الحرب كوسيلة سياسية… استراتيجيات وتداعيات في العلاقات الدولية

 

خاص – “الدنيا نيوز”

 

بقلم : الدكتورة ميرنا داود*

في إطار دراسة العلاقات الدولية والاستراتيجيات العسكرية، نستخلص أن مفهوم الحرب ليس مجرد عمل عسكري عشوائي، بل هي وسيلة لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية محددة.

مفهوم الحرب وأهدافها

لا يوجد في ادبيات الحروب ما يسمى “حرب للحرب”، مما يعني أن أي عمل عسكري يهدف إلى تحقيق نتيجة سياسية أو استراتيجية معينة. يمكن تقسيم الأهداف السياسية والاستراتيجية إلى عدة أنواع، منها:

– تحقيق مكاسب سياسية أو استراتيجية دون الدخول في حرب فعلية
– تغيير المعادلة الداخلية للدولة المستهدفة
– فرض الوقائع السياسية والاستراتيجية من خلال الحرب.

الإجراءات العسكرية المتبعة

تتخذ الإجراءات العسكرية عادة أحد الاحتمالات التالية:

1. الحشد على الحدود:

بهدف لعب لعبة حافة الهاوية، حيث يتم ممارسة الضغط على الخصم لتحقيق المرجو سياسيًا واستراتيجيًا بدون الدخول في حرب فعلية.

2. استحداث انقلاب داخلي:

يغير من المعادلة الداخلية للدولة المستهدفة، مما يؤدي إلى نزع السبب السياسي أو الاستراتيجي للحرب.
3. الدخول بضعة كيلومترات مع قصف شديد: 

والتوقف التكتيكي بهدف المفاوضات، حيث يكون خوض جزء من الحرب أفضل من الدخول في حرب كاملة.

4. الدخول في حرب شاملة: 

تمهيدًا لتغيير نظام الحكم في الدولة المستهدفة بشكل كامل، وفرض الوقائع السياسية والاستراتيجية من خلال معادلة رابح/خاسر.

نتائج الحرب والنضج المجتمعي:

عندما تتحول الاختلافات السياسية لدى شعب ما في حالة الحرب إلى اقتتال وتخوين وإلغاء وسخرية، فإن هذا يشير إلى عدم النضج المجتمعي، مما يجعل معادلات السياسة تستند إلى ميزان القوى دون أي حسابات أعمق. هذا الوضع يؤدي إلى نتائج حروب تتمثل في (رابح/خاسر) بدلاً من (رابح/رابح)، مما يهيئ لحلول تليها جولات صراعات متتالية.

 

 

النضج المجتمعي هو العامل الأساسي الذي يمهد لحكمة الحلول التوازنية والتاريخية. الشعوب التي لا تراكم تجارب القبول بالتنوع وتفتح العقول لا تراكم ما يسمح بحلول إيجابية على مستوى الصراعات. لذلك، فإن النضج المجتمعي هو المفتاح لتحقيق حلول توازنية وتاريخية تسمح بتحقيق المصالح المشتركة وتجنب الصراعات المستمرة.

الاستنتاج:

 

بناءً على ذلك، عندما نسمع عن حشود عسكرية من دولة ضد دولة أخرى، يجب أن نضع السيناريوهات السابقة في عين الاعتبار، ولا نتصور أن الدخول في حرب شاملة هو الخيار الوحيد. يجب على القادة السياسيين والعسكريين النظر في الإجراءات العسكرية المتبعة بعناية، وتحقيق التوازن بين الأهداف السياسية والاستراتيجية والمخاطر المحتملة.

التوصيات:

– يجب على الدول النظر في الإجراءات العسكرية المتبعة بعناية، وتحقيق التوازن بين الأهداف السياسية والاستراتيجية والمخاطر المحتملة.
– يجب على المجتمع الدولي العمل على تعزيز الحوار والتعاون الدولي لمنع الحروب وتحقيق السلام والأمن الدوليين.
– يجب على الشعوب تراكم تجارب القبول بالتنوع وتفتح العقول لتحقيق حلول إيجابية على مستوى الصراعات.

📢 اشترك بقناتنا على واتساب
تابع آخر الأخبار والتنبيهات أولًا بأول.
انضم الآن