رئاسة ألحُكومة و إعتبارها مَا زالَت ضِمن مُدَة ألصَلاحيَة ،، و بِألتالي فأنَ مُقاطَعَة ألقِمة تَعني مُقاطَعَة ألتَسويَة ..

مِن وَحي ألزيارة ألخَاطِفَة لأمير دَولة قَطر ،، يَتَبَيَن أنَ واشنطن تُثابِر عَلى إستراتيجيتها في ألإقليم عَبرَ تَوزيع ألأدْوار بَين حُلَفاءِها بألقِسطاس ، رُبَما سَتَرفَع جُرعَة ألدَعم لِدَورٍ قَطَري مُستَقبَلي مُحوَري مُتوائِم مَع ألدَور ألتُركي لا يَتَعارَض مَع مَصالِح إسرائيل وَ غَير عِدائي أو مُؤذي لِإيران .. و غَدَآ يَومٌ آخَر ..

*عَميد ، كاتِب و بَاحِث ..